سبحان مغير الأحوال، فبعد سنوات طويلة من وضع بطولة دورى أبطال أفريقيا على قمة الهرم للمنافسات القارية وما تحمله من أهمية قصوي، جاءت بطولة الكونفيدرالية هذا الموسم لتخطف الأنظار من البطولة الكبري، ليس لأسباب فنية إلا لحجم وقوة المنافسين أنفسهم الذين ودعوا دورى الأبطال وانتقلوا إلى الكونفيدرالية ليزاملوا النصف الآخر من قوة هذه البطولة. وعندما تجد أن دورى المجموعات فى دورى الأبطال يضم فى مجموعته الأولى فرق، اتحاد الجزائر، مولودية وهران، وفاق سطيفالجزائريين والمريخ السوداني، بينما تضم المجموعة الثانية، سموحة والمغرب التطوانى والهلال السودانى ومازيمبي، بينما تضم منافسات دور ال16 الثانى للكونفيدرالية فرقا بحجم الأهلى حامل اللقب والزمالك والترجى والنجم الساحلى والصفاقسى التونسيين والرجاء المغربى وأورلاندو بيتيس وليوبار الكونغولى وأسيك الإيفواري، فهذا أبسط دليل على فارق القوة والمنافسة فى البطولتين ولتتأكد أن الكونفيدرالية هذه النسخة ستكون أقوى بكثير من دورى الأبطال. وهناك فرصة عظيمة أمام سموحة ممثل الكرة المصرية فى دورى الأبطال لصناعة تاريخ لم يكن يحلم به ويتأهل إلى الدور قبل النهائى وربما يصل لنهائى البطولة، فالقدر وضعه وسط دورى المجموعات وأصبح لديه فرصة الفوز باللقب رغم أنه كان أقل مرشحى الكرة المصرية ترشيحاً للاستمرار فى البطولة وخابت توقعات الجميع حول الأهلى الذى تحول إلى الكونفيدرالية برفقة الزمالك وكل منهما أمامه محطة لن تكون سهلة للوصول إلى دورى المجموعات والمنافسة على اللقب. نبدأ مع الأهلى حامل لقب الكونفيدرالية الذى وضعته القرعة أمام منافس قوى وعنيد هو الإفريقى التونسى أحد أهم فرق تونس فى الوقت الحالي، والمعروف بفريق الشعب فى تونس و هو أول فريق تونسى وتأسس عام 1920 مقره باب الجديد فى قلب العاصمة التونسية، كما أنه أول فريق يحصل على الكؤوس الافريقية والوحيد عالمياً الذى سجل فى نهائى قارى 6 أهداف عندما كان يلعب أمام ناكافيبو فيلا الأوغندى عام 1991 كما فاز بالكأس الأفروآسيوية للأندية سنة 1992 والبطولة العربية للأندية الفائزة بالكؤوس سنة 1995 ودورى أبطال العرب سنة 1997 وكأس شمال إفريقيا للأندية البطلة مرتين 2008 و2010 والكأس المغاربية للأندية البطلة فى ثلاث مرات 1974 و1975 و1976 والكأس المغاربية للأندية الفائزة بالكؤوس سنة 1971. وهو فريق محمل بالطموح والألقاب وسيكون رقماً صعباً أمام الأهلى حامل اللقب، وسيكون هذا تحديا جديدا للأهلى وعليه أن يثبت أنه بالفعل كبير إفريقيا وما تعرض له أمام المغرب التطوانى ووداع البطولة بضربات الجزاء كانت مجرد كبوة وانتهت. وإذا كان هذا هو حال الأهلي، فوضع الزمالك أفضل بكثير خاصة وأنه سيخوض مواجهة شبه سهلة فى دور ال16 أمام فريق سانجا بولوندى من جمهورية الكونجو لفارق الخبرات والتاريخ بين الفريقين، فهو من الفرق الأفريقية المغمورة والتى لم تترك أى بصمة فى البطولات القارية ويكفى أن مشواره فى الكونفيدرالية خير دليل على ذلك ففى ذهاب دور ال64 خسر 1-3 من ريكرياتيفو دو ليبولو الأنجولى وفى العودة فاز بهدفين وصعد بهدف اعتباري، وفى دور ال32 تعادل مع القطن الكاميرونى بدون أهداف وفاز فى العودة بهدفين، وفى دور ال16 خسر ذهابا واياباً من الهلال السودانى بهدف نظيف. دورى الأبطال سموحة كان بعيدا عن الترشيحات كونه يشارك لأول مرة فى البطولة القارية ولكنه خالف كل التوقعات وصعد إلى دورى المجموعات برفقة فرق مغمورة ولا تملك تاريخا أو انجازات باستثناء مازيمبى الذى سيكون المرشح الأول للقب، وعلى سموحة أن يستغل الفرصة ويصعد للمربع الذهبى برفقة مازيمبى بعد أن أوقعته القرعة مع فرق الهلال والمغرب التطوانى أيضاً، وتاريخ مازيمبى هو الأفضل حيث كان وصيف كأس العالم للأندية عام 2010، وبطل كأس السوبر الإفريقى عامى 2010 2011، بطل دورى ابطال أفريقيا أعوام 1967 - 1968 - 2009 2010، بطل إفريقيا للأندية ابطال الكأس 1980، وصيف دورى ابطال أفريقيا عامى 1969 1970، وصيف الكونفيدرالية 2013. أما المغرب التطوانى فلم يفز إلا بالدورى المغربى مرتين، والهلال السودانى ليس له ألقاب قارية وأنما لديه تاريخ حافل كبطل الدورى السودانى 24 مرة وهو رقم قياسي، ووصل إلى نهائى الأندية الإفريقية الأبطال مرتين 1987 و1992 كما وصل للمربع الذهبى ثلاث مرات فى الاعوام 2007 و2009و2011، ووصل للمربع الذهبى لبطولة الكونفدرالية فى العام 2010 و2012.