بعد لجوء البرلمان الجديد لعقد جلساته في طبرق قرب الحدود مع مصر ، وانتخاب أحد رموز نظام القذافي رئيسا له ، حذر "المجلس الأعلى لثوار ليبيا " ، أعضاء البرلمان الليبي من تحويل قرارات مجلسهم - الذي قال أنه "غائب حاليا عن عاصمتي الدولة والثورة طرابلس وبنغازي " - لمجرد "حبر على ورق وعزله في حال استمر في التخندق مع انقلابيي حفتر". وقال المجلس في بيان أصدره مساء أمس الثلاثاء أنه "لا مكان في ليبيا الجديدة لثورات مضادة وأن الثوار لن يقبلوا لإصلاح حال البلاد والعباد سوى بثورات سلمية تصحح المسار وتسير في نهج ثورة السابع عشر من فبراير ولا تنقلب على أهدافها، وأنه لن يتوانى بعون الله عن استخدام القوة مع كل من شاركوا في حياكة المؤامرات الانقلابية الفاشلة التي مرت بها ليبيا". واستهجن المجلس تجاهل مجلس النواب الحالي المنعقد في مدينة طبرق التعديل الدستوري الذي اعتمد مدينة بنغازي كمقر لمجلس النواب، وعدم عودته للانعقاد في بنغازي بعد استتباب الأمن ، وأكد أن مثل هذا العبث هو ما جر البلاد ولا يزال يجرها للوراء وأنه لن يقبل في أن يستمر طويلاً . و أشاد المجلس الثوري بدور الثوار "في صد محاولات الانقلاب المتكررة في مدينتي طرابلس وبنغازي على وجه الخصوص" ، في إشارة لقوات حفتر ، وتعهد بتحويل قرارات مجلس النواب لمجرد حبر على ورق وعزله في حال استمراره في التخندق مع انقلابيي الكرامة (قوات حفتر) . كما طالب المجلس ثوار مدينتي طبرق والبيضاء بيان موقفهم الصريح من الثورة المضادة التي يقودها "أزلام النظام السابق المنهزمون مع زمرة من الانقلابيين الذين يستغلون هاتين المدينتين كقواعد للانقلاب على ثورة 17 فبراير" . وقال مراقبون أن برلمان ليبيا الجديد أثبت أنه تابع لحفتر والثورة المضاد لأنه انعقد على أطراف الدولة في طبرق قريبا من الحدود الليبية وليس في العاصمة طرابلس أو المدينة الثانية بنغازي ، ما يعتبر أكبر ضربة لشرعيته واستقلاله ، واعتبروا اختيار البرلمان هذا المكان "يؤكد أنه تحت حماية الحكومة المصرية التي تساند حفتر وتقف ضد الثوار". وقالوا أن ما يؤكد هذا أيضا اختيار أحد رجال القذافي وأحد دعاة التقسيم الفيدرالي رئيسا للمجلس الجديد ما يعني عودة صريحة للثورة المضادة ، خاصة أن البرلمان الجديد تم انتخابه في ظل انقلاب حفتر وفي ظل سيطرة الثورة المضادة قبل عملية فجر ليبيا ودحر قوات حفتر وبقايا القذافي في شرق ليبيا والعاصمة طرابلس . وجري انتخاب المستشار (عقيلة صالح قويدر) الذي تقلَّد عدة مناصب قضائية في عهد نظام القذافي ليكون رئيسا للبرلمان الجديد ، ويعتبره البعض في ليبيا أحد رجال القذافي ومن دعاة التقسيم الفيدرالي ، ويرون أن توليه ونقل البرلمان خارج سيطرة ثوار ليبيا هو عودة صريحة للثورة المضادة .