مصدر حكومي: لا صحة لما يتم تداوله عن إعلان الحكومة الجديدة خلال ساعات    التحويلات بين المدارس للعام الدراسي القادم 2024-2025.. اعرف الموعد والأوراق المطلوبة    استقرار أسعار العملات في البنوك المصرية اليوم الخميس 20 يونيو 2024    خلال إجازة عيد الأضحى.. إزالة 53 حالة بناء مخالف وتعديات على الأراضي الزراعية بالجيزة    محافظ أسيوط يناقش مستجدات أعمال رصف الطرق ضمن مشروعات الخطة الاستثمارية    «حذر من السماسرة».. برلماني: ما حدث للحجاج يؤكد خطورة السفر دون تأشيرة حج    إزالة 53 حالة بناء مخالف بالجيزة خلال إجازة العيد    وزير الأوقاف يشهد انطلاق توزيع الدفعة الأولى من لحوم الأضاحي بالقاهرة    مقتل شخص في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 530 ألفا و920 منذ بداية الحرب    منظمات دولية في النمسا تدعو لتوفير فرص في سوق العمل للاجئين    وزارة الصحة الفلسطينية: قوات الاحتلال ارتكبت أكثر من 3 آلاف مجزرة في غزة    الحرس يصطدم بالشواكيش ومنتخب السويس يواجه سبورتنج بالجولة الخامسة لترقى الممتاز    عاجل.. سبب رفض انضمام زين الدين بلعيد إلى الأهلي    تسليم 100 لجنة للمراقبين لاستئناف امتحانات الثانوية العامة بالمنيا    موجة حارة في دول الخليج بالتزامن مع قدوم فصل الصيف    حرمان 39 ألف طالب فلسطيني من امتحانات الثانوية العامة في غزة    بأغاني الفلكلور الشعبي.. فرقة النيل تحيي حفل عيد الأضحى بممشى أهل السويس    تركي آل شيخ متفائل بعودة عمرو دياب إلى السينما.. ويعلن عن مفاجأة مع المصمم العالمى إيلى صعب    إعلام فلسطيني: قوات الاحتلال تنسف مربعا سكنيا غربى مدينة رفح الفلسطينية    عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى    تشييع جنازة أم و3 من بناتها لقين مصرعهمن في حادث مروع بالشرقية    التصريح بدفن جثة طالب أنهى حياته شنقا بسبب رفض والده إصلاح هاتفه    شواطئ الإسكندرية تستقبل زوارها في آخر أيام إجازة عيد الأضحى    خالد فودة: بعثة حج جنوب سيناء بخير.. والعودة الإثنين المقبل    عاجل - ماذا حدث في واقعة مصرع نورهان ناصر ونرجس صلاح عقب مباراة الأهلي الأخيرة؟ (التفاصيل الكاملة)    وزير الخارجية الإسرائيلي يرد على نصر الله بعد تهديد قبرص    الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل اليوم بتذكار رئيس الملائكة جبرائيل    ماذا قال أحمد عز ل يسرا قبل إنطلاق أول عروض مسرحية ملك والشاطر؟    التعليم العالي: تنظيم زيارة للطلاب الوافدين لمستشفى سرطان الأطفال 57357    فى 3 خطوات فقط.. حضري أحلى ستيك لحم بالمشروم (المقادير والطريقة)    بيان مهم من الداخلية بشأن الحجاج المصريين المفقودين بالسعودية    الإسكان: 5.7 مليار جنيه استثمارات سوهاج الجديدة.. وجار تنفيذ 1356 شقة بالمدينة    بعد انتهاء عيد الأضحى 2024.. أسعار الحديد والأسمن اليوم الخميس 20 يونيو    سنتكوم: دمرنا زورقين ومحطة تحكم أرضية ومركز قيادة للحوثيين    الأهلي يحسم مصير مشاركة عمر كمال أمام الداخلية اليوم    محمد صديق المنشاوى.. قصة حياة المقرئ الشهير مع القرآن الكريم    عاجل - "الإفتاء" تحسم الجدل.. هل يجوز أداء العمرة بعد الحج مباشرة؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 20-6-2024    طواف الوداع: حكمه وأحكامه عند فقهاء المذاهب الإسلامية    الإفتاء توضح حكم هبة ثواب الصدقة للوالدين بعد موتهما    أول تحرك لنادي فيوتشر بعد إيقاف قيده بسبب "الصحراوي"    مزاعم أمريكية بقرب فرض قطر عقوبات على حماس    عاجل - تحذير خطير من "الدواء" بشأن تناول مستحضر حيوي شهير: جارِ سحبه من السوق    ثلاثة أخطاء يجب تجنبها عند تجميد لحوم الأضحية    منتخب السويس يلتقي سبورتنج.. والحدود مع الترسانة بالدورة المؤهلة للممتاز    دراسة بجامعة "قاصدي مرباح" الجزائرية حول دور الخشت فى تجديد الخطاب الدينى    كيفية الشعور بالانتعاش في الطقس الحار.. بالتزامن مع أول أيام الصيف    مبدأ قضائي باختصاص القضاء الإداري بنظر دعاوى التعويض عن الأخطاء    تعرف على خريطة الكنائس الشرقيّة الكاثوليكية    يورو2024، إنجلترا تسعى لتسجيل اسمها كأحد المنتخبات القوية المرشحة للقب أمام الدنمارك    الآلاف في رحاب «السيد البدوى» احتفالًا بعيد الأضحى    التخزين الخامس خلال أيام.. خبير يفجر مفاجأة بشأن سد النهضة    هل يسمع الموتى من يزورهم أو يسلِّم عليهم؟ دار الإفتاء تجيب    تحت سمع وبصر النيابة العامة…تعذيب وصعق بالكهرباء في سجن برج العرب    "تاتو" هيفاء وهبي وميرهان حسين تستعرض جمالها.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    تطورات جديدة| صدام في اتحاد الكرة بشأن مباراة القمة    حظك اليوم| برج السرطان الخميس 20 يونيو.. «ركز على عالمك الداخلي»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيسى أول رئيس مصرى يتحدث فى البرلمان
رسالة سلام ومودة من المصريين إلى الشعب الإثيوبى
نشر في الأهرام اليومي يوم 25 - 03 - 2015

وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى رسالة محبة ومودة إلى الشعب الإثيوبى أمس، خلال كلمته أمام البرلمان الإثيوبى بمجلسيه، فى سابقة هى الأولى لرئيس مصري، بحضور أركان القيادة الإثيوبية وأعضاء السلك الدبلوماسى العربى والإفريقى والأجنبى المعتمدين فى العاصمة الإثيوبية.
ووصف الرئيس وقوفه أمام ممثلى الشعب الإثيوبى بأنه "لحظة تاريخية فارقة"، مؤكدا أنها يحمل رسالة مودة وأياد ممدودة بالخير من الشعب المصرى إلى الأشقاء فى أديس أبابا، داعيا إلى فتح صفحة جديدة ، ووضع "ركائز لمستقبل مشترك أفضل" يضمن العيش الكريم لأبنائنا وأحفادنا والعيش الكريم لشعبينا، مشددا على أنه لايمكن لشعب أن "يحقق سعادته على حساب الآخرين"، كما أن الصراعات لا نتيجة لها سوى استنزاف طاقات الشعوب.. وأشار السيسى إلى ضرورة ترسيخ أسس التعاون بين البلدين، والوصول بها إلى آفاق واعدة، بالتعاون مع بقية الدول الشقيقة فى حوض النيل، منبها إلى ضرورة التصدى للتحديات الكبيرة التى تواجه شعوب افريقيا، وتوحيد الجهود إزاء هذه التحديات، بغية التغلب عليها وتحقيق الطموحات التنموية وصياغة غد أفضل، داعيا الى الأخذ بعين الاعتبار الروابط التاريخية والمصالح المشتركة والمنافع المتبادلة بين دول حوض النيل..

وإلى نص كلمة الرئيس السيسي..
السيد رئيس جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية
السيد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية
السيد رئيس مجلس نواب الشعب الإثيوبي
السيد رئيس المجلس الفيدرالى الإثيوبي
السيدات والسادة أعضاء مجلس نواب الشعب والمجلس الفيدرالى
الحضور الكريم،
إنها لحظة تاريخية فارقة ... تلك التى أقف فيها أمامكم ... فى بيت الشعب الإثيوبى ... لأحمل لكم رسالة أُخُوَّة صادقة ومحبة خالصة ... وأيادٍ ممدودة بالخير ... تنشد التعاون من أجل التقدم والرخاء ... من أخوتكم فى مصر ... الذين تطلعوا معكم لتلك اللحظة ... التى تجسد إرادة سياسية متبادلة للحوار والتواصل والتعاون على كافة المستويات ومن خلال مختلف المحافل ... فنحن ومنذ بدء التاريخ ... ننهل ونرتوى من نهر النيل العظيم ... الذى أجراه الخالق ليحمل الحياة والنماء لشعوب حوضه ... إنه النهر الذى باتت مياهه تجرى دماءً فى عروق المصريين والإثيوبيين الذين سيظلون دوماً أشقاء ... ولن يسمحوا لأى خلاف بأن يدب بينهم أو أن ينال من قوة الروابط التى تجمعهم ... وهو ما يؤكده تواصلى المستمر مع أخى رئيس الوزراء الإثيوبى منذ لقائنا الأول فى مالابو ... وثقتى كاملة فى أنه يتطلع معى إلى توثيق وتفعيل ما بيننا من صلات والبناء عليها فى كل المجالات ... وقد تأكدت تلك الثقة عندما سعدت بلقاء الأخ العزيز رئيس مجلس نواب الشعب الإثيوبى فى القاهرة بصحبة نخبة من أعضائه ووفد الدبلوماسية الشعبية ...

إن تلك الصلات التى تجمع بين بلدينا زادت قوة بانتمائنا معاَ إلى عائلة واحدة هى قارتنا الأفريقية التى تستضيف أديس أبابا رمز وحدتها ... حيث كانت مصر من أشد المتحمسين لأن تكون هذه المدينة مقراً لها ... لقد كان وقوف بلدينا فى طليعة الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية أقوى تعبير عن إدراكهما لارتباط مصير أبناء تلك العائلة الإفريقية وحتمية نضالهم معاً من أجل التحرر والاستقلال والوحدة ... وأنه لا بديل عن تلبية نداء التعاون حتى يمكن لشعوب إفريقيا مجابهة التحديات التى كانت تواجهها ... واليوم وإن اختلفت طبيعة التحديات لكنها زادت جسامة وتعقيداً ... على نحو بات يحتم علينا درجة أوثق من التعاون والتضامن ومزيداً من الفهم المشترك للبناء على ما يجمعنا...

السيدات والسادة،

إننى وباِسم تلك الأخوة وهذا المصير المشترك ... ومن منطلق مسئوليتنا جميعاً إزاء شعوبنا وأجيالنا القادمة ... أدعوكم اليوم كى نكتب معاً صفحة جديدة فى تاريخ العلاقات المصرية الأثيوبية ... نسطر فيها آمال وطموحات شعبينا ... نتطلع فيها إلى مستقبلنا المنشود ... مستقبل زاخر بالرخاء ومفعم بالأمل ... ونستلهم فيها أفضل ما فى تاريخنا من قيم سامية ومواقف مُشرقة لن ينساها التاريخ ... من رحلة السيدة مريم العذراء والسيد المسيح عليهما السلام طلباً للأمان فى بلادنا التى باركها الله فى الإنجيل والقرآن ... إلى لجوء المسلمين الأوائل لإثيوبيا هرباً من الاضطهاد حيث لقوا الحماية والرعاية من أهلها ... وصولاً إلى كفاحنا ضد الاستعمار وتدخل القوى الطامعة فى بلادنا ...

أدعوكم أيضاً لنأخذ العبرة من الصعاب التى خضناها ... ومن العقبات التى اعترضت سبيل علاقاتنا ... لكى نتخطى سلبيات الماضى التى يجب أن نتفق على أنها لن تضع قيوداً على الحاضر ... ولن تعيق تطلعاتنا نحو المستقبل ... نعم ... نحن بحاجة إلى بناء جسور الثقة ... لكننا نريد أيضاً أن نسد فجوات الشك والريبة التى ما كان يجب لها أن تُترك لتتمدد ... أو أن تصبح هُوَّة تفصل فيما بيننا ... وتلك مسئولية مشتركة تقع على عاتق السياسيين والمثقفين والإعلاميين فى بلدينا ... باعتبارهم قادة الرأى والفكر ... وعليهم أن يرتقوا إلى قدر المسئولية الجسيمة التى يحملونها أمام الله وأمام الشعوب ... فمن الواجب علينا معاً أن نترك لأجيالنا الجديدة ميراثاً أفضل مما آل إلينا ...

كما نحتاج إلى أن نكتب معاً صفحة جديدة فى تاريخ علاقاتنا الثنائية نستفيد فيها من مبادئ العصر الحديث الذى نعيشه ... وعلى رأسها التعاون وتحقيق المصالح المشتركة والفوائد المتبادلة ... فمن يَنشُد التقدم فى عالم اليوم يدرك أن عليه تجنب النزاعات غير المُجدية ... والنأى ببلاده عن الصراعات التى تستنفد الطاقات والموارد الثمينة ... والتى يجب توجيهها عوضاً عن ذلك إلى التنمية وتحقيق الرخاء ... من أجل الارتقاء على دروب العلم والمعرفة وامتلاك الأدوات التى تكفل استدامة التقدم والرقى ...

ركائز المستقبل

أدعوكم اليوم لكى نضع معاً ركائز مستقبل أفضل لأبنائنا ولأحفادنا ... مستقبلٌ تُضاء فيه كل فصول المدارس فى إثيوبيا ... ويشرب فيه كل أطفال مصر من نهر النيل كعهد آبائهم وأجدادهم ... مستقبلٌ يتسع فيه اقتصاد البلدين ليستوعب قوتهما العاملة بما يضمن العيش الكريم لشعبينا ... ويحقق الإنتاج الوفير لبلدينا ... ولكى يستعيدا مكانتهما بين الأمم بما يتسق مع تاريخهما وقدراتهما ... فلا ينبغى أبداً أن يأمن أحدنا على مستقبله دون الآخر... أو أن يبنى رفاهيته على حساب أخيه ... فكما أن لبلدكم الشقيق الحق فى التنمية... وفى استغلال موارده لرفع مستوى معيشة أبنائه ... وكما لا ينبغى أن يشهد القرن الحالى مشاهد الجفاف والمجاعة التى أدمت قلوبنا جميعاً وتألمنا لها فى القرن الماضى ... فإن لأخوتكم المصريين أيضاً الحق ليس فقط فى التنمية ولكن فى الحياة ذاتها... وفى العيش بأمان على ضفاف نهر النيل الذى أسسوا حوله حضارة امتدت منذ آلاف السنين ودون انقطاع ...

إن هذه الحضارة التى أقامها المصريون أدركت منذ القدم قيمة النهر العظيم فكان يوم وفائه عيداً ... وخاطبه المصريون بالشعر والغناء كأنه يسمع ويعى مدى اِرتباطهم به ... إن ذلك التخليد ليس إلا تعبيراً بسيطاً عن محورية النيل الذى كان ولا يزال المصدر الوحيد للمياه ... بل وللحياة ... لما يقرب من 90 مليون مصرى يعيشون على جانبيه ويتعلقون به ... وتقوم حياتهم فى الوادى الضيق الذى يشقه نهر النيل وسط صحراء شديدة الجفاف تمثل نحو 95٪ من مساحة مصر ... كما أن نشأة الدولة المصرية ذاتها ارتبطت بدورها الرئيسى فى تنظيم الحياة حول نهر النيل ... وفى إدارة حقوق المواطنين فى الاستفادة من مياهه ... وقد امتد هذا الدور على مدى العصور التالية تأكيداً للارتباط الوثيق بين مصر وبين نهر النيل... فقامت الحضارة المصرية وأبدعت فى مختلف مجالات الحياة لتسهم فى إثراء التراث البشرى ... واليوم وبرغم زيادة السكان بمعدلات كبيرة وتعاظم الاحتياجات وتوسعها لتحقيق متطلبات التنمية الشاملة ... لم تشهد موارد مصر من المياه أية زيادة تتناسب مع كل هذه الاستخدامات الأساسية ... إننا بإذن الله عازمون على أن تعود مصر لمكانتها وعلى أن تزداد حضارتها تألقاً ... على أن يكون التعاون والمشاركة وسيلتنا لتحقيق النماء والازدهار والرخاء لنا فى مصر ولأشقائنا فى إثيوبيا وفى حوض النيل بأكمله ... لاسيما فى ظل ما لدى دول الحوض من الموارد ومن الإمكانيات البشرية ... وذلك فى إطار سياسة الانفتاح على إفريقيا التى تحرص عليها مصر الجديدة .. التى لا تكتفى بالأقوال بل تتخذ من الأفعال سبيلاً لتعزيز علاقاتها العضوية مع قارتها الأم ودولها الشقيقة ...

الفرصة سانحة

إن لدينا اليوم الفرصة السانحة لنصوغ معاً رؤيةً طموحاً للمستقبل ... حتى يسجل التاريخ أننا كنا على قدر المسئولية التى تحملناها ... وأننا سعينا دون تقصير لضمان حقوق شعوبنا الأساسية ... بما فى ذلك الحق فى حياةٍ كريمةٍ خاليةٍ من الجوع والعطش ... ومن الظلام والفقر ... للوفاء بالوعود التى قطعناها على أنفسنا لأبناء الوطن نحو مزيد من التنمية ... والتى نثق أنها سوف تمتد حتماً لتعُم دول المنطقة وقارتنا بأكملها ... عندما نقدم مثالاً يُحتذى به للتعاون والعمل المشترك والمثمر ... لدينا اليوم هذه الفرصة ... من خلال إنفاذ الإرادة السياسية التى أنجزت اتفاق المبادئ الذى وقعنا عليه فى الخرطوم مؤخراً ... وذلك باِستكمال الإجراءات الدستورية فى دولنا حتى يدخل حيز النفاذ دون إبطاء أو تأجيل ... فالعبرة ليست بالكلمات والشعارات ... ولا بتوقيع الوثائق والاتفاقيات ... وإنما بتنفيذها بصدق وإخلاص ... ولسوف تذكر الأجيال القادمة أننا اخترنا فى لحظات حاسمة أن ننحاز إلى مستقبل أفضل ... وألا نبقى أسرى للماضى ... وأن نحلق نحو آفاق أرحب من التعاون ... دون قيود من الشك والريبة ... وسوف تجد الأجيال القادمة أيضاً أن الاتفاق الذى أنجزناه كان هو السبيل إلى ذلك الأفق الذى مضينا إليه ... على أساس قوى من الثقة المتبادلة والتفاهم المشترك حول المبادئ والإجراءات التى أرسيناها معاً من خلال الاتفاق الذى تم توقيعه ...

كما أن اتفاقنا لابد أن يدفعنا لاستغلال القواسم المشتركة التى تجمع بين مصر وأثيوبيا والسودان وجنوب السودان فى إطار حوض النيل الشرقى ... والتى تؤهل هذه الدول الشقيقة جميعاً للبناء على ذلك الاتفاق الذى وقعنا عليه ... من خلال صياغة وتنفيذ الخطط للتعاون وللاستفادة من مواردنا المشتركة للتغلب على المشكلات وتحقيق الفوائد المتبادلة ...

التعاون والانصاف

فلنعمل إذن من أجل مواطنينا ... ولنقدم لأبناء قارتنا نموذجاً يُجسد معانى الأخوة والتفاهم ... ويتبنى فى ذات الوقت مبادئ التعاون والإنصاف وتبادل المصالح بين الدول ... بل إننى أدعوكم أيضاً انطلاقاً من هذه النقطة ... وكنواب للشعب الإثيوبى إلى النظر إلى ما هو أبعد من ذلك ... إلى العمل مع أشقائكم فى مصر وفى باقى دول حوض النيل لبناء توافق أشمل وأوسع فيما بيننا ... يسمح بتجاوز الخلافات والنقاط العالقة فى الاِتفاقية الإطارية لمبادرة حوض النيل ... حتى تتسع كى تشمل كافة دول الحوض وتلبى احتياجاتها جميعاً ... ولكى نمضى بكل ثقة نحو آفاق من التعاون الذى لم يعُد من قبيل الترف ... بل إن التخلف عنه صار بمثابة إضاعة لفرص سانحة ... وإهدار لعوائد كان يمكن لنا تحقيقها ... فالموارد متوافرة ومتاحة ... ولا ينقصنا سوى توظيفها واستقطاب الفواقد منها ... واستخدامها فيما ينفع شعوبنا التى طالما تاقت نحو التنمية والرخاء ...

فالتحديات التى تواجهنا سواءً فى حوض النيل أو فى إفريقيا عديدة وعلى جبهات واسعة ... فما بين الفقر والبطالة وسوء استغلال وإدارة الموارد ... وبين قضايا السلم والأمن ومكافحة الإرهاب البغيض الذى يتربص بنا والجريمة المنظمة التى تتاجر بأبنائنا وتقتات من دمائهم ... فضلاً عن تفشى الأمراض والأوبئة والتهديدات المرتبطة بتغير المناخ وتدهور البيئة والتصحر ... لا بديل لمصر وإثيوبيا كقطبين رئيسيين فى القارة ... سوى أن تعملا على المستوى الثنائى ومع أشقائهما فى أفريقيا ... للتغلب على تلك التحديات التى أصبحت تهدد شعوبنا بل وتستهدف كياننا ووجودنا ذاته ...

واسمحوا لى هنا أن أشير بصفة خاصة إلى أحد أبرز التحديات التى تواجه منطقتنا والتى لا تقل خطراً عن الجفاف أو الأمراض ... إنه وباء الإرهاب الذى يحصد الأرواح ويقسم المجتمعات ويقضى على نسيجها ... إن عدوى هذا الوباء تنتقل عبر الحدود وتتحدى سلطات الدول ... فلا يمكن اليوم أن نفصل بين التنظيمات الإرهابية التى تسعى للتمدد فى أقاليم إفريقيا المختلفة ... الأمر الذى تتطلب معه جهود مقاومة الإرهاب والقضاء عليه عملاً جماعياً على مختلف المستويات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية ... فما لم نعمل معاً على استئصاله .. لا يمكن أن يكون أحدنا بمأمن من شره ...

نبوءة نكروها

لقد حان الوقت كى تتحقق نبوءة الزعيم الأفريقى العظيم "نكروما" عن "نهضة إثيوبيا الحكيمة" ... والتى أطلقها فى ختام الاجتماع التأسيسى لمنظمة الوحدة الأفريقية منذ أكثر من خمسين عاماً ... ومصر اليوم تقف بكل عزم إلى جانب إثيوبيا لكى نحول معاً تلك النبوءة إلى حقيقة واقعة ... إنطلاقاً مما أكده الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى نفس الاجتماع حينما تحدث عن مجئ مصر "بقلب مفتوح وعقل مفتوح وتقدير للمسئولية مفعم بالنية الصادقة وهى مستعدة أن تتحمل إلى كل الحدود مسئولياتها التاريخية تجاه قارتنا الإفريقية"... ولا يفوتنا بهذا المقام الإشارة إلى ما ذكره رئيس الوزراء الإثيوبى العظيم "ميليس زيناوي" خلال زيارته للقاهرة عندما ذكر أن نهر النيل يُعد بمثابة الحبل السُرى الذى يربط بين مصر وإثيوبيا، وهو ما يؤكد أن تدفق مياه النهر من المنبع إلى المصب ما هو إلا حصص إلهية قدرها الله لنا جميعا.

وإننى أؤكد أمامكم مُجدداً التزام مصر بهذا الواجب، وحرصها على الوفاء به على أسس من التعاون والمشاركة، باعتبارهما أقوى دافع وأفضل ضمان حتى تكلل جهودنا بالنجاح.

إن مصر الزاخرة بالإمكانيات والطاقات وبخبرات وقدرات أبنائها، وبما لديها من العلاقات الممتدة والمتشعبة إقليمياً ودولياً، ومن الانفتاح على العالم فى مختلف المجالات، على استعداد لأن تستثمر بكل دأب فى مشاركة فعالة مع أشقائها فى إثيوبيا ومن أجلهم، نهدف إلى أن يكون أهم عوائدها هو تحقيق التنمية والفائدة المشتركة فى مختلف المجالات، لاسيما تلك التى يلمسها المواطنون فى القرى والحقول وفى القطاعات التى تمس حياتهم ومستقبلهم.

وأخيراً وليس آخراً ... أؤكد لكم باِسم الإنسانية التى تجمعنا، وأخوتنا الإفريقية التى نعتز بها ... ونيلنا الذى يوحدنا، إننى بينكم اليوم لنكسب معاً، لنصنع مستقبلاً واعداً وحياة مزدهرة لنا جميعاً .. فلا سعادة لأحدٍ بشقاء الآخرين ... لنقر حقوق شعبينا بتحمُلٍ كاملٍ للمسئولية ... وبضمائر نقية ... لنؤكد معاً قيماً نبيلة ... أراد الله العلى القدير ... أن ننشرها فيما بيننا ... وأن تكون دستوراً لحياتنا معاً ... إعلاءً لقيمة الإنسان ... الذى كرمه الله ... وأمره بعمارة الأرض ... ولنساعد معاً فى إحياء نفوس بريئة مصداقاً لقوله تعالى "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً".
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
-----------------------------------------------

تصفيق حاد من نواب إثيوبيا
باغت الرئيس عبدالفتاح السيسي نواب الشعب الإثيوبى داخل مقر مجلس النواب الاثيوبى أمس، بخطاب بالغ التأثير لمس قلوب وعقول النواب،
الذين وقفوا وصفقوا له بعد الكلمة تصفيقا منقطع النظير، تعبيرا عن ارتياحهم لما جاء بالخطاب، وقد استمر وقوف النواب وتصفيقهم للرئيس حتى خروجه من القاعة، رافعا وشابكا يديه فى إشارة الى تضامنه مع الشعب الإثيوبي، والعمل معا يدا واحدة.

لقطات من داخل قاعة البرلمان
اكتظت قاعة مجلس النواب الإثيوبى المتسعة، قبيل نحو ساعة من إلقاء الرئيس السيسى خطابه، بأعضاء غرفتى البرلمان (مجلس النواب 547 عضوا والمجلس الفيدرالى 135 عضوا).
تلاحظ وجود المرأة بشكل كبير داخل القاعة، حيث تبلغ نسبة تمثيلها فى مجلس النواب الإثيوبى نحو 28% فى نسبة تعد من أعلى النسب على مستوى العالم، بينما تشكل المرأة نسبة 48% من أعضاء المجالس المحلية بإثيوبيا. شهد الخطاب من شرفة كبار الزوار، أعضاء السلك الدبلوماسى العربى والأجنبى بإثيوبيا، وحضر من الجانب المصرى سامح شكرى وزير الخارجية، ود. حسام مغازى وزير الموارد المائية والري، وخالد فوزى مدير المخابرات العامة، وفايزة أبوالنجا مستشار الرئيس للأمن القومي. تجاوب الوفد الرسمى مع أعضاء البرلمان الإثيوبى قبل إلقاء الخطاب، وقام وزير الرى بالتقاط بعض الصور للقاعة من الشرفة العلوية، كما قامت السفيرة فايزة أبوالنجا بالاشارة والتحية الى النائب الذى يبدو انها تعرف بعضهم بشكل شخصي.
عبارة كررها الرئيس

كرر الرئيس السيسى عبارة تتعلق بضرورة تجنب النزاعات وتوجيه الطاقة الى التنمية والرخاء، وقد طلب من النواب السماح له بتكرار العبارة والتى قال فيها: فمن ينشد التقدم فى عالم اليوم يدرك أن عليه تجنب النزاعات غير المجدية.

إضاءة مدارس إثيوبيا.. وأطفال مصر يشربون من النيل

من بين العبارات التى خاطب بها الرئيس السيسى قلوب نواب الشعب الإثيوبي، الدعوة التى وجهها لهم وقال فيها: أدعوكم اليوم لكى نضع معا ركائز مستقبل أفضل لأبنائنا ولأحفادنا.. مستقبل تضاء فيه كل فصول المدارس فى إثيوبيا.. ويشرب فيه كل أطفال مصر من نهر النيل كعهد آبائهم وأجدادهم.

السيسى يستشهد بوصف زيناوي

استشهد الرئيس السيسى خلال خطابه بعبارة ذكرها رئيس الوزراء الإثيوبى ميليس زيناوي، عندما قال الرئيس إن العظيم «ميليس زيناوي» ذكر خلال زيارته للقاهرة أن نهر النيل يعد بمثابة الحبل السرى الذى يربط بين مصر وإثيوبيا، وقال السيسى إن هذه العبارة تؤكد أن تدفق مياه النهر من المنبع الى المصب ما هو إلا حصص إلهية قدرها الله لنا جميعا.
الختام بآية من القرآن

اختتم الرئيس كلمته بتلاوة آية من القرآن الكريم، حيث قال: نؤكد معا قيما نبيلة.. أراد الله العلى القدير.. أن ننشرها فيما بيننا.. وأن تكون دستورا لحياتنا معا.. إعلاء لقيمة الإنسان.. الذى كرمه الله.. وأمره بعمارة الأرض.. ولنساعد معا فى إحياء نفوس بريئة مصداقا لقوله تعالى «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا».

رئيس البرلمان الإثيوبي: الزيارة بناءة وتعزز العلاقات التاريخية

فى كلمته الموجزة التى ألقاها للترحيب وتقديم الرئيس السيسى للبرلمان، قال رئيس مجلس النواب الإثيوبى إن مصر وإثيوبيا لديهما علاقات تاريخية وثقافية ودينية فريدة، وإن الدولتين يشربان من نفس النهر، وقال إن زيارة الرئيس لإثيوبيا كانت بناءة، وأن اتفاق اعلان المبادئ بين مصر وإثيوبيا والسودان بشأن سد النهصة، يعضد من العلاقات التاريخية بين شعوب دول حوض النيل، وأكد أن هناك رغبة سياسية الآن لاتخاذ قرارات مهمة لسد الفجوة وإزالة الشوائب التى كانت قائمة.
السيسى يختتم زيارته الناجحة إلى إثيوبيا

بعد إلقاء خطابه أمام البرلمان الإثيوبي، توجه الرئيس عبدالفتاح السيسى مباشرة الى مطار إثيوبيا، متوجها الى القاهرة، مختتما زيارته التاريخية الناجحة التى استمرت 3 أيام قام فى بدايتها بتوقيع اتفاق إعلان المبادئ حول سد النهضة بالعاصمة السودانية الخرطوم.

النواب الأثيوبيون يشيدون بالخطاب
أعرب النواب الاثيوبيون عن سعادتهم لما وصفوه بالحدث التاريخى لإلقاء الرئيس السيسى لكلمة أمام البرلمان الاثيوبي. وأكد النائب وانا ويكى أن انطباع النواب عن الخطاب ايجابى للغاية وان الشعبين الشقيقين المتشاركين فى نهر النيل العظيم يستحقان مستقبلا مشتركا أفضل فى كل المجالات ،
وقال إنه يجب توقيع اتفاقيات فى جميع مجالات الاقتصاد والاستثمار والصناعة كما جرى فى اعلان المباديء حول سد النهضة.وقال النائب أدوينا جابيسا إن كلمة الرئيس السيسى كفيلة بفتح صفحة جديدة فى علاقات البلدين، ويجب استغلال اتفاق اعلان المباديء فى تأمين علاقة مستقبلية جيدة فى جميع المجالات، وأضاف ان أعضاء البرلمان يكنون كل التقدير للرئيس السيسى على شجاعته والقاء هذا الخطاب الذى يعبر عن ارادة سياسية تتشاركها قيادتا الدولتين.وقال النائب أنجيراى ماييري، إن الخطاب يدشن مرحلة جديدة من التعاون و بناء الثقة بين البلدين، مؤكدا أن الشعب الاثيوبى سعيد للغاية بتوقيع اعلان المباديء، وانه كان لابد منها من أجل استعادة الزخم للعلاقات التاريخية بين مصر واثيوبيا ، مشيرا الى ان الدولتين لديهما العديد من المقومات التى يمكن إذا تشاركا تحيق الرخاء والتنمية، وأضاف ان الاثيوبيين ينتظرون إمدادهم بالاستثمارات والخبرات المصرية لمساعدتهم فى عملية التنمية وفقا للخطط المرسومة من قبل الحكومة الاثيوبية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.