يعد مركز أورام الفيوم أملًا للكثير من المرضى، حيث إنه لو تم تشغيله فسيقدم خدماته الطبية، ليس لأبناء الفيوم وحدهم، بل لأبناء محافظتى بنى سويف والمنيا لقربهما من الفيوم، بدلا من سفر آلاف المرضى، وتجشمهم المشقة وعناء السفر إلى المعاهد المتخصصة فى القاهرة، ويظلون رهن قوائم الانتظار، وافتراش الأرض والأرصفة، ترقبا لدورهم فى العلاج، كما أنهم يتكبدون مصاريف مادية كبيرة فى التنقل بخلاف مصاريف العلاج، مع الوضع فى الحسبان الحالة الاقتصادية السيئة التى عليها معظم الأسر فى قرى الفيوم، والصعوبة البالغة التى تتكبدها لتوفير هذه الأموال.. كما أن المشكلة ازدادت تعقيدا بعد تصدع وتوقف المبنى الجنوبى للمعهد القومى للأورام بالقاهرة، وإنشاء معهد آخر. ومن المعلوم أن عدد المترددين على المعهد القومى للأورام يوميا يتراوح ما ببن 900 و 1120 مريضا من كل محافظات مصر، فى حين أن الطاقة الاستيعابية للمعهد حاليا أقل من ذلك. وبالتالي، يعد مركز أورام الفيوم امتدادا طبيعيا للمعهد القومى للأورام بالقاهرة، وسيسهم بشكل مؤثر فى استيعاب مرضى الأورام من محافظات مختلفة، وليس الفيوم فقط، وسيقضى على معاناة آلاف المرضى، ويجد العلاج المناسب لهم. كان السبق فى طرح إنشاء مركز أورام الفيوم للجمعية العلمية الاجتماعية المشهرة برقم 356 لسنة 2000 التى نادت وأخذت الخطوات الأولى لإنشائه، ولا يزال العمل مستمرا. ويقول الدكتور عبد الحميد السيد، عضو الجمعية وصاحب فكرة إنشاء المركز أن العلاج الإشعاعى غير موجود بالمحافظة نهائيا، الأمر الذى يدفع المرضى للسفر إلى القاهرة لتلقى العلاج، وهو ما دفع خيرة أبناء الفيوم للتفكير فى إنشاء هذا الصرح الوليد. وأوضح الدكتور عبد الحميد أن المشروع أقيم بالفعل من حيث الإنشاءات، إذ يتكون من أربعة طوابق تشمل جميع الأقسام الخاصة بالجراحة والكشف على مرضى الأورام، وعيادات خاصة وخارجية، ولكن المركز بالكامل تنقصه الأجهزة الطبية لتشغيله، إذ يلزم المركز أجهزة ومعدات طبية، ومن أهمها 5 أجهزة للبدء فى عملية التشغيل، وهى أجهزة العلاج الإشعاعى (الكوبالت)، و(الجاما)، وكاميرا، والمعجل الخطى، والأشعة المقطعية، والمسح الذرى للعظام، وقياس كثافة العظام، بالإضافة إلى أن المركز يحتاج إلى تجهيز العيادات الخارجية بأجهزة الكشف المبكر للمرضى، والمسح الشامل، وبالتالى فإن المركز متوقف على توفير الأجهزة لبدء تشغيله. على جانب آخر، يطالب الدكتور حسام السقا، عضو الحمعية العلمية الاجتماعية، مدير فرع التأمين الصحى بالفيوم، بأن تتولى الحكومة، ممثلة فى وزارة الصحة، مسئولية إدارة وتشغيل هذا المركز، حتى يتم إنجازه بالشكل اللائق، وكفانا ما تم إهداره من وقت.