هما محمد نبى الرحمة المهداة عليه السلام، والمسيح الكلمة «طوبى للرحماء لأنهم يرحمون، أريد رحمة لاذبيحة» التقيا لإرساء التراحم والاسترحام بين العالمين، ووضعا رؤية إلهية لحل مشكلات الإنسان وحاجته إلى الغذاء والكساء والماء والحرية.. كل ذلك فى إطار الرحمة والمحبة والتكافل، وفى إنجيل (متى الإصحاح 52) يقول السيد المسيح «الملك» للأبرار «تعالوا يامباركى أبى رثو الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم لأنى جعت فأطعمتونى، عطشت فسقيتمونى، كنت عريانا فأويتمونى، عريانا فكسيتمونى، مريضا فزرتموني، محبوسا فأتيتم إلى، فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين، يارب متى رأيناك جائعا فأطعمناك أو عطشت فسقيناك، ومتى رأيناك عريانا فآويناك، فيجيب الملك ويقول لهم: والحق أقول لكم، بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتى هؤلاء الأصاغر فبى فعلتم». وفى الحديث القدسى قال الله تبارك وتعالى »يابن آدم استطعمتك ولم تطعمني، فيقول كيف اطعمك وأنت رب العالمين، فيقول أفلم يستطعمك عبدى فلان، أما تعلم أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي.. يابن آدم استسقيتك ولم تسقنى فيقول كيف اسقيك وأنت رب العالمين، فيقول أفلم يستسقيك عبدى فلان أما تعلم أنك لو أنك سقيته لوجدت ذلك عندي... يابن آدم مرضت ولم تعدنى فيقول كيف أعودك وأنت رب العالمين، فأقول مرض عبدى فلان، أما تعلم أنك لو عدته لوجدتنى عنده«! وهذه قطرة من بحر تلاقيهما، فى وضع وإرساء القواعد والمباديء والقيم العليا المشتركة بين الأديان «الرحمة والمحبة»، هى إذن الأسوة الحسنة أن نتلاقى جميعا أقباطا ومسلمين فى إطار من الرحمة والمحبة والتكافل. د. سعد واصف مصر الجديدة