نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسئولين أمريكيين بارزين أن ادارة الرئيس باراك اوباما تعتزم استئناف المساعدات العسكرية لمصر رغم مخاوف واشنطن من سير العملية الانتقالية الدائرة حاليا. وقال المسئولون الأمريكيون للصحيفة ان الادارة تنوي الالتفاف علي الشرط الجديد في الكونجرس, الذي يربط للمرة الأولي بين تقديم المساعدات العسكرية وحماية الحريات الأساسية في مصر. وأشارت الصحيفة إلي أنه من المتوقع أن تقوم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بالتنازل عن الشرط لأسباب تتعلق بالأمن القومي وذلك في أقرب وقت خلال الأسبوع الجاري, وفقا لمسئولين في الكونجرس والادارة الأمريكية. وقال المسئولون, الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم, أن تخلي هيلاري كلينتون عن المشروطية سوف يسمح بأن تمضي المساعدات العسكرية لهذا العام, والبالغة1.3 مليار دولار, قدما. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية, فيكتوريا نولاند, ان القرار النهائي بشأن استئناف المساعدات لم يتخذ بعد, لكن مسئولين آخرين قالوا ان النقاشات تدور حول كيفية صياغة التنازل عن المشروطية. وقال مسئول في الادارة الأمريكية ان استمرار القضية ضد المنظمات غير الحكومية في مصر يجعل من المستحيل علي كلينتون المصادقة علي حصول مصر علي المساعدات بموجب القانون الجديد والذي يدعو قادة مصر إلي تنفيذ سياسات لحماية حرية تكوين الجمعيات وحرية التعبير وحرية ممارسة العقائد لكن, في الوقت نفسه, شهدت مصر ظهور برلمان جديد في انتخابات ينظر اليها علي انها حرة ونزيهة, وحددت السلطات موعدا لاجراء الانتخابات الرئاسية في شهر مايو, وجولة اعادة في يونيو. وبالإضافة إلي ذلك, قال مسئولون أمريكيون انهم يعتقدون ان المعونة أمر بالغ الأهمية للحفاظ علي تعاون وثيق مع الجيش المصري في قضايا الامن الاقليمي ومكافحة الارهاب. وأوضحت الصحيفة أن هناك مسئولين في الإدارة يرون الانتظار في تقديم الشهادة لرفع المشروطية حتي الانتخابات الرئاسية المرتقبة إلا أن المؤسسة العسكرية المصرية قد استهلكت بالفعل المساعدات التي تم إقرارها في السابق ولم تتلق أي تمويل أمريكي جديد مند بدء السنة المالية الحالية في أكتوبر الماضي. وحسب الصحيفة الأمريكية فإن مصر تواجه إلي حد كبير مجازفة بفقدان القدرة علي سداد مقابل عقود الدفاع مع شركات أسلحة أمريكية, وهو ما يدفع هيلاري كلينتون إلي اتخاذ قرار مسألة التصديق علي المساعدات الآن. وقال مسئول رفيع المستوي ان الأمر يأتي أسرع مما يريد البعض. واشارت الصحيفة إلي أن ضغوط الادارة الأمريكية علي السلطات المصرية بشأن الامريكيين العاملين لحساب منظمات غير حكومية قد اثارت ردود فعل غاضبة في القاهرة ثم أطلق سراح الأمريكيين وستة منهم غادروا البلاد. وفي واشنطن, أدت تلك التحركات إلي ظهور مخاوف, خاصة بين المشرعين الذين دعوا إلي فرض شروط علي المساعدات. ووصف السناتور الجمهوري ليندسي جراهام ما قيل بشأن المساعدات في البرلمان المصري مؤخرا بأنه تقشعر له الأبدان وذلك في إحدي جلسات مناقشة الميزانية الأمريكيةالجديدة خلال الاسبوع الماضي. وقال السناتور جراهام لن نرمي المال الجيد فيما هو سييء.