وسط إجراءات أمنية مشددة، عاد النيجيريون أمس إلى مراكز الاقتراع لانتخاب محافظى الولايات وممثلى المجالس المحلية فى اقتراع يأمل حزب "المؤتمر التقدمي" فى الفوز فيه، وذلك بعد أسبوعين من انتصاره التاريخى فى الانتخابات الرئاسية التى فاز بها مرشحه القائد العسكرى السابق محمد بخارى. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها ببعض الولايات النيجيرية فى تمام الساعة الثامنة بالتوقيت المحلى والسابعة بتوقيت جرينتش، بينما تأخر فى بعضها الآخر . وذكرت السلطات فى نيجيريا أن الناخبين قاموا بتسجيل أسمائهم صباح أمس على أن يعودوا لاحقا للإدلاء بأصواتهم خلال الساعات المقبلة مساء لاختيار 29 محافظا ل 29 ولاية فقط، من بين 36 تمثل إجمالى عدد ولايات البلاد ، بينما سيتم تنظيم انتخابات جزئية فى الولايات المتبقية فى وقت لاحق لم يتم تحديد سقفه الزمنى بعد. لكن الناخبون فى كل الولايات ال 36 توجهوا بالفعل أمس إلى مراكز الاقتراع لاختيار أعضاء المجالس المحلية بأكملها. وأعلنت اللجنة الانتخابية المستقلة فى نيجيريا أن 760 مرشحا يتنافسون فى هذه الانتخابات للفوز بمناصب حكام ونواب حكام الولايات، بينما يتنافس 5 آلاف و290 آخرون على مقاعد المجالس البلدية. وأكدت من جديد أنها ستستخدم البطاقة الانتخابية البيومترية التى تم اختبارها هذه السنة للمرة الأولى لمنع عمليات التزوير على الرغم من المشاكل التقنية التى تم تسجيلها فى الانتخابات الرئاسية. وأضافت أن نتائج هذه الانتخابات المحلية سيتم إعلانها اعتبارا من مساء اليوم فى كل ولاية على حدة وليس فى أبوجا وحدها كما حدث فى الاستحقاق الرئاسى. وتضم لوائح الناخبين أسماء 68 مليونا و600 ألف شخص يحق لهم التصويت فى هذه الانتخابات. وينتمى 14 من 36 من حكام الولايات إلى حزب المؤتمر التقدمى الذى يقوده الرئيس المنتخب محمد بخارى مقابل 21 ينتمون لحزب الرئيس المهزوم جودلاك جوناثان. وتمثل هذه الانتخابات أهمية بالغة للنيجيريين ، ربما تفوق من وجهة نظر بعضهم أهمية نظيرتها الرئاسية التى جرت فى 28 مارس الماضى، وذلك نظرا لأن حكام أو محافظى الولايات ال 36 يعتبرون من بين الساسة الأكثر تأثيرا ونفوذا فى البلاد، التى تعد أكبر وأول اقتصاد بالقارة الإفريقية وأكثرها بلدانها إنتاجا للبترول، فضلا عن حقهم فى تحديد من يتم ترشيحه لخوض انتخابات الرئاسة التى يعد الفائز بها أقل أهمية وتأثيرا من المحافظ الذى يقدر العديد من النيجريين أهميته خاصة لهؤلاء الذين يتعاملون معه بشكل مباشر من خلال الإجراءات التى يتخذها وتمس حياتهم اليومية. وأمنيا، نشر الجيش والشرطة عددا كبيرا من قواتهما فى جميع أنحاء البلاد بسبب المخاوف من وقوع أعمال العنف السياسى وتحسبا لهجمات من قبل عناصر جماعة بوكو حرام الإرهابية. وفرضت قوات الأمن قيودا على حركة سير الآليات فور فتح مراكز الاقتراع. وأعلنت وزارة الداخلية النيجيرية إغلاق الحدود البرية لها منذ منتصف ليل الأربعاء الماضى وحتى منتصف نهار اليوم لضمان أمن العملية الانتخابية.