مواقع التواصل الاجتماعى على شبكة الانترنت أصبحت القاسم المشترك فى التواصل بين الناس خصوصا فى مناسبات واجب العزاء، وتقديم التهانى فى المواسم الخاصة والعامة، وبقدر مميزاتها غير المسبوقة فى المشاطرات السريعة وإرسال كلمات المواساة بين الأصدقاء والزملاء فى محيط العمل بشكل فاق التصور الا أنها تتسبب فى الكثير من المواقف الشائكة وقد تكون سببا لقطيعة تدوم بين اصدقاء بينهم عشرة وود وصلات. حيث يعتبرها البعض غير كافية بل ويذهب البعض الى وصفها بعدم الاهتمام وتحصيل حاصل ومشاعر غير صادقة معلبة، وتخل من المساندة المعنوية فى الظروف الصعبة ، ومع هذا يتقاسم كل مستخدمي هذه المواقع الفكرة والمبادرة على الفور بنشر المناسبة أوالحدث لتعريف أكبر عدد من الناس ،وانتظار علامة الاعجاب أو كلمات المجاملة . ويتعرض البعض الى مشاكل مع الأصدقاء أو الزملاء نتيجة الاعتقاد بانه قدم الأصول والواجب بعد ان يكون قد وضع على صفحة الفيسبوك أو الواتس اب أو الفايبرعلامة الاعجاب أو كتب عبارة رقيقة بالمواساة والمشاطرة وأنه أحسن فى انتقاء الكلمات التى عن طريقها عبر عن فيض مشاعره . هذه المواقع مهما تسببت فى متاعب للبعض الا أنها تمنح مميزات عديدة فى الاستخدام تغرى المستخدم باللجوء اليها فى التو واللحظة ليس من باب أداء الواجب ولكن كوسيلة عصرية سريعة ودقيقة ، أسرع من التلغراف التقليدى أو الاتصال الهاتفى لكنها قد لا ترضى الطرف الأخر، الذى قد يعتبرها عدم تقدير كاف لشخصه او ميزان للمشاعر والاهتمام،ويحمل فى نفسه غضب وعتاب مرير على زميل العمل او الصديق الذى لم يقدم الواجب المطلوب فى الظرف الانسانى الذى يمر به . والمثير فى الأمر أن البعض يكتب كلمات الشكر لكل من تفضل وقدم الدعم المعنوى له عبر هذه المنتديات لكنه من داخله لا يعترف بأنها تعبير صادق عن الواجب الذى تعوده وجرى العرف عليه، ومن أجل هذا تكون الخيارات صعبة لترميم العلاقة التى افسدتها اشارة اعجاب ( لايك ) ولا يكون متاحا من البدائل سوى أن يبادر الأصدقاء بالقيام بزيارات منزلية تعويضا عن هذه التصرفات حفاظا على استمرار الود . وبمتابعة تطور تاريخ النعى هناك مراحل مر بها النعى من مُنادٍ بطبلة الى استخدام سيارة مع مكبر الصوت الى نشر النعى فى الصحف الى مشاطرات دوت كوم . ومن النماذج المكتوبة على الفيسبوك فى حالات المشاطرة برقية تقول : الى كل ابناء العمومة نشاطركم الاحزان فى وفاة والدة الاستاذ ......... وبرقية أخري: اخى ، ماتت البركة ، ماتت حبل الوصال بالجنة ، الام هى كل الدنيا والاخرة ، يبقى التواصل معها بالدعاء وقراءة القران ، والصدقة الجارية ، ربنا يرحمها ويحسن اليها ويدخلها فسيح جناته ، لا أنسى دعاءها لى ، ولا انسى طيبة خاطرها ابدا ، هى امى مثلما هى امك ، ربنا يتغمدها برحمته ويوسع لها فى قبرها وينيره الى يوم نلقاه ، الله يصبرك انت والاهل ، وتذكر انك ملزم بالصدقة الجارية والدعاء لوالديك وقراءة القرآن لهما ، ارجوك اعذر عدم حضورى لانى مريض وبرقية آخرى صبرا وسلوانا لكم وللأسرة كاملة قلوبنا معكم نشاطركم الأحزان. وعلى الرغم من جدية المناسبة ووقارها الا أن كلمة نشاطركم الأحزان يلجأ اليها البعض فى مواقف ساخرة ورمزية للتعبير عن موقف بعينه وارسال رسالة ساخرة لكنها حزينة . ومهما تسببت هذه المشاطرات فى متاعب الا أنها فرضت نفسها على الواقع بمميزاتها وعيوبها .