كانت هناك جزيرتان, جزيرة عامرة بالسكان ورسوم الحياة وأخرى صعبة مليئة بالآفات والسباع. وكان ملك الجزيرة العامرة إذا غضب على أحد من أفراد رعيته ألقاه فى جزيرة الموت، وكان من قانون الجزيرة أنهم ينصّبون ملكًا لا تتجاوز فترة ولايته عن عامين ثم يلقونه بعد ذلك فى جزيرة الموت ليلاقى مصيره المحتوم، لذا لم يكن للملك هم إلا الجرى وراء لذاته وإشباع رغباته. وكانت هذه سياستهم حتى جاء ملك شاب أصلح الرعية وأقام ناموس الملك ولما انتهت مدة ولايته أرادوا أن يطبقوا عليه قانون الجزيرة فقامت الرعية دونه لينقذوه، ولكن الملك الشاب أصر على تنفيذ قانون الجزيرة، فذهبوا به ليلقوه فوجدوا جزيرة الموت غير الجزيرة التى يعرفونها فتعجبوا أشد العجب. فقال لهم الملك الشاب: إن من كان قبلى من الملوك لا يهتم بأمر هذه الجزيرة ولا يشتغل إلا بأمر نفسه فكنت أحضر إلى هذه الجزيرة أنا وجنودى ونصلح قدر ما نستطيع حتى استقامت جزيرة الموت لمعيشة البشر، وقد صنعت ذلك لنفسى ولمن يلقى من بعدى، فخضعوا لرأيه ورجاحة عقله. إضرابات فئوية بشتى المؤسسات، وسيل من التظلمات والاحتجاجات، صفوف عفوية وغير عفوية أمام قصر الرئاسة تأكل وتشرب بل وتنشر ملابسها على أسوار القصر الجمهورى مطالبين توقيعات الرئيس الجديد ب "خاتم سليمان" على طلباتهم التى لو قال لهم شفيق – لا قدر الله – لو نجح فى انتخابات الرئاسة سأنفذها لكم بعد 100 شهر للقبوه ب "أبى الإنجازات". قصف إعلامى موجه للعقول طوال الليل والنهار على القنوات المأجورة، والتى يصعب على مقدميها أن يعطوا لرئيس الجمهورية لقبه المشروع فيقولون فى غمز ولؤم الدكتور مرسى، والعجب أنهم كانوا يصفونه قبل نتيجة الانتخابات بالمرشح لرئاسة الجمهورية. كل ذلك سوف يذهب جفاء أمام الإنجازات الحقيقية، والتى لا تظهر إلا بعد حين، ونجاح الرئيس الجديد فى تنفيذها هو استنقاذ للملايين، ولو خضع الرئيس لمثل هذه الزوابع التى تحاول ابتزازه سوف يلقونه فى جزيرة الموت فى أول إخفاقاته، والتى ليس له شفيع فى استنقاذ نفسه إلا بالعمل الجاد وتطهير المجتمع من الحيات والسباع التى اعتادت أن تنهش وتقتل كل من عبث بجزيرة مصالحها. [email protected]