بعد النجاح الكبير الذى حققه المؤتمر الاقتصادى الدولى «مصر المستقبل» الذى عقد فى شرم الشيخ نأمل أن يكون التحرك القادم فى اتجاه السياسة الخارجية بالسعى لتفعيل دور اللوبى العربى فى الولاياتالمتحدةالأمريكية حماية للمصالح العربية ولقضية القدس، ولأنه لا يوجد لوبى عربى فى أمريكا فإننا لا نجد فيها من يدافع عن المصالح العربية، بينما يوجد عدد من (اللوبيات) القوية التى تمارس تأثيرا ونفوذا، فهناك بالطبع اللوبى الصهيونى الذى لديه من القوة والنفوذ ما من شأنه إجبار الإدارة الأمريكية على الانصياع لإرادة إسرائيل ومصالحها. وإذا نظرنا لدور اللوبى الصهيونى وحللناه لعرفنا كيف نجح هذا اللوبى فى قيادة العقل السياسى الأمريكى تجاه «إسرائيل» رغم أن اللوبى الصهيونى أقل من جماعات الضغط العربية التى تمتلك إمكانات بشرية ومالية وكتلة تصويتية كبيرة، لكنها إما معطلة أو مشتتة، فى حين أن اللوبى الصهيونى يسير وفق خطط تضعها وتراجعها وتحدثها مراكز أبحاث ضخمة. من هنا يجب اتخاذ خطوات جادة ومكثفة لتعزيز دور اللوبى العربى بحيث يتمكن من الضغط بفاعلية لإجراء تغيير فى سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية الخارجية تجاه الشرق الأوسط، وأن ينفذ نشاط اللوبى العربى فى أمريكا واتصالاته إلى مسئولى الحكومة وأعضاء الكونجرس ودوائر الأممالمتحدة والجمهور العام بهدف مواجهة العداء الثقافى المتراكم تجاه العرب والمسلمين. كما ينبغى أن يكون بمقدور مراكز ضغط اللوبى العربى زيادة فاعليتها بتبنى جداول اعمال بعيدة المدى وموحدة، وأن تشارك فيها المنظمات المتركزة على الجاليات العربية الأمريكية والسعى إلى توسيع وتطوير الاتجاه الراهن نحو توحيد الجهود الضاغطة، وأن تكون متناسقة مع حملات الحكومات العربية بالاستعانة بوسائل الاعلام والمؤسسات الاقتصادية وجمعيات حقوق الإنسان. ولاشك أنه من الضرورى مشاركة المؤسسات والبرامج الدولية لحوار الأديان والتنسيق معها لدعم اللوبى العربى عند طرح قضية القدس ووضعها وحماية المقدسات الموجودة بها التى تخص الديانات السماوية الثلاث، والتى تتعرض يوميا للانتهاك والتدمير الإسرائيلي. تامر محمد حمدي باحث فى العلوم الإنسانية والاجتماعية