جاءت صفقة الفرقاطة الفرنسية "فريم نورماندى" كإضافة جديدة لسلاح البحرية المصرية المظفر وإضافة جديدة لتدعيم أمن مصر والمنطقة، بالإضافة لكونها صفقة قدمت دفعة إيجابية هائلة للعلاقات المصرية الفرنسية. فقد وقف وزير دفاع الجمهورية الفرنسية، السيد جان-إيف لودريان فى القصر الجمهورى يلقى كلمة بلاده فى حفل توقيع عقود طائرات "رافال" والفرقاطة "فريم" مع حكومة جمهورية مصر العربية، بحضور رئيس الجمهورية، السيد عبد الفتاح السيسى، ووزير الدفاع، الفريق أول صدقى صبحى. قال الوزير الفرنسى : "أنا سعيد جدا بكونى هنا اليوم. ..وقعت اليوم معكم وباسم فرنسا وباسم الرئيس الفرنسى عقداً تاريخياً يستوحى من إرادة الرئيس السيسى. مصر كانت أول بلد اشترى الميراج 2000 وهى اليوم أول بلد يختار "الرافال". بالإضافة إلى "الفرقاطة" متعددة المهام والصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى. هذا منعطف فى علاقتنا الثنائية وبداية لتعاون معزز فى خدمة الأمن الإقليمى. وهذه أيضا دلالة على الثقة القوية جدا التي أولتها مصر لفرنسا وللفريق الفرنسى، فرنسا فى دورها كشريك سياسى وعسكرى وصناعى. واليوم إنه مصدر اعتزاز كبير للصناعيين وللشركات الفرنسية التى ترى امتياز صناعتها فى هذا الاتفاق." وقد قدرت القيمة الإجمالية للصفقة وفق المصادر الفرنسية الرسمية ب5٫2مليار يورو. وتم توقيع العقد بحضور لفيف من المسئولين الرسميين من البلدين، منهم السيدة باتريسيا أدم، رئيسة لجنة الدفاع بالجمعية الوطنية، والفريق بيير دو فيلييه رئيس أركان الجيوش الفرنسية، والسيد لوران كوييه-بييون، المفوض العام للتسليح. بالنسبة للصناعيين، حضر إريك برابييه، وإرفيه جيو، رئيس مجلس إدارة مجموعة "دى سى إن إس" (دائرة الإنشاءات البحرية والخدمات) منتجة الفرقاطة. و"الفرقاطة" هو اسم يطلق على نوع من السفن الحربية السريعة التى يكون حجمها وسرعتها ومداها البحرى أقل من المدمرات وأكبر من زوارق الدورية الساحلية. ويتم تسليح الفرقاطات الحديثة بالصواريخ الموجهة من نوع أرض-أرض وأرض-جو والمدافعية التقليدية كما يمكن ان تزود الفرقاطات بأنابيب طوربيد للحرب ضد الغواصات وحظائر للمروحيات وتحوى على مهبط أو أكثر للمروحيات. وتستخدم الفرقاطات لعدة أغراض منها : حماية السفن الأخرى المدنية أو الحربية. والتصدى لحرب وأسطول الغواصات المعادية. ومساعدة القوات البرمائية على السواحل. وتقوم بالعديد من المهام الأخرى المرتبطة بالحرب البحرية. ووفق المواصفات المعلنة فإن الفرقاطة "فريم / نورماندى" ذات المهام المتعددة هى نتاج مشروع مشترك بين فرنسا وإيطاليا. وتصنف الفرقاطة فى شريحة الجيل الجديد من الفرقاطات. وأبرز ما يميز هذه الفرقاطة أنها تتمتع بإستقلالية كبيرة في قطع المسافات تجعلها من الفرقاطات التى تصل إلى ما يسمى عسكريا بالمياه الزرقاء العميقة، ولديها قدرة فائقة على حمل صواريخ ذات فعالية عالية جدا مثل صواريح أستر للدفاع الجوى، إلى جانب طوربيدات لحرب الغواصات طراز إم يو 90 ، وصواريخ إيكزوسيت الفرنسية "إم إم 40" ذات المدى البعيد وهى صواريخ شهيرة حصلت على شهرة واسعة عندما استخدمتها البحرية الأرجنتينية فى تدمير سفينة حربية بريطانية أثناء حرب فوكلاند. تمتلك الفرقاطة «نورماندى» من طراز فريم عددا من الخواص التى تجعلها قادرة على أن تكون العمود الفقرى لأى أسطول بحرى، حيث يبلغ طول الفرقاطة الإجمالى 142 متراً وعرضها 20 مترا، وإزاحتها 6 آلاف طن. وتصل سرعتها القصوى إلى 27 عقدة أى 50 كيلومترا فى الساعة تقريبا (تقدر العقدة الواحدة ب 1٫8 كيلومتر /ساعة)، ويصل مداها إلى 6 آلاف ميل بحرى (يقدر الميل البحرى الواحد ب 1.8كيلومتر) بسرعة 15 عقدة، كمّا أنها قادرة على حمل طاقم عمل بشرى متكامل أفراد بمن فيهم طاقم المروحية بينما تقدر قدرتها على إستيعاب الأفراد على متنها ب145 فردا. وتستطيع حمل طائرة مروحية على متنها. وقد بدأت اختباراتها فى شهر أكتوبر عام 2013 وتم ضمها للأسطول الفرنسى لأول مرة فى نهاية عام 2014. وهى مجهزة للتزود بأحدث أنظمة التسليح مثل الرادار المتعدد المهام طراز "هركيوليس" والصواريخ كروز البحرية. وقد أشارت الشركة المصنعة آلى أن الفرقاطة "فريم - نورماندى" تم إخضاعها وإخضاع أنظمتها المختلفة لما يقرب من 50 اختبارا. وقد حصلت مصر على فرقاطتها من بين مجموعة الفرقاطات التي يتم تصنيعها حاليا لصالح الأسطول الفرنسى وذلك حتى يتم تسليم الفرقاطة لمصر فعليا بحلول منتصف العام الحالى 2015 على أن تستمر خدمة ما بعد البيع من لوجستيات وخدمات داعمة وبرنامج التدريب على مدى عدة سنوات قادمة. وتجدر الإشارة إلى أن الشركة المصنعة للفرقاطة "فريم" تسمى مجموعة "دى سى إن إس" (دائرة الإنشاءات البحرية والخدمات) ويعود تاريخها وتاريخ خبرتها فى مجال صناعات التسلح البحرى إلى 350 عاما مضت حيث ظهرت الشركة إلى الوجود لخدمة البحرية والأساطيل الإمبراطورية الفرنسية منذ عام 1631 ويعمل بها 13ألف عامل موزعين على شركات تابعة فى 10 دول مختلفة.