مصر جديدة بدأت معالمها فى الظهور خلال الأشهر القليلة الماضية والمؤشرات عديدة.. قناة السويس، المؤتمر الاقتصادى، الاتفاق المبدئى مع إثيوبيا، محاصرة الإرهاب ، العاصمة الجديدة، المشروعات العملاقة وتطوير محور قناة السويس. ولكن هناك مؤشر آخر مهم أعتبره من أهم الدلائل على أن مصر تسير فى طريق جديد وهو اختيار شخصيات غير تقليدية تتمتع بكفاءات واضحة لتولى مناصب قيادة وهو أمر لم يكن مألوفا من قبل. والمثل الذى أعنيه هنا هو اختيار هانى المسيرى محافظا للإسكندرية فهو إدارى تلقى تعليمه فى الولاياتالمتحدة وشغل مناصب فى بنوك أمريكية قبل أن يبدأ عمله فى مصر ليتولى إدارة شركات ناجحة وهو ما يعنى أنه رجل يتمتع بقدرات إدارية ، ورؤية متحررة تؤهلانه لتولى منصب حكومى قيادي. المشكلة أن المجتمع الذى اعتاد على المحافظين التقليديين لم يستوعب بعد تولى أمثال المسيرى مناصب إدارية عليا ويرى كثيرا من إيجابياته ومنها ممارسة الرياضة أنها أمور الأمور غريبة لا تليق بمسئول كبير. نجاح المسيرى فى مهمته، وهو أمر أتمناه من كل قلبي، سيفتح الباب لمزيد من أصحاب القدرات الإدارية رفيعة المستوى لتولى مناصب قيادة أخرى وهو أمر ضرورى لأن بناء مصر الجديدة لا يمكن أن يتم بفكر تقليدى متحجر. ولكن الأمر لن يكون سهلا لأن نجاحه يتطلب مواجهة مع البيروقراطية والعقول المتصلبة فى الجهاز الإدارى للمحافظة وكذلك القوانين واللوائح التى تحد من قدرة المحافظ على التصدى بقوة لبعض المشكلات واقتحامها فى العمق. دولة جديدة تحتاج عقولا جديدة ورؤى جديدة وسياسات جديدة وهذا يعنى أشخاصا جددا لأن النوعيات المعتادة أوصلتنا لما نحن فيه الآن، وبالتالى فإن مساندة المسيرى وليس مهاجمته واجب علينا لفترة مناسبة حتى نرى ماذا سيقدم لمحافظته. [email protected] لمزيد من مقالات سامح عبد الله