جاءت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى الأخيرة إلى إسبانيا لتلقى حجرا فى مياه راكده خلفتها السنوات الأربع الماضية، دفعت الخارجية الأسبانية إلى إصدار تحذيرات إلى مواطنيها بعدم السفر إلى مصر مما أدى إلى تراجع عدد السائحين الأسبان من 200 ألف سائح خلال عام 2010 إلى 14 ألف فقط خلال عام 2014.. هذا الرقم الهزيل لا يتفق بأى حال من الأحوال مع الروابط التاريخية التى تربط البلدين والتى تضرب بجذورها فى عمق التاريخ وأمتدت إلى ما يزيد على سبعة قرون إنصهرت خلالها المدن المصرية والأندلسية، فيذكر التاريخ المقريزى والقلقشندى والرحالة ابن الزبير المنتمى إلى مدينة بالينسيا الأسبانية وكذلك الرحالة المصرى لدى بلاط حاكم غرناطة عبدالباسط والشاعر والعالم ابن الخطيب وابن خلدون. هذه الروابط التاريخية وانصهار الحضارتين والاستقبال التاريخى للرئيس السيسي..تجعلنا نتساءل عن سبب استمرار الحكومة الأسبانية فى إطلاق تحذيراتها لمواطنيها بعدم السفر إلى مصر.. وذلك على الرغم من قيام جميع دول الاتحاد الأوروبى بل والعالم أجمع بإلغاء التحذيرات عقب تولى الرئيس السيسى لاطمئنانهم على سلامة رعاياهم. الأرقام تؤكد أن 90% من السائحين الأسبان يأتون إلى مصر بحثا عن السياحة الثقافية فى القاهرةوالأقصر وأسوان والواقع يؤكد أيضا بما لا يدع مجالا للشك أن معاناة العاملين بهذه المدن يرجع فى المقام الأول إلى تحذيرات السفر الأسبانية التى نجحت إلى حد بعيد فى إلحاق الضرر بالاف الأسر الذين يكسبون قوت يومهم من الأفواج السياحية القادمة من بلاد الأندلس وأدت إلى تراجع الاشغالات السياحية بكل هذه المدن إلى ما دون 15%. الصحف الأسبانية نفسها لمست هذا الضرر وتفاعلت معه حيث طالبت صحيفة «كاربيان نيوز ديجيتال» خلال زيارة الرئيس السيسى بضرورة التباحث حول وضع خطط طموح لاستعادة السياحة الأسبانية من جديد خاصة مع تحسن الوضع الأمنى منذ تولى الرئيس السيسى حكم مصر. وأكد محمد الحسانين عضو مجلس الأعمال المصرى الأسبانى والخبير السياحى أن زيارة الرئيس سوف تمثل دفعة قوية لتنشيط الحركة السياحية بين البلدين مشيرا إلى أن المجلس يعمل حاليا على الإستفادة من هذه الزيارة بتكثيف الحملات الإعلامية الإيجابية التى تم رصدها خلال الزيارة لتصحيح الصورة الذهنية عما يدور فى مصر وتأكيد الأستقرار الأمنى الذى تشهده البلاد خاصة المدن ذات الطابع الأثرى مثل الأقصر وأسوان مضيفا أن المجلس عقد إجتماعا برئاسة ماجد المنشاوى وتم التواصل مع سفير اسبانيا بالقاهره «أرتورو أنيبو» لحثه على إقناع حكومة بلاده بضرورة إلغاء تحذيرات السفر، مؤكدا ان السفير وعد بدراسة الأمر ورفع الحظر فى أقرب وقت. وأضاف الحسانين ان هناك لقاءات مع المهندس خالد رامى وزير السياحة من أجل مد مدة الدعم الموجه لشركة مصر للطيران على رحلاتها القادمة من المدن الأسبانية من أجل زيادة الحركة السياحية إلى الأقصر وأسوان التى من المتوقع أن تتزايد خلال الصيف المقبل، وطالب وزارة الخارجية بإستثمار زيارة الرئيس للعمل على إلغاء التحذيرات أو على الأقل تخفيض حدتها بما يسمح بزيادة الحركة السياحية من اسبانيا إلى مصر..كذلك ضرورة موافقة وزارة السياحة على دعم 100 مقعد اسبوعيا بالأتفاق مع شركة مصر للطيران بداية من الأسبوع الأخير من شهر مايو الحالى وحتى الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر القادم. اما عن التحرك مع وسائل الإعلام الأسبانية فقد تحركنا فى اتجاهين قاد الأول الخبير السياحى حمدى ذكى مسشار مصر السياحى السابق فى اسبانيا..من خلال علاقاته القوية مع الوسط الصحفى والإعلامى أما الثانى فكان بعقد لقاءات بصحبة السفير المصرى أحمد شفيق اسماعيل مع الصحف الاقتصادية اليومية خلال زيارة الرئيس للتركيز على مستقبل مصر الاقتصادي. وفى اتصال هاتفى مع حمدى ذكى الخبير السياحى مستشارنا السابق فى مدريد. أكد أن صيغة التحذير الموجود على صفحة وزارة الخارجية الأسبانية جعلت المواطنين يترددون ألف مرة قبل اتخاذ قرار السفر الى مصر وأدى أيضا الى رفض شركات التأمين إصدار بوليصة تأمين على الرحلات المتجهة الى مصر. وقال ذكى إن منظومة العمل السياحى يجب ان تتغير ليتم التركيز خلال الفترة المقبلة على التعاون مع جميع وسائل الإعلام الإسبانية ودعوتهم لمصر لزيارة جميع المدن السياحية ليلمسوا بأنفسهم الإستقرار الأمنى بمصر مشيرا إلى أن كتابة صورة إيجابية عن مصر فى وسائل الإعلام كفيله بتغيير الصورة الذهنية ومن ثم تحرك حكومة مدريد للألغاء هذا التحذير الجائر. وقام ذكى بنشر بيان فى أكثر من 50 صحيفة و50 موقعا إلكترونيا رصد فيه التفاف الشعب المصرى بجميع طوائفه وشرائحه حول قيادته التى انتصرت لإرادته وجاء بيانه تحت عنوان «مصر تنهض من جديد».