مؤتمر شرم الشيخ الأخير حقق إنجازات كبرى على عدة أصعدة، أولها أن من أعتاد ترديد مصطلح (انقلاب) سيضطر مرغما للتواري عن الأنظار وإلى الأبد سواء كان فردا أو جماعة أو دولة لأن الحضور المكثف لقادة العالم يعني اعترافا صريحا بثورة 30 يونيو التي أعادت الأمور لنصابها. وعلى الصعيد الاقتصادي حققنا إنجازا آخرا يتمثل في مليارات الدولارات التي أعلن عنها المشاركون خلال المؤتمر في صورة استثمارات ومساعدات ومشروعات عملاقة ستكون بمشيئة الله الأساس لمصر جديدة قوية ومستقرة ومزدهرة اقتصاديا. أيضا أثبت المصريون أنهم قادرون على تنظيم مؤتمر دولي كبير بنجاح ساحق وهو ما يعكس امتلاكنا قدرات تنظيمية عالية المستوى، وهي ضرورة من ضرورات التقدم والنجاح مستقبلا، ولا يقلل من الأمر لجوء الحكومة لخبراء متخصصين لأن اختيار الأصلح لتنفيذ المهمة هو نجاح تنظيمي في حد ذاته. يتبقى بعد ذلك إنجاز آخر وهو إدراك الشعب المصري أنه يحظى برئيس من نوع غير معتاد .. رئيس مخلص، صاحب رؤية للمستقبل، حاسم دون عنف، ولكنه أيضا يتمتع بحس إنساني رفيع المستوى وبساطة بلا تكلف. رئيس يدعو الشباب المشارك في تنظيم المؤتمر، بعفوية ودون ترتيبات مسبقة، للالتفاف حوله بينما يوجه كلماته لقادة العالم، ثم يضحك بسعادة بالغة حين يقوم أبناؤه بالتقاط صور سيلفي معه ولا ينهرهم كما تعودنا من مسئولين أقل منه شأنا. ثم نشاهد رئيس الوزراء الرائع إبراهيم محلب على المنصة يبكي متأثرا بنجاح المؤتمر فيصعد إليه شاب ليمسح دموعه بمنديل فلا يعترض أو يمتعض المسئول الكبير وإنما يشكر الشاب بأدب شديد وحنان أبوي واضح. هنيئا لكِ يا مصر بنجاح المؤتمر وهنيئا لكِ بوجود الرئيس السيسي وإلى جواره محلب على قمة السلطة التنفيذية. [email protected] لمزيد من مقالات سامح عبد الله