معاناة كبيرة يعيشها مرضى الأورام بمحافظة الفيوم الذين يبحثون عن علاج للتخفيف عن الألم الذي يفترس أجسادهم الهزيلة ، والسبب فى هذه المعاناmة هو توقف العمل بمركز الاورام بمدينة الفيوم منذ 12 سنة لعدم استكمال تجهيز المبنى بالمعدات والأجهزة الطبية وذلك بعد انتهاء كافة الإنشاءات اللازمة ، وأصبح المركز يستقبل الأشباح يوميا لعلاجهم . و ضاق المرضى من تصريحات المسئولين فى عهد النظام السابق والتي لم ينفذ منها شئ حتى الآن ، وكان جمال مبارك نجل الرئيس السابق منذ سنوات قد وعد بتوفير 2 مليون جنيه لاستكمال أعمال المركز وذلك أثناء زيارته للمحافظة ولكن بعد ثورة 25 يناير لم يعرف أين ذهبت هذه الملايين . ويعد مركز أورام الفيوم هو أمل الكثير من المرضى ، حيث أنه لو تم تشغيله سيقدم خدماته الطبية ليس لأبناء الفيوم وحدهم بل للأبناء محافظتي بنى سويف والمنيا لقربهم من محافظة الفيوم بدلا من سفر الآف المرضى إلى المعاهد المتخصصة بالقاهرة ووضعهم فى قوائم الانتظار ، وافتراشهم الأرصفة انتظاراً لدورهم في العلاج ، كما أنهم يتكبدون مصاريف مادية كبيرة في التنقل بخلاف مصاريف العلاج ، مع الوضع فى الاعتبار الحالة الاقتصادية السيئة لمعظم الأسر في قرى الفيوم والصعوبة البالغة التي تتكبدها لتوفير هذه الأموال . وزادت المشكلة تعقيدا بعد تصدع وتوقف المبنى الجنوبي للمعهد القومي للأورام بالقاهرة وإنشاء معهد آخر ، بالإضافة إلى انكماش الطاقة الاستيعابية لمعهد الأورام بنسبة وصلت إلى 400 سرير مع زيادة نسبة المرضى من 20 % إلى 40 % ليصل عدد المترددين إلى المعهد القومي للأورام يومياً يتراوح ما بن 900 إلى 120 مريضا من كل محافظات مصر في حين أن الطاقة الاستيعابية للمعهد حاليا أقل من ذلك . ولذلك فإن مركز أورام الفيوم هو امتداد طبيعى للمعهد القومى للأورام وسيساهم بشكل موثر فى استيعاب مرضى الاورام من محافظات مختلفة وليس الفيوم فقط وسيقضى على معاناة آلاف المرضى ويجد العلاج المناسب لهم . و تقول سعدية حسين متولى " مركز يوسف الصديق " التابع لمحافظة الفيوم " إن ابنها يبلغ من العمر 10 سنوات ويعانى من سرطان فى الدم وتقوم بعلاجه فى أحد المراكز المتخصصة بالقاهرة وتعانى الكثير فى التنقل من الفيوم للقاهرة و تذهب الى المركز مرتين أو ثلاثاً أسبوعيا لتلقى العلاج الكيميائي وأضافت "أجيب صحة وفلوس منين بعد مابعت كل اللى ورايا واللي قدامى " ويقول مصطفى حسين عبد الهادي مريض بسرطان المسالك البولية إن ذهابه إلى القاهرة لتلقى العلاج يعد رحلة عذاب يقطعها يوميا ، ولكن عند تشغيل مركز أورام الفيوم ستنتهي معاناة جميع المرضى . الدكتور حسن معبد أستاذ جراحة الأورام وهو من أبناء الفيوم وله دراسات عن مركز ومرضى الأورام بالمحافظة يشير إلى أن مبنى المركز مكون من 5 طوابق يشمل جميع الأقسام الخاصة بجراحة والكشف عن مرضى الأورام وعيادات خاصة وخارجية ولكن المركز بالكامل ينقصه الأجهزة الطبية لتشغيله ، حيث إنه يحتاج لأجهزة ومعدات طبية ومن أهمها 5 أجهزة للبدء في عملية التشغيل وهى أجهزة العلاج الاشعاعي ( الكوبالت ) و ( الجاما ) وكاميرا والمعجل الخطي والأشعة المقطعية والمسح الذرى للعظام وقياس كثافة العظام ، بالإضافة إلى أن المركز يحتاج إلى تجهيز العيادات الخارجية بأجهزة الكشف المبكر للمرضى والمسح الشامل . وأكد معبد على أن الإحصائيات والدراسات حول مرضى الأورام بالفيوم تؤكد أنهم فى زيادة ، وارتفاع فى نسب الإصابة بسرطانات المسالك البولية بين الرجال والأطفال وسرطان الثدي للسيدات وغيرها من أمراض الأورام الفتاكة ، ولذلك أصبح من الضروري ان يتم إنشاء مركز للأورام فى كل محافظة لتوفير الوقت والجهد عن المرضى ولتقليل نسب الإصابة بهذه الأمراض الفتاكة . الجدير بالذكر أن مركز أورام الفيوم تم العمل فى إنشائه منذ مايقرب من 13 عاما بجوار مستشفى التأمين الصحي ويتبع هيئة التأمين الصحي ، وتم اقامته بمدينة الفيوم لعلاج مرضى الأورام وإجراء الجراحات لهم من أبناء محافظات شمال الصعيد ( الفيوم – بنى سويف – المنيا ) حيث لايوجد مركز أو معهد متخصص لعلاج وجراحات الأورام فى تلك المحافظات . وقد تولى إنشاء المركز جمعية علمية تابعة لهيئة التامين الصحي بالفيوم ، لأن مراحل البناء والإنشاءات تمت بتبرعات المواطنين وعدد من الجهات والمؤسسات الخيرية والأهلية المهتمة بمرضى الأورام وتوفير العلاج لهم .