تعالت أصوات سكان العمارة، وسمع صوت أبواب تغلق بشدة، ماذا هنالك؟ ما الذي جرى؟ إنه محصل الغاز!! ما له? جاء ليحصل فواتير الغاز فكانت المفاجأة الكبرى؟!! بالأمس القريب منذ حوالي شهر أو شهرين كان المواطنون يدفعون فاتورة الغاز في حدود من عشرة إلى خمسة عشر جنيها، كل حسب استهلاكه، وإذا بها ترتفع بشكل خرافي، لا أقول تتضاعف، لا بل زادت لعشرة أضعاف وصلت إحدى الفواتير إلى مائة جنيه، وثانية وصلت مائة وثلاثين جنيها، وثالثة وصلت مائة وخمسين جنيه؟!! ما هذا؟ ذهب المواطنون للشركة واشتكوا من هذا الارتفاع، قال مسئولو الشركة إنها مشكلة قارئي العدادات، حيث إنهم يمرون على العدادادت بطريقة عشوائية، وعندما جاء المحصل المنكوب وهو نفسه قارئ العداد، صرخ الكل في وجهه ما هذا؟ قال: لا دخل لي اسألوا الشركة، إنها تعليمات الشركة، هكذا الشركة تقول الموظف هو السبب، وهو من يأخذ القراءة بشكل عشوائي، والموظف يقول الشركة هي السبب لا دخل لي!! وبين هذا وذاك يتوه المواطن المسكين الذي تأكل الفواتير راتبه، وأصبح يقبضه ليسدد الفواتير، سواء كانت للغاز أو الكهرباء، أو المياه، الكل قد ارتفع، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والمسئولون في الشركة يقولون لا ذنب لنا!! والمسئولون يصرحون قائلين: لا ارتفاع في أسعار الغاز ولا الكهرباء؟؟!! ما هذا الذي يحدث إذن؟ أجيبونا يرحكم الله.. سيدة مسنة لا عائل لها، تقيم وحدها بمنزلها، جاءتها فاتورة المياه بقيمة خمسمائة جنيه، تجمّع الجيران وقالوا للمحصل: كيف هذا؟ إنها سيدة أرملة فقيرة تعيش على ما تتقاضاه من معاش بسيط وبعض مساعدات أهل الخير، من أين لها أن تدفع هذه الفاتورة؟ وهل يعقل أن تكون قد استهلكت مياها بخمسمائة جنيه في الشهر؟ المهم راجع المحصل الفاتورة وفقط حذف منها مبلغ مائة وخمسين جنيهًا، ودفعت المسكينة الفقيرة ثلاثمائة وخمسين جنيهًا. ما هذا الذي يجري بمصر؟ هل الحكومة تعاقب المواطنين أم ماذا هنالك؟ يا ناس اتقوا الله وارحموا عباد الله، من أين لرب الأسرة الذي كوت نار الأسعار ظهره بكل هذه الأموال كي يدفع هذا الكم الهائل من الفواتير؟؟! التي أصبحت سيفا مسلطا على رقبته. ومن هنا ومن فوق منبر الأهرام أناشد رئيس الوزراء ووزراء الكهرباء والبترول والمياه والري النظرَ في هذه الفواتير المرتفعة، وما هذا النظام ... نظام الشرائح الذي يكوي ظهر المواطن الذي يكد ويتعب طوال الشهر كي يدفع الفواتير هذا إن كان راتبه يكفي، وإلا فالديون، وظن شرًّا ولا تسأل عن الخبر.