تشهد العاصمة السودانية الخرطوم غدًا الاثنين حضور الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره السودانى عمر البشير ورئيس وزراء إثيوبيا هايلى ماريام ديسالين للتوقيع على وثيقة «سد النهضة» وأكدت مصادر دبلوماسية ل «أكتوبر» أن الخرطوم استأذنت القاهرة قبل الإعلان عن موعد توقيع اتفاق وثيقة مبادىء «سد النهضة» الإثيوبى مشيرة إلى أن الرئيس السيسى وافق على الفور ورحب بأن تقوم الخرطوم باستضافة توقيع الوثيقة التى تحظى باهتمام عالمى. وأوضحت المصادر أن الإثيوبيين كانوا يرغبون أن يكون توقيع الاتفاق فى أديس ابابا حيث إن ذلك سيعطى رسالة كبيرة للشعبين المصرى والإثيوبى بمدى التطور الإيجابى الذى شهدته العلاقات بين الدولتين. إلا أن القاهرة لم تستطع عدم الاستجابة لطلب الخرطوم. التغير فى الموقف المصرى تجاه السد والأجواء الإيجابية فى المفاوضات تأتى فى إطار ما أكده الدكتور حسام المغازى وزير الرى المصرى ل «أكتوبر» أن وثيقة سد النهضة ستنص على ضمان حقوق دول المصب فى نهر النيل وعدم تأثرها ببناء السد الذى تقيمه إثيوبيا مشيرا إلى أن المبادىء الحاكمة والضمانات والحفاظ على المصالح، وتحقيق المكاسب المشتركة هى أهم ما يميز الوثيقة. مسار سياسى وأوضح وزير الرى أن توقيع اتفاق سد النهضة بالعاصمة السودانية الخرطوم هذا الأسبوع بين مصر وإثيوبيا والسودان يأتى فى إطار وضع مسار سياسى للتأكيد على استكمال المسار الفنى مشيرا إلى أنه تم الانتهاء من المسودة الخاصة بهذه الوثيقة منذ عشرة أيام أثناء اجتماع وزراء بخارجية ووزراء الرى للدول الثلاث بالخرطوم. وشدد الوزير على أن المسار السياسى هو الضامن الفعلى للمسار الفنى لإزالة الشواغل التى تخص كل جانب وتم وضعها فى إطار حاكم للعلاقة بين جميع الأطراف وهو ما تم الانتهاء منه بالتعاون مع وزارة الخارجية والتى بذلت جهدا كبيرا للوصول إلى هذا التفاهم ثم تم رفعه فى مذكرة لرؤساء الدول الثلاث لمراجعته. المكتب الاستشارى وحول تحديد المكتب الاستشارى الفنى الذى سيقوم بتحديد مخاطر السد على دول المصب أكد الوزير أنه سيتم تحديده خلال أيام بعد أن استقر الاختيار على مكتبين بدلا من أربعة ومناقشة بعض النقاط من قبل الخبراء والإعلان عنهما لن يتم إلا بعد الرد منهما على بعض الأمور الفنية وأضاف المغازى على أن المرحلة القادمة سوف تبرهن على قوة ترجمة تلك المبادئ إلى آليات وأطر عملية تضمن تحقيق المكاسب المشتركة للجميع، مشيراً إلى أهمية استكمال أعمال المسار الفنى الثلاثى القائم، والانتهاء من الدراسات المشتركة الخاصة بسد النهضة فى أسرع وقت لترجمة كل تلك التفاهمات إلى واقع عملى على الأرض. وكان على كرتى ،وزير الخارجية السودانى أعلن فور عودته من شرم الشيخ اعتزام كل من الرئيس السودانى عمر البشير والرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس وزراء إثيوبيا توقيع وثيقة اتفاقية سد النهضة الإثيوبى فى مدينة الخرطوم فى 23 مارس الجارى، وذلك عقب التوافق على بنود الاتفاقية لتحديد كيفية الاستفادة من السد للدول الثلاث دون توضيح هذه البنود أو الإفصاح عنها مشيرا إلى أن الوثيقة عبارة عن «اتفاق مبادئ للتعاون واستفادة دول حوض النيل الشرقى من سد النهضة». من جانبه أعرب رئيس الوزراء الأثيوبى هايلى ماريام ديسالين خلال لقائه بالرئيس السيسى على هامش مؤتمر شرم الشيخ عن ارتياحه لنجاح الوفود التفاوضية لكل من مصر وإثيوبيا والسودان فى التوصل مؤخراً إلى اتفاق فى الخرطوم حول دعم التعاون والتنسيق بين دول حوض النيل الشرقى وتعزيز اجراءات بناء الثقة حول مشروع سد النهضة، والذى يتضمن مبادئ حاكمة بين الدول الثلاث وضمانات تحافظ على مصالحها، ولاسيما المصالح المائية لدول المصب، وكيفية تحقيق مكاسب مشتركة، مؤكدا على أن هذا الاتفاق يمثل أساس التعاون الذى يمكن البناء عليه فى المرحلة المقبلة. وكان الرئيس السيسى أكد لرئيس وزراء أثيوبيا أن هذا الاتفاق يبنى جسوراً للثقة ويعزز التكامل والاندماج والتواصل بين كل من أثيوبيا والسودان ومصر، مؤكداً على أن ما تم تحقيقه يعد خطوة مهمة على مسار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. وأوضح الرئيس السيسى أن المبادئ التى تم الاتفاق عليها بين الدول الثلاث تعد سابقة إيجابية تسهم فى تعزيز التعاون وآليات التنسيق بشأن استخدامات مياة النيل، مشيرا إلى أن قرب القيام بالتوقيع على الاتفاق بين الدول الثلاث يعد بادرة طيبة للتعاون بين الدول الثلاث. من جهته قال وزير الخارجية سامح شكرى ل «أكتوبر» على هامش مؤتمر «دعم وتنمية مصر»إن هذه المبادئ بداية لمزيد من التعاون فى المسار السياسى والمسار الفني»، مضيفا: «هذا الاتفاق يجيب عن شواغل دولتى المصب فى السودان ومصر» ويؤسس لمرحلة جديدة وغير مسبوقة من التعاون بين دول حوض النيل الشرقى حيث إن الموارد المشتركة هائلة وكافية لتحقيق آمال وطموحات الشعوب إذا أحسن الاستفادة منها على قاعدة المنفعة للجميع وعدم الضرر ولا ينقصها سوى وضع الأطر المثلى للتعاون والتكامل وبناء القواعد اللازمة لاستدامة هذا التعاون ونجاحه. خلل فى الخرطوم فيما أكد السفير عبد المحمود عبد الحليم سفير السودان بمصر ومندوبه الدائم لدى جامعة الدول العربية أنه تم توجيه الدعوة للرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس الوزراء الأثيوبى للمشاركة فى حفل توقيع اتفاق التعاون بشأن سد النهضة والذى توصل إليه وزراء الدول الثلاث فى الخرطوم ،وأنه سيتم توجيه الدعوة لدول حوض النيل والدول الصديقة للمشاركة فى الحفل الذى سيقام بالخرطوم غدًا.