العرب والانتخابات الأميركية موسى ابو عيد في السباق إلى البيت الأبيض ما يهمنا نحن العرب هو موقف مرشحي الرئاسة من القضايا العربية وعلى رأسها الحقوق الفلسطينية ولبنان والحرب على العراق وعلى العموم فهذه القضايا هي التي يجب أن تحكم علاقتنا بالولاياتالمتحدة الأميركية فبقدر اقترابها منا نقترب منها ونحن لا نكن أي عداء أو ضغينة للشعب الأميركي.
ونحن نعلم جيداً أن تعقيدات كثيرة تتحكم في الانتخابات الأميركية وفي سياسة أميركا الخارجية مع دول العالم ومن بينها دول الوطن العربي بغض النظر عن تنوع مواقفها السياسية من العديد من القضايا، ونعلم جيدا مدى قوة ونفوذ اللوبي الصهيوني في أميركا وبطبيعة الارتباطات والعلاقات بالانتخابات الأميركية،
فعلاقة المرشحين باللوبي الصهيوني علاقة نفعية متبادلة فهم بحاجة للأموال للإنفاق على حملاتهم الانتخابية وبحاجة للدعاية والإعلام الصهيوني الواسع الانتشار والتحكم في المجتمع والسياسة الأميركية وبالمقابل فإن المرشحين عموما لا ينفكون عن تقديم الوعود بالالتزام بتقديم الدعم والتأييد للكيان الصهيوني في حال وصولهم إلى المكتب البيضاوي.
كما أن من يتولى سدة الرئاسة في الولاياتالمتحدة ليس مطلق اليدين في اتخاذ ما يشاء من مواقف وسياسات فهناك مجموعة من الاعتبارات تتحكم في السياسة الأميركية الداخلية والخارجية ممثل المصالح العامة ومجموعة اللوبيات الضاغطة بدأ من أصغر شركة حتى مصانع السلاح وشركات البترول وغيرها من الشركات العملاقة.
ونقول هذا الكلام حتى لا نعطي اللوبي الصهيوني حجماً اكبر من حجمه وحتى لا ييأس يسعى العرب الأميركيون من ممارسة دورهم السياسي والانتخابي خلال هذه الحملة الانتخابية وفي حملات أخرى قادمة وحتى يمارسوا دورهم السياسي بشكل عام في الحياة الأميركية، وكذلك حتى لا تقف الدول العربية موقفاً محايداً من الانتخابات الأميركية وتكتفي في انتظار الواصل إلى البيت الأبيض لتقديم التهنئة له ثم التعامل معه.
وفي انتخابات 2008 سنحاول التعرف على مواقف أبرز مرشحي الرئاسة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري من القضايا العربية ونظرتهم لمنطقتنا العربية والإسلامية وقضايا ما يسمى ب «الإرهاب». فعن الحزب الديمقراطي فإن هيلاري كلينتون وباراك اوباما هما المرشحان لمنافسة الجمهوريين على انتخابات الرئاسة في نوفمبر القادم.
فهيلاري كلينتون مواقفها معروفة من القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية وقد سبق لها وان زارت القدسالمحتلة وأعلنت من هناك تأييدها للكيان الصهيوني وحتى ذهبت ابعد من غيرها بإبداء تأييدها لإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني. أما المرشح أوباما فقد أظهر غضبه الشديد من الأحاديث الصحافية التي أشارت إلى إسلامه فقال «لم اعتنق الإسلام يوماً»
وأعلن رفضه التام لحق العودة للاجئين الفلسطينيين والتزامه المطلق «بأمن دولة إسرائيل ويهوديتها» وفي رسالة وجهها لمندوب أميركا في الأممالمتحدة زلماي خليل زاد حثه على عدم تأييد قرار من مجلس الأمن الدولي حول فك الحصار عن غزة وتحميل إسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع هناك وتجويعها وحصارها لسكان قطاع غزة.
أما حول العراق فمواقف هيلاري واوباما لا تخرج عن مواقف الحزب الديمقراطي عموما والداعية إلى الانسحاب من العراق بأسرع وقت ممكن وتحميل الجمهوريين مسؤولية التورط في العراق.
أما مواقف مرشحي الحزب الجمهوري من القضايا العربية والصراع العربي الصهيوني فهي مطابقة مع مواقف الرئيس الأميركي جورج بوش والمتمثلة في التأييد المطلق للكيان الصهيوني وضمان التفوق العسكري على جميع العرب والالتزام بيهودية الدولة الصهيونية وضمان أمنها،
وبالنسبة للحرب التي تخوضها القوات الأميركية في العراق فالمرشحون يتسابقون في إبداء تأييدهم المطلق للحرب هناك فجون ماكين يعلن في آخر مناظرة له انه مع بقاء القوات الأميركية في العراق ولو «لمدة 100 عام أخرى إذا اقتضى الأمر ذلك»
وأضاف انه فخور بدعمه للرئيس بوش بل أبدى موقفاً أكثر تطرفاً بوعده «بحروب أخرى». وكذلك الأمر بالنسبة لبقية المرشحين الجمهوريين فقد أعلنوا عدم موافقتهم على سحب القوات الأميركية من العراق حتى «يتحقق النصر» حسب ادعاءاتهم.
هذه لمحة سريعة عن مواقف المرشحين الأميركيين لانتخابات الرئاسة نضعها أمام أعين العرب في أميركا خاصة والذين عليهم التحرك بشكل خاص على صعيد الانتخابات النيابية لاختيار أعضاء مجلس النواب ال 435 وثلث أعضاء مجلس الشيوخ ففي اعتقادنا أن لديهم القدرة على إيصال بعض الأعضاء المؤيدين لقضايانا العادلة والذين أيضاً يمكنهم الدفاع عن قضايا العرب والمسلمين في أميركا. عن صحيفة البيان الاماراتية 2/2/2008