الإنتاج الحربي تعلن وظائف جديدة للمهندسين والمحامين 2025.. تعرف على الشروط وطريقة التقديم    بعد ساعات.. فتح معبر رفح أمام الفلسطينيين للعودة إلى غزة    رئيس شعبة الدواجن: تحريك الوقود لن يؤثر على أسعار الفراخ    ارتفاع سعر اليورو اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025 أمام الجنيه بالبنوك المصرية    معلومات الوزراء: التجربة المصرية فى دعم ريادة الأعمال نموذج واعد    وزير التموين: لا مساس بسعر رغيف الخبز البلدي المدعم رغم تحريك أسعار السولار    عن وجود مشروعات بديلة لقناة السويس: أشعر بالاطمئنان في هذه الحالة    قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 20 فلسطينيا على الأقل من الضفة الغربية    الرئيس السيسى بمنتدى أسوان: أفريقيا تزخر بمقومات وموارد وثروة بشرية هائلة    مكتب نتنياهو يعلن تسلم رفات أسيرين إسرائيليين ليرتفع العدد إلى 13    إطلاق قافلة زاد العزة ال53 إلى غزة بحمولة 8500 طن مساعدات    الكرملين: قمة بين بوتين وترامب قد تعقد في غضون أسبوعين أو بعد ذلك بقليل    وزارة الدفاع الروسية: إسقاط 45 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل    بعثة الأهلي تصل القاهرة بعد الفوز على إيجل نوار في دوري أبطال أفريقيا    اليوم.. ليفربول يواجه مانشستر يونايتد في كلاسيكو إنجلترا    عمرو الحديدي: الشيبي وماييلي لن يرفضا عرضًا من الأهلي    الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس ودرجات الحرارة.. أجواء خريفية وسحب منخفضة    عرض سائقين تسببا فى مصرع شخصين على الطب الشرعي لإجراء تحليل مخدرات    خروج 10 مصابين بعقر كلب مسعور من مستشفى الفيوم بعد تلقيهم المصل    حكم الوضوء قبل النوم والطعام ومعاودة الجماع.. دار الإفتاء توضح رأي الشرع بالتفصيل    وزير الصحة: تحليل شامل للاحتياجات الصحية فى مصر    تحذير من حسام موافي: ظهور بقع زرقاء تحت الجلد قد ينذر بمرض خطير.. إليك الأسباب والتفسير الطبي    مصرع شابين في حادث تصادم مأساوي بطريق قليوب قرب مزلقان العادلي    دعاء الفجر| اللهم جبرًا يتعجب له أهل الأرض وأهل السماء    أطول تلاتة في الجونة.. احمد مجدي يمازح أحمد السعدني وخالد سليم    إزالة حالة تعدٍ على الأرض الزراعية بقرية الأخصاص بمنشأة القناطر    نقيب الصحفيين: بلاغ لوزير الداخلية ووقائع التحقيق مع الزميل محمد طاهر «انتهاك صريح لقانون النقابة»    مي عمر تغسل ماضيها في عملها الجديد غسيل ومكوى المقرر عرضه في رمضان 2026    أحمد سعد يغادر إلى ألمانيا بطائرته الخاصة استعدادًا لحفله المنتظر    فتح فصل ثانوي مزدوج جديد لتخصص استخلاص وتصنيع الزيوت النباتية في مطروح    «العمل العربية» تشارك في الدورة ال72 للجنة الإقليمية بالصحة العالمية    موعد مباراة منتخب المغرب ضد الأرجنتين في نهائي كأس العالم للشباب والقنوات الناقلة    التعليم توضح الفئات المستفيدة من أجهزة التابلت 2025-2026.. من هم؟ (إجراءات وضوابط التسليم)    شبانة: أداء اليمين أمام مجلس الشيوخ مسئولية لخدمة الوطن والمواطن    رئيس مصلحة الجمارك يتفقد قرية البضائع بمطار القاهرة    وزارة السياحة والآثار تنفي التقدّم ببلاغ ضد أحد الصحفيين    عملوها الرجالة.. منتخب مصر تتوج بكأس العالم للكرة الطائرة جلوس    نتنياهو: الحرب ستنتهي بعد تنفيذ المرحلة الثانية بما يشمل نزع سلاح حماس    التحقيق في واقعة مشاجرة أفراد أمن نادى الزمالك وإحدى العضوات    أتلتيكو مدريد ينتصر على أوساسونا بالدوري    أحمد ربيع: نحاول عمل كل شيء لإسعاد جماهير الزمالك    مكافأة على سجله الأسود بخدمة الانقلاب .. قاضى الإعدامات المجرم "عصام فريد" رئيسًا ل"مجلس شيوخ العسكر" ؟!    الاحتلال يشن حملة مداهمات واعتقالات في الضفة الغربية    ذات يوم مع زويل    وائل جسار: فخور بوجودي في مصر الحبيبة وتحية كبيرة للجيش المصري    لا تتردد في استخدام حدسك.. حظ برج الدلو اليوم 19 أكتوبر    منة شلبي: أنا هاوية بأجر محترف وورثت التسامح عن أمي    ياسر جلال: أقسم بالله السيسي ومعاونوه ناس بتحب البلد بجد وهذا موقف الرئيس من تقديم شخصيته في الاختيار    غضب ومشادات بسبب رفع «الأجرة» أعلى من النسب المقررة    زيكو: بطولتي الاولى جاءت أمام فريق صعب ودائم الوصول للنهائيات    محمود سعد يكشف دعاء السيدة نفيسة لفك الكرب: جاءتني الألطاف تسعى بالفرج    المشدد 15 سنة لمتهمين بحيازة مخدر الحشيش في الإسكندرية    رابط المكتبة الإلكترونية لوزارة التعليم 2025-2026.. فيديوهات وتقييمات وكتب دراسية في مكان واحد    استعدوا لأشد نوات الشتاء 2026.. الإسكندرية على موعد مع نوة الصليب (أبرز 10 معلومات)    لا مزيد من الإحراج.. طرق فعالة للتخلص من رائحة القمامة في المطبخ    الطعام جزء واحد من المشكلة.. مهيجات القولون العصبي (انتبه لها)    هل يجوز للزوجة أن تأخذ من مال زوجها دون علمه؟.. أمين الفتوى يوضح    مواقيت الصلاة اليوم السبت 18 أكتوبر 2025 في محافظة المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيسى أول رئيس مصرى يتحدث فى البرلمان
رسالة سلام ومودة من المصريين إلى الشعب الإثيوبى
نشر في الأهرام اليومي يوم 25 - 03 - 2015

وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى رسالة محبة ومودة إلى الشعب الإثيوبى أمس، خلال كلمته أمام البرلمان الإثيوبى بمجلسيه، فى سابقة هى الأولى لرئيس مصري، بحضور أركان القيادة الإثيوبية وأعضاء السلك الدبلوماسى العربى والإفريقى والأجنبى المعتمدين فى العاصمة الإثيوبية.
ووصف الرئيس وقوفه أمام ممثلى الشعب الإثيوبى بأنه "لحظة تاريخية فارقة"، مؤكدا أنها يحمل رسالة مودة وأياد ممدودة بالخير من الشعب المصرى إلى الأشقاء فى أديس أبابا، داعيا إلى فتح صفحة جديدة ، ووضع "ركائز لمستقبل مشترك أفضل" يضمن العيش الكريم لأبنائنا وأحفادنا والعيش الكريم لشعبينا، مشددا على أنه لايمكن لشعب أن "يحقق سعادته على حساب الآخرين"، كما أن الصراعات لا نتيجة لها سوى استنزاف طاقات الشعوب.. وأشار السيسى إلى ضرورة ترسيخ أسس التعاون بين البلدين، والوصول بها إلى آفاق واعدة، بالتعاون مع بقية الدول الشقيقة فى حوض النيل، منبها إلى ضرورة التصدى للتحديات الكبيرة التى تواجه شعوب افريقيا، وتوحيد الجهود إزاء هذه التحديات، بغية التغلب عليها وتحقيق الطموحات التنموية وصياغة غد أفضل، داعيا الى الأخذ بعين الاعتبار الروابط التاريخية والمصالح المشتركة والمنافع المتبادلة بين دول حوض النيل..

وإلى نص كلمة الرئيس السيسي..
السيد رئيس جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية
السيد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية
السيد رئيس مجلس نواب الشعب الإثيوبي
السيد رئيس المجلس الفيدرالى الإثيوبي
السيدات والسادة أعضاء مجلس نواب الشعب والمجلس الفيدرالى
الحضور الكريم،
إنها لحظة تاريخية فارقة ... تلك التى أقف فيها أمامكم ... فى بيت الشعب الإثيوبى ... لأحمل لكم رسالة أُخُوَّة صادقة ومحبة خالصة ... وأيادٍ ممدودة بالخير ... تنشد التعاون من أجل التقدم والرخاء ... من أخوتكم فى مصر ... الذين تطلعوا معكم لتلك اللحظة ... التى تجسد إرادة سياسية متبادلة للحوار والتواصل والتعاون على كافة المستويات ومن خلال مختلف المحافل ... فنحن ومنذ بدء التاريخ ... ننهل ونرتوى من نهر النيل العظيم ... الذى أجراه الخالق ليحمل الحياة والنماء لشعوب حوضه ... إنه النهر الذى باتت مياهه تجرى دماءً فى عروق المصريين والإثيوبيين الذين سيظلون دوماً أشقاء ... ولن يسمحوا لأى خلاف بأن يدب بينهم أو أن ينال من قوة الروابط التى تجمعهم ... وهو ما يؤكده تواصلى المستمر مع أخى رئيس الوزراء الإثيوبى منذ لقائنا الأول فى مالابو ... وثقتى كاملة فى أنه يتطلع معى إلى توثيق وتفعيل ما بيننا من صلات والبناء عليها فى كل المجالات ... وقد تأكدت تلك الثقة عندما سعدت بلقاء الأخ العزيز رئيس مجلس نواب الشعب الإثيوبى فى القاهرة بصحبة نخبة من أعضائه ووفد الدبلوماسية الشعبية ...

إن تلك الصلات التى تجمع بين بلدينا زادت قوة بانتمائنا معاَ إلى عائلة واحدة هى قارتنا الأفريقية التى تستضيف أديس أبابا رمز وحدتها ... حيث كانت مصر من أشد المتحمسين لأن تكون هذه المدينة مقراً لها ... لقد كان وقوف بلدينا فى طليعة الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية أقوى تعبير عن إدراكهما لارتباط مصير أبناء تلك العائلة الإفريقية وحتمية نضالهم معاً من أجل التحرر والاستقلال والوحدة ... وأنه لا بديل عن تلبية نداء التعاون حتى يمكن لشعوب إفريقيا مجابهة التحديات التى كانت تواجهها ... واليوم وإن اختلفت طبيعة التحديات لكنها زادت جسامة وتعقيداً ... على نحو بات يحتم علينا درجة أوثق من التعاون والتضامن ومزيداً من الفهم المشترك للبناء على ما يجمعنا...

السيدات والسادة،

إننى وباِسم تلك الأخوة وهذا المصير المشترك ... ومن منطلق مسئوليتنا جميعاً إزاء شعوبنا وأجيالنا القادمة ... أدعوكم اليوم كى نكتب معاً صفحة جديدة فى تاريخ العلاقات المصرية الأثيوبية ... نسطر فيها آمال وطموحات شعبينا ... نتطلع فيها إلى مستقبلنا المنشود ... مستقبل زاخر بالرخاء ومفعم بالأمل ... ونستلهم فيها أفضل ما فى تاريخنا من قيم سامية ومواقف مُشرقة لن ينساها التاريخ ... من رحلة السيدة مريم العذراء والسيد المسيح عليهما السلام طلباً للأمان فى بلادنا التى باركها الله فى الإنجيل والقرآن ... إلى لجوء المسلمين الأوائل لإثيوبيا هرباً من الاضطهاد حيث لقوا الحماية والرعاية من أهلها ... وصولاً إلى كفاحنا ضد الاستعمار وتدخل القوى الطامعة فى بلادنا ...

أدعوكم أيضاً لنأخذ العبرة من الصعاب التى خضناها ... ومن العقبات التى اعترضت سبيل علاقاتنا ... لكى نتخطى سلبيات الماضى التى يجب أن نتفق على أنها لن تضع قيوداً على الحاضر ... ولن تعيق تطلعاتنا نحو المستقبل ... نعم ... نحن بحاجة إلى بناء جسور الثقة ... لكننا نريد أيضاً أن نسد فجوات الشك والريبة التى ما كان يجب لها أن تُترك لتتمدد ... أو أن تصبح هُوَّة تفصل فيما بيننا ... وتلك مسئولية مشتركة تقع على عاتق السياسيين والمثقفين والإعلاميين فى بلدينا ... باعتبارهم قادة الرأى والفكر ... وعليهم أن يرتقوا إلى قدر المسئولية الجسيمة التى يحملونها أمام الله وأمام الشعوب ... فمن الواجب علينا معاً أن نترك لأجيالنا الجديدة ميراثاً أفضل مما آل إلينا ...

كما نحتاج إلى أن نكتب معاً صفحة جديدة فى تاريخ علاقاتنا الثنائية نستفيد فيها من مبادئ العصر الحديث الذى نعيشه ... وعلى رأسها التعاون وتحقيق المصالح المشتركة والفوائد المتبادلة ... فمن يَنشُد التقدم فى عالم اليوم يدرك أن عليه تجنب النزاعات غير المُجدية ... والنأى ببلاده عن الصراعات التى تستنفد الطاقات والموارد الثمينة ... والتى يجب توجيهها عوضاً عن ذلك إلى التنمية وتحقيق الرخاء ... من أجل الارتقاء على دروب العلم والمعرفة وامتلاك الأدوات التى تكفل استدامة التقدم والرقى ...

ركائز المستقبل

أدعوكم اليوم لكى نضع معاً ركائز مستقبل أفضل لأبنائنا ولأحفادنا ... مستقبلٌ تُضاء فيه كل فصول المدارس فى إثيوبيا ... ويشرب فيه كل أطفال مصر من نهر النيل كعهد آبائهم وأجدادهم ... مستقبلٌ يتسع فيه اقتصاد البلدين ليستوعب قوتهما العاملة بما يضمن العيش الكريم لشعبينا ... ويحقق الإنتاج الوفير لبلدينا ... ولكى يستعيدا مكانتهما بين الأمم بما يتسق مع تاريخهما وقدراتهما ... فلا ينبغى أبداً أن يأمن أحدنا على مستقبله دون الآخر... أو أن يبنى رفاهيته على حساب أخيه ... فكما أن لبلدكم الشقيق الحق فى التنمية... وفى استغلال موارده لرفع مستوى معيشة أبنائه ... وكما لا ينبغى أن يشهد القرن الحالى مشاهد الجفاف والمجاعة التى أدمت قلوبنا جميعاً وتألمنا لها فى القرن الماضى ... فإن لأخوتكم المصريين أيضاً الحق ليس فقط فى التنمية ولكن فى الحياة ذاتها... وفى العيش بأمان على ضفاف نهر النيل الذى أسسوا حوله حضارة امتدت منذ آلاف السنين ودون انقطاع ...

إن هذه الحضارة التى أقامها المصريون أدركت منذ القدم قيمة النهر العظيم فكان يوم وفائه عيداً ... وخاطبه المصريون بالشعر والغناء كأنه يسمع ويعى مدى اِرتباطهم به ... إن ذلك التخليد ليس إلا تعبيراً بسيطاً عن محورية النيل الذى كان ولا يزال المصدر الوحيد للمياه ... بل وللحياة ... لما يقرب من 90 مليون مصرى يعيشون على جانبيه ويتعلقون به ... وتقوم حياتهم فى الوادى الضيق الذى يشقه نهر النيل وسط صحراء شديدة الجفاف تمثل نحو 95٪ من مساحة مصر ... كما أن نشأة الدولة المصرية ذاتها ارتبطت بدورها الرئيسى فى تنظيم الحياة حول نهر النيل ... وفى إدارة حقوق المواطنين فى الاستفادة من مياهه ... وقد امتد هذا الدور على مدى العصور التالية تأكيداً للارتباط الوثيق بين مصر وبين نهر النيل... فقامت الحضارة المصرية وأبدعت فى مختلف مجالات الحياة لتسهم فى إثراء التراث البشرى ... واليوم وبرغم زيادة السكان بمعدلات كبيرة وتعاظم الاحتياجات وتوسعها لتحقيق متطلبات التنمية الشاملة ... لم تشهد موارد مصر من المياه أية زيادة تتناسب مع كل هذه الاستخدامات الأساسية ... إننا بإذن الله عازمون على أن تعود مصر لمكانتها وعلى أن تزداد حضارتها تألقاً ... على أن يكون التعاون والمشاركة وسيلتنا لتحقيق النماء والازدهار والرخاء لنا فى مصر ولأشقائنا فى إثيوبيا وفى حوض النيل بأكمله ... لاسيما فى ظل ما لدى دول الحوض من الموارد ومن الإمكانيات البشرية ... وذلك فى إطار سياسة الانفتاح على إفريقيا التى تحرص عليها مصر الجديدة .. التى لا تكتفى بالأقوال بل تتخذ من الأفعال سبيلاً لتعزيز علاقاتها العضوية مع قارتها الأم ودولها الشقيقة ...

الفرصة سانحة

إن لدينا اليوم الفرصة السانحة لنصوغ معاً رؤيةً طموحاً للمستقبل ... حتى يسجل التاريخ أننا كنا على قدر المسئولية التى تحملناها ... وأننا سعينا دون تقصير لضمان حقوق شعوبنا الأساسية ... بما فى ذلك الحق فى حياةٍ كريمةٍ خاليةٍ من الجوع والعطش ... ومن الظلام والفقر ... للوفاء بالوعود التى قطعناها على أنفسنا لأبناء الوطن نحو مزيد من التنمية ... والتى نثق أنها سوف تمتد حتماً لتعُم دول المنطقة وقارتنا بأكملها ... عندما نقدم مثالاً يُحتذى به للتعاون والعمل المشترك والمثمر ... لدينا اليوم هذه الفرصة ... من خلال إنفاذ الإرادة السياسية التى أنجزت اتفاق المبادئ الذى وقعنا عليه فى الخرطوم مؤخراً ... وذلك باِستكمال الإجراءات الدستورية فى دولنا حتى يدخل حيز النفاذ دون إبطاء أو تأجيل ... فالعبرة ليست بالكلمات والشعارات ... ولا بتوقيع الوثائق والاتفاقيات ... وإنما بتنفيذها بصدق وإخلاص ... ولسوف تذكر الأجيال القادمة أننا اخترنا فى لحظات حاسمة أن ننحاز إلى مستقبل أفضل ... وألا نبقى أسرى للماضى ... وأن نحلق نحو آفاق أرحب من التعاون ... دون قيود من الشك والريبة ... وسوف تجد الأجيال القادمة أيضاً أن الاتفاق الذى أنجزناه كان هو السبيل إلى ذلك الأفق الذى مضينا إليه ... على أساس قوى من الثقة المتبادلة والتفاهم المشترك حول المبادئ والإجراءات التى أرسيناها معاً من خلال الاتفاق الذى تم توقيعه ...

كما أن اتفاقنا لابد أن يدفعنا لاستغلال القواسم المشتركة التى تجمع بين مصر وأثيوبيا والسودان وجنوب السودان فى إطار حوض النيل الشرقى ... والتى تؤهل هذه الدول الشقيقة جميعاً للبناء على ذلك الاتفاق الذى وقعنا عليه ... من خلال صياغة وتنفيذ الخطط للتعاون وللاستفادة من مواردنا المشتركة للتغلب على المشكلات وتحقيق الفوائد المتبادلة ...

التعاون والانصاف

فلنعمل إذن من أجل مواطنينا ... ولنقدم لأبناء قارتنا نموذجاً يُجسد معانى الأخوة والتفاهم ... ويتبنى فى ذات الوقت مبادئ التعاون والإنصاف وتبادل المصالح بين الدول ... بل إننى أدعوكم أيضاً انطلاقاً من هذه النقطة ... وكنواب للشعب الإثيوبى إلى النظر إلى ما هو أبعد من ذلك ... إلى العمل مع أشقائكم فى مصر وفى باقى دول حوض النيل لبناء توافق أشمل وأوسع فيما بيننا ... يسمح بتجاوز الخلافات والنقاط العالقة فى الاِتفاقية الإطارية لمبادرة حوض النيل ... حتى تتسع كى تشمل كافة دول الحوض وتلبى احتياجاتها جميعاً ... ولكى نمضى بكل ثقة نحو آفاق من التعاون الذى لم يعُد من قبيل الترف ... بل إن التخلف عنه صار بمثابة إضاعة لفرص سانحة ... وإهدار لعوائد كان يمكن لنا تحقيقها ... فالموارد متوافرة ومتاحة ... ولا ينقصنا سوى توظيفها واستقطاب الفواقد منها ... واستخدامها فيما ينفع شعوبنا التى طالما تاقت نحو التنمية والرخاء ...

فالتحديات التى تواجهنا سواءً فى حوض النيل أو فى إفريقيا عديدة وعلى جبهات واسعة ... فما بين الفقر والبطالة وسوء استغلال وإدارة الموارد ... وبين قضايا السلم والأمن ومكافحة الإرهاب البغيض الذى يتربص بنا والجريمة المنظمة التى تتاجر بأبنائنا وتقتات من دمائهم ... فضلاً عن تفشى الأمراض والأوبئة والتهديدات المرتبطة بتغير المناخ وتدهور البيئة والتصحر ... لا بديل لمصر وإثيوبيا كقطبين رئيسيين فى القارة ... سوى أن تعملا على المستوى الثنائى ومع أشقائهما فى أفريقيا ... للتغلب على تلك التحديات التى أصبحت تهدد شعوبنا بل وتستهدف كياننا ووجودنا ذاته ...

واسمحوا لى هنا أن أشير بصفة خاصة إلى أحد أبرز التحديات التى تواجه منطقتنا والتى لا تقل خطراً عن الجفاف أو الأمراض ... إنه وباء الإرهاب الذى يحصد الأرواح ويقسم المجتمعات ويقضى على نسيجها ... إن عدوى هذا الوباء تنتقل عبر الحدود وتتحدى سلطات الدول ... فلا يمكن اليوم أن نفصل بين التنظيمات الإرهابية التى تسعى للتمدد فى أقاليم إفريقيا المختلفة ... الأمر الذى تتطلب معه جهود مقاومة الإرهاب والقضاء عليه عملاً جماعياً على مختلف المستويات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية ... فما لم نعمل معاً على استئصاله .. لا يمكن أن يكون أحدنا بمأمن من شره ...

نبوءة نكروها

لقد حان الوقت كى تتحقق نبوءة الزعيم الأفريقى العظيم "نكروما" عن "نهضة إثيوبيا الحكيمة" ... والتى أطلقها فى ختام الاجتماع التأسيسى لمنظمة الوحدة الأفريقية منذ أكثر من خمسين عاماً ... ومصر اليوم تقف بكل عزم إلى جانب إثيوبيا لكى نحول معاً تلك النبوءة إلى حقيقة واقعة ... إنطلاقاً مما أكده الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى نفس الاجتماع حينما تحدث عن مجئ مصر "بقلب مفتوح وعقل مفتوح وتقدير للمسئولية مفعم بالنية الصادقة وهى مستعدة أن تتحمل إلى كل الحدود مسئولياتها التاريخية تجاه قارتنا الإفريقية"... ولا يفوتنا بهذا المقام الإشارة إلى ما ذكره رئيس الوزراء الإثيوبى العظيم "ميليس زيناوي" خلال زيارته للقاهرة عندما ذكر أن نهر النيل يُعد بمثابة الحبل السُرى الذى يربط بين مصر وإثيوبيا، وهو ما يؤكد أن تدفق مياه النهر من المنبع إلى المصب ما هو إلا حصص إلهية قدرها الله لنا جميعا.

وإننى أؤكد أمامكم مُجدداً التزام مصر بهذا الواجب، وحرصها على الوفاء به على أسس من التعاون والمشاركة، باعتبارهما أقوى دافع وأفضل ضمان حتى تكلل جهودنا بالنجاح.

إن مصر الزاخرة بالإمكانيات والطاقات وبخبرات وقدرات أبنائها، وبما لديها من العلاقات الممتدة والمتشعبة إقليمياً ودولياً، ومن الانفتاح على العالم فى مختلف المجالات، على استعداد لأن تستثمر بكل دأب فى مشاركة فعالة مع أشقائها فى إثيوبيا ومن أجلهم، نهدف إلى أن يكون أهم عوائدها هو تحقيق التنمية والفائدة المشتركة فى مختلف المجالات، لاسيما تلك التى يلمسها المواطنون فى القرى والحقول وفى القطاعات التى تمس حياتهم ومستقبلهم.

وأخيراً وليس آخراً ... أؤكد لكم باِسم الإنسانية التى تجمعنا، وأخوتنا الإفريقية التى نعتز بها ... ونيلنا الذى يوحدنا، إننى بينكم اليوم لنكسب معاً، لنصنع مستقبلاً واعداً وحياة مزدهرة لنا جميعاً .. فلا سعادة لأحدٍ بشقاء الآخرين ... لنقر حقوق شعبينا بتحمُلٍ كاملٍ للمسئولية ... وبضمائر نقية ... لنؤكد معاً قيماً نبيلة ... أراد الله العلى القدير ... أن ننشرها فيما بيننا ... وأن تكون دستوراً لحياتنا معاً ... إعلاءً لقيمة الإنسان ... الذى كرمه الله ... وأمره بعمارة الأرض ... ولنساعد معاً فى إحياء نفوس بريئة مصداقاً لقوله تعالى "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً".
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
-----------------------------------------------

تصفيق حاد من نواب إثيوبيا
باغت الرئيس عبدالفتاح السيسي نواب الشعب الإثيوبى داخل مقر مجلس النواب الاثيوبى أمس، بخطاب بالغ التأثير لمس قلوب وعقول النواب،
الذين وقفوا وصفقوا له بعد الكلمة تصفيقا منقطع النظير، تعبيرا عن ارتياحهم لما جاء بالخطاب، وقد استمر وقوف النواب وتصفيقهم للرئيس حتى خروجه من القاعة، رافعا وشابكا يديه فى إشارة الى تضامنه مع الشعب الإثيوبي، والعمل معا يدا واحدة.

لقطات من داخل قاعة البرلمان
اكتظت قاعة مجلس النواب الإثيوبى المتسعة، قبيل نحو ساعة من إلقاء الرئيس السيسى خطابه، بأعضاء غرفتى البرلمان (مجلس النواب 547 عضوا والمجلس الفيدرالى 135 عضوا).
تلاحظ وجود المرأة بشكل كبير داخل القاعة، حيث تبلغ نسبة تمثيلها فى مجلس النواب الإثيوبى نحو 28% فى نسبة تعد من أعلى النسب على مستوى العالم، بينما تشكل المرأة نسبة 48% من أعضاء المجالس المحلية بإثيوبيا. شهد الخطاب من شرفة كبار الزوار، أعضاء السلك الدبلوماسى العربى والأجنبى بإثيوبيا، وحضر من الجانب المصرى سامح شكرى وزير الخارجية، ود. حسام مغازى وزير الموارد المائية والري، وخالد فوزى مدير المخابرات العامة، وفايزة أبوالنجا مستشار الرئيس للأمن القومي. تجاوب الوفد الرسمى مع أعضاء البرلمان الإثيوبى قبل إلقاء الخطاب، وقام وزير الرى بالتقاط بعض الصور للقاعة من الشرفة العلوية، كما قامت السفيرة فايزة أبوالنجا بالاشارة والتحية الى النائب الذى يبدو انها تعرف بعضهم بشكل شخصي.
عبارة كررها الرئيس

كرر الرئيس السيسى عبارة تتعلق بضرورة تجنب النزاعات وتوجيه الطاقة الى التنمية والرخاء، وقد طلب من النواب السماح له بتكرار العبارة والتى قال فيها: فمن ينشد التقدم فى عالم اليوم يدرك أن عليه تجنب النزاعات غير المجدية.

إضاءة مدارس إثيوبيا.. وأطفال مصر يشربون من النيل

من بين العبارات التى خاطب بها الرئيس السيسى قلوب نواب الشعب الإثيوبي، الدعوة التى وجهها لهم وقال فيها: أدعوكم اليوم لكى نضع معا ركائز مستقبل أفضل لأبنائنا ولأحفادنا.. مستقبل تضاء فيه كل فصول المدارس فى إثيوبيا.. ويشرب فيه كل أطفال مصر من نهر النيل كعهد آبائهم وأجدادهم.

السيسى يستشهد بوصف زيناوي

استشهد الرئيس السيسى خلال خطابه بعبارة ذكرها رئيس الوزراء الإثيوبى ميليس زيناوي، عندما قال الرئيس إن العظيم «ميليس زيناوي» ذكر خلال زيارته للقاهرة أن نهر النيل يعد بمثابة الحبل السرى الذى يربط بين مصر وإثيوبيا، وقال السيسى إن هذه العبارة تؤكد أن تدفق مياه النهر من المنبع الى المصب ما هو إلا حصص إلهية قدرها الله لنا جميعا.
الختام بآية من القرآن

اختتم الرئيس كلمته بتلاوة آية من القرآن الكريم، حيث قال: نؤكد معا قيما نبيلة.. أراد الله العلى القدير.. أن ننشرها فيما بيننا.. وأن تكون دستورا لحياتنا معا.. إعلاء لقيمة الإنسان.. الذى كرمه الله.. وأمره بعمارة الأرض.. ولنساعد معا فى إحياء نفوس بريئة مصداقا لقوله تعالى «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا».

رئيس البرلمان الإثيوبي: الزيارة بناءة وتعزز العلاقات التاريخية

فى كلمته الموجزة التى ألقاها للترحيب وتقديم الرئيس السيسى للبرلمان، قال رئيس مجلس النواب الإثيوبى إن مصر وإثيوبيا لديهما علاقات تاريخية وثقافية ودينية فريدة، وإن الدولتين يشربان من نفس النهر، وقال إن زيارة الرئيس لإثيوبيا كانت بناءة، وأن اتفاق اعلان المبادئ بين مصر وإثيوبيا والسودان بشأن سد النهصة، يعضد من العلاقات التاريخية بين شعوب دول حوض النيل، وأكد أن هناك رغبة سياسية الآن لاتخاذ قرارات مهمة لسد الفجوة وإزالة الشوائب التى كانت قائمة.
السيسى يختتم زيارته الناجحة إلى إثيوبيا

بعد إلقاء خطابه أمام البرلمان الإثيوبي، توجه الرئيس عبدالفتاح السيسى مباشرة الى مطار إثيوبيا، متوجها الى القاهرة، مختتما زيارته التاريخية الناجحة التى استمرت 3 أيام قام فى بدايتها بتوقيع اتفاق إعلان المبادئ حول سد النهضة بالعاصمة السودانية الخرطوم.

النواب الأثيوبيون يشيدون بالخطاب
أعرب النواب الاثيوبيون عن سعادتهم لما وصفوه بالحدث التاريخى لإلقاء الرئيس السيسى لكلمة أمام البرلمان الاثيوبي. وأكد النائب وانا ويكى أن انطباع النواب عن الخطاب ايجابى للغاية وان الشعبين الشقيقين المتشاركين فى نهر النيل العظيم يستحقان مستقبلا مشتركا أفضل فى كل المجالات ،
وقال إنه يجب توقيع اتفاقيات فى جميع مجالات الاقتصاد والاستثمار والصناعة كما جرى فى اعلان المباديء حول سد النهضة.وقال النائب أدوينا جابيسا إن كلمة الرئيس السيسى كفيلة بفتح صفحة جديدة فى علاقات البلدين، ويجب استغلال اتفاق اعلان المباديء فى تأمين علاقة مستقبلية جيدة فى جميع المجالات، وأضاف ان أعضاء البرلمان يكنون كل التقدير للرئيس السيسى على شجاعته والقاء هذا الخطاب الذى يعبر عن ارادة سياسية تتشاركها قيادتا الدولتين.وقال النائب أنجيراى ماييري، إن الخطاب يدشن مرحلة جديدة من التعاون و بناء الثقة بين البلدين، مؤكدا أن الشعب الاثيوبى سعيد للغاية بتوقيع اعلان المباديء، وانه كان لابد منها من أجل استعادة الزخم للعلاقات التاريخية بين مصر واثيوبيا ، مشيرا الى ان الدولتين لديهما العديد من المقومات التى يمكن إذا تشاركا تحيق الرخاء والتنمية، وأضاف ان الاثيوبيين ينتظرون إمدادهم بالاستثمارات والخبرات المصرية لمساعدتهم فى عملية التنمية وفقا للخطط المرسومة من قبل الحكومة الاثيوبية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.