أكد سامح شكري وزير الخارجية ان مصر والأمة العربية بأسرها تواجهان تحديات غير مسبوقة تتطلب تكاتف كافة الأجهزة لمواجهتها، ومنها خطر التقسيم والتفتيت الذي تواجهه الدولة القومية في العالم العربي كما في ليبيا وسوريا والعراق واليمن. واشار إلى مخاطر استشراء التنظيمات الإرهابية كما هو الحال في ليبيا وسوريا والعراق، فضلاً عن التدخل الخارجي في المنطقة، وهو ما أثّر سلباً على منظومة الأمن القومي العربي جاء ذلك في كلمة الوزير أمام المؤتمر السنوي لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية 2015 «التحديات السياسية والاقتصادية في مصر: رؤى مستقبلية» بحضور الدكتورة هالة السعيد، عميد كلية الاقتصاد. وأكد الوزير أننا نتفاعل في ظل بيئة إقليمية ودولية شديدة التعقيد، تشهد إعادة رسم الخريطة السياسية في المنطقة. وقال : ان خطر الإرهاب يتضاعف في ظل الثورة المعلوماتية والتكنولوجية الهائلة التي تربط بين أرجاء العالم في سرعة غير مسبوقة، وكذلك الانتشار الواسع والمتزايد لمواقع التواصل الاجتماعي التي باتت تستخدم في نشر أيديولوجية التطرف والحض علي الكراهية والعنف، بل وفي تجنيد القتلة من الإرهابيين، مما يتطلب تكاتفا من الجميع لحماية شبابنا من سموم الفكر المتطرف، وتحقيق استخدام آمن للفضاء المعلوماتي. وأشار شكري الى حاجة مصر إلى مواجهة التحديات الداخلية مثل رفع مستوى المعيشة للمواطن وتحقيق قفزات اقتصادية وعدالة اجتماعية تحقق المطالب التي تبنتها ثورتا الشعب المصري في 25 يناير و30 يونيو، واللتان أكدتا كذلك ضرورة إعادة تفعيل دور مصر الإقليمي واستعادة مكانتها الدولية. واشار الى ان المتابع للتطورات الأخيرة في مصر، خاصة منذ انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، يدرك الخطوات التي قطعتها مصر في سبيل إعادة مركزة دورها الإقليمي والدولي من خلال تحركات خارجية مدروسة وممنهجة في جميع الاتجاهات بهدف الحفاظ على المصلحة المصرية وتحقيق متطلبات الأمن القومي المصري. وأوضح أن الاعتبار الأساسي الذي يحكم تحرك مصر الخارجي هو تعظيم المصلحة الوطنية المصرية وصيانة أمنها القومي، والذي يرتبط ارتباطا عضويا بالأمن القومي العربي . وأضاف ان التحديات خطيرة وتستدعي حراكاً مصرياً-عربياً مكثفاً يهدف إلى ترميم العلاقات العربيةالعربية ويسعى إلى خلق رؤية مشتركة لمواجهة تلك التحديات . ونتحرك في إطار رئاستنا للقمة العربية مع هؤلاء الأشقاء لتفعيل دور الجامعة العربية لمواجهة التحديات الراهنة، والعمل على تشكيل قوة عربية مشتركة تكون بمثابة قوة للانتشار السريع للدفاع عن النفس، ولا تهدف للاعتداء على أحد وإنما حماية الأمن القومي العربي، كما نسعى إلى بلورة رؤية مشتركة لقضايا المنطقة وتقديم حلول لها بعيدا عن التدخلات الخارجية.
و يبحث مع ساترفيلد تذليل العقبات أمام القوة المتعددة الجنسيات بسيناء
بحث سامح شكري وزير الخارجية امس مع السفير ديفيد ساترفيليد مدير عام القوة متعددة الجنسيات في سيناء والمعنية بمتابعة تنفيذ معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، عمل القوة على الأرض وتذليل أية مشاكل أو عقبات قد تعترض عملها. وذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية إن اللقاء تناول أيضاً سبل التعامل مع قضية الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط في ظل الخطورة الشديدة التي تمثلها، فضلاً عن تطورات الأوضاع في ليبيا وارتباطها بمواجهة التنظيمات الإرهابية في المنطقة، والتحضيرات الجارية لانعقاد مؤتمر القبائل الليبية لتحقيق أقصى قدر ممكن من التوافق المجتمعى حول أية تسوية سياسية قد يتم التوصل إليها من خلال المبعوث الأممى.