فى الوقت الذى تتشح فيه مصر بالحزن على فراق صاحب الفضيلة الإمام الأكبر محمد سيد طنطاوى، شيخ الجامع الأزهر، استقبلت «المصرى اليوم» مئات المشاطرات التى تنعى الفقيد الكبير، وتواسى أهله وشعب مصر والمسلمين جميعاً، وترجو له الرحمة الواسعة. ولما كان الكثير من هذه المشاطرات جاء غير متوافق مع السياسة التحريرية لخدمة الوفيات التى أعلنتها «المصرى اليوم» أمس، وحرص عدد كبير من رجال الأعمال والشخصيات العامة والمؤسسات والشركات الكبرى على حجز مساحات كبيرة للمشاطرة فى وفاة الشيخ الجليل، وأصر الكثير منهم على عرض مشاطرته فى صفحة كاملة أو نصف صفحة، اضطرت الجريدة إلى الاعتذار عن عدم نشر هذه المشاطرات لتنافيها مع السياسة التحريرية التى تركز على التعبير عن المواساة بكلمات قليلة وصادقة، وبمساحات متساوية، تؤدى الغرض منها فى الإعلان عن الوفاة أو المواساة، دون أن تكون سبباً للتفاخر المادى، والطبقى، وتمثل جانباً من جوانب الإنفاق غير المبرر. لذلك كله تعتذر «المصرى اليوم» عن عدم قبول هذه المشاطرات، وتعيد التأكيد على سياستها الثابتة فى هذا الصدد، والتى يحكمها فهم وقناعة حقيقية بأهمية ترسيخ هذه المبادئ فى المجتمع، احتراماً لجلال الموت والمشاعر النبيلة للمواساة، دون تفاخر أو إهدار لأموال لو بحثت عن أوجه إنفاق لخدمة مجتمعها لوجدت أبواباً عديدة تستحق الإنفاق والدعم. وتأمل «المصرى اليوم» أن يأتى يوم تتحول فيه دعوتها من مجرد سلوك والتزام مهنى إلى ثقافة عامة تجد طريقها إلى المجتمع، وتنفذ إلى العقول والقلوب. المصري اليوم