المعركة التى يقودها الجنرال خليفة حفتر حاليا لتحرير بنغازى من العناصر المسلحة المناهضة للحكومة الشرعية سيكون لها أثر كبير على مستقبل ليبيا وكذلك مصر التى تتأثر لأسباب جغرافية بما يحدث فى الدولة العربية الشقيقة المجاورة. نجاح حفتر فى السيطرة على ثانى أكبر المدن الليبية سيعطى دفعة قوية لحملته العسكرية وسيزيد من دعم قطاعات واسعة من الشعب الليبى له بما يسهل مهمته فى تحرير مزيد من الأراضى الليبية مستقبلا وصولا لطرابلس فى نهاية المطاف. وفى الوقت نفسه فإن تحرير بنغازى سيعنى أن الحدود المصرية مع ليبيا أصبحت أكثر أمنا بعد سنوات كانت تستخدم خلالها لإدخال أسلحة وربما مقاتلين لمصر فى إطار خطة شارك فيها أطراف محليون ودوليون لزعزعة الاستقرار فى مصر. ومن المؤكد أن إبعاد الجماعات المسلحة المتطرفة قدر المستطاع عن الحدود المصرية يعنى مزيدا من الأمن والاستقرار لها. إما إذا لم تكلل جهود حفتر بالنجاح فى بنغازى فستكون النتيجة فقدان القائد العسكرى الليبى بعض الثقة التى تمتع بها شعبيا داخل ليبيا كمنقذ للوطن من براثن المسلحين، وقد يعنى ذلك تهديدا للحكومة الشرعية التى تتخذ من طبرق مقرا لها إذا ما فقدت قوات حفتر القدرة على حمايتها. أما على الصعيد المصرى فإن عدم نجاح حفتر سيلقى مزيدا من الأعباء على مصر التى أعلنت دعمها الحكومة الشرعية والقوات المسلحة الليبية أكثر من مرة خلال الزيارات الرسمية التى قام بها قادة الحكومة والجيش للقاهرة، وقد يدفعها لاتخاذ إجراءات جديدة حماية لحدودها وحماية الحكومة الشرعية فى ليبيا التى اختارت أقرب المدن الليبية للحدود المصرية مقرا لها وهو أمر يحمل من الدلالات الكثير. أتمنى أن يحظى حفتر بدعم عربى مناسب خاصة من مصر لأن نجاحه فى بنغازى خطوة مهمة على صعيد استقرار المنطقة. [email protected] لمزيد من مقالات سامح عبد الله