يصل الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى العاصمة السودانية الخرطوم اليوم فى زيارة رسمية يلتقى خلالها نظيره السودانى عمر البشير، حيث يبحثان سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطورات الأوضاع فى الشرق الأوسط، والقضايا ذات الاهتمام المشترك. كما تجرى ترتيبات لعقد قمة ثلاثية تجمع السيسى والبشير ورئيس الوزراء الإثيوبى هايلى ماريام ديسالين تمهيدا للتوقيع على وثيقة المبادئ حول مشروع سد النهضة. ويتوجه الرئيس مساء اليوم إلى أديس أبابا فى أول زيارة رسمية يقوم بها لإثيوبيا، وتستغرق يومين، يبحث خلالها التعاون التجارى والاستثمارى بين البلدين، ويتضمن برنامج الرئيس لقاء نظيره الإثيوبى ملاتو تشومى بعد غد، ثم يتوجه عقب ذلك الى البرلمان حيث يلقى خطابا أمام النواب الإثيوبيين. من جانبه أكد الدكتور حسام مغازى وزير الموارد المائية والرى وضع التصور النهائى لمسودة وثيقة المبادئ الخاصة بسد النهضة الإثيوبى طبقا لما تم الاتفاق عليه خلال اجتماع وزراء الخارجية و الري، ورفعها لقيادات الدول الثلاث بصيغتها المقترحة لاتخاذ اللازم، لافتا الى ان مشاورات مازالت جارية بين الدول الثلاث ستستمر حتى موعد عقد اجتماع القمة اليوم بالخرطوم، موضحا ان الاعلان عن الاتفاق و التوقيع على الصيغة النهائية لمسودة الوثيقة يعتمد على مواقف الثلاث الدول معا وليس لدولة واحدة و متروك للرؤساء الثلاثة. واوضح مغازي فى تصريحات ل «الاهرام» امس ان الوثيقة المزمع توقيعها تعد وثيقة ذات شأن عظيم، وستصبح ملزمة للدول الثلاث بعد التوصل الى توافق حول المكتب الاستشارى الهندسى العالمى المعنى بإتمام الدراسات المطلوبة خلال الشهور القادمة، و إنشاء آلية تنسيقية دائمة من الدول الثلاث للتعاون فى عملية تشغيل السدود بشكل يضمن عدم الإضرار بمصالح دول المصب. وقال مغازى انه لا مكان للتنبؤ فى الاعمال الجارية ومحاولات القفز على المباحثات و الاجتماعات الجارية والخاصة بتفاصيل مسودة وثيقة المبادئ المقترحة مشيرا الى ان الجهود المبذولة من الرؤساء الثلاثة فى مصر والسودان وإثيوبيا للتوصل لصيغ توافقية ومرضية ستسهم فى إرساء حالة جديدة للقضاء على الخلافات وتحويلها بالحوار والتشارك الى منافع تحقق الاغراض التنموية المنشودة بما لايسبب اى ضرر بدولتى المصب «مصر والسودان» وتزيل الشواغل والتخوفات المصرية التى صاحبت عدم التوصل لاتفاق حول موضوع سد النهضة . من ناحية أخرى كشف أحمد زايد رئيس اللجنة الاقتصادية بمجلس الأعمال المصرى الإثيوبى إنه تم تخصيص منطقة صناعية للمشروعات المصرية بإثيوبيا فى إطار التعاون بين البلدين، تقع فى ولاية الأورميو على مساحة قدرها مليونا متر مربع. وأضاف إن الاستثمارات المتوقعة لهذه المنطقة ستصل إلى نحو 155 مليون دولار والتى تعادل نحو 1.1 مليار جنيه. وأشار إلى أنه من المخطط أن تستوعب هذه المنطقة نحو 100 مصنع فى قطاعات الملابس الجاهزة والتصنيع الغذائى والصناعات الهندسية والأجهزة الكهربائية والكيماويات والتعبئة والتغليف وغيرها من القطاعات المهمة التى تحتاجها السوق الإثيوبية. وقال إنه تم الانتهاء من دراسات الجدوى الخاصة بالمنطقة الصناعية، فيما ننتظر الموافقات النهائية من الجانب الإثيوبى على التنفيذ فورا. سفير مصر بأديس أبابا : زيارة الرئيس لاثيوبيا تدشن مرحلة جديدة من التعاون القاهرة أ ش أ : أكد السفير محمد إدريس سفير مصر فى أديس أبابا أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى الى إثيوبيا اليوم تعد تاريخية , حيث أن هذه أول زيارة رسمية منذ 30 عاما , يقوم بها رئيس مصرى لإثيوبيا دون أن يكون هدف الزيارة هو المشاركة فى قمم أفريقية بإعتبار أديس أبابا مقر الإتحاد الأفريقى ( منظمة الوحدة الإفريقية سابقا) , حيث كانت الزيارات السابقة للمشاركة فى اجتماعات القمة الأفريقية. وقال السفير إدريس فى تصريحات "إن زيارة الرئيس السيسى الى أديس أبابا تدشن مرحلة جديدة من التعاون المشترك , والعلاقات الثنائية بين مصر وإثيوبيا فى مختلف المجالات السياسية والاستراتيجية والاقتصادية والاستثمارية والتنموية". وأوضح أن الرئيس السيسى سيلقى كلمة أمام البرلمان الأثيوبى بمجلسيه - الذى يضم مجلس نواب الشعب والمجلس الفيدرالى - ينقل خلالها رسالة من الشعب المصرى إلى إثيوبيا حكومة وشعبا تؤكد عمق الروابط التاريخية التى تجمع بين الشعبين , والحرص على دفع وتعزيز وتوسيع مجالات التعاون المشترك لتحقيق التنمية للجميع وبشكل لا يلحق الضرر بأى طرف , إلى جانب الحرص على إرساء أساس جديد وراسخ للعلاقات بين البلدين , ليس فقط للحاضر ولكن للأجيال القادمة أيضا.