شهدت القاعة الرئيسية للمجلس ندوة تحدثت فيها الروائية الايطالية اليسا فيريرو والناقد احمد رشاد حسانين والروائى احمد عبداللطيف والروائى الجزائرى سمير قسيمى والروائية اللبنانية سونيا بوماد ورأس الجلسة الدكتور شاكرعبدالحميد الذى كان قد أصدر من أعوام قليلة كتابا ضخما عن الغرابة والفن. قال عبدالحميد ان موضوع الجلسة شديد الخصوصية إذ نتحدث عن مفهوم الغرائبية والعجائبية والفانتازيا . وقالت فيريرو ان الغرائبية تظهر بوضوح فى قضايا المراة العربية واختراق الحياة السرية لها, سواء كاتبة او مكتوبا عنها, فقد حدث اختزال لها في فكرتين أساسيتين: إما جسد المراة، او المرأه المهدورة الحقوق. وقالت بوماد ان السرد الادبى دخل الى الاسطورة وزاد من سحرها وابراز جمالياتها , فبدلت الاسطورة حالنا وحفزت العقل على العمل والغوص فى المجهول, وهنا تعود الاسطورة من حفريات الأنثروبولوجيا(علم الإنسان الأول) لتدخل الى الادب من اوسع ابوابه كحالة تحرر مما علق بالانسان و ثقافته وعقله من تراكمات . وقال أحمد حسانين ان الرواية الفنية والعناصر الروائية تستند الى مستويين وفقا لرؤية الكاتب, المستوى الواقعى لسرد الاحداث وتطورها ثم المستوى السردى العجائبى, وكما فى رواية " شجرة العابد " لعمار على حسن نرى المستوى الاول فى الاحداث التى كانت تجرى فى مصر فى اثناء فترة الحكم المملوكى فى مراحل ضعفه وتدهوره وصراع السلطة على الحكم , ثم المستوى الثانى فى الرواية وهو المستوى العرفانى والعجائبى, فنرى صراعا محتدما حول الشجرة الرمز التى تمثل تطلعا وتشوقا وطموحا متعدد المستويات. وذكر قسيمى ان الرواية الجزائرية الجيل الثالث تحمل هواجس سردية تختلف عن تلك التى ميزت جيل التأسيس والجيل الذى يليه. فهى تكتب وفق تقنيات رسخها انفتاح الروائى الجزائرى على التجارب العالمية الاخرى, كما لعب الواقع الجزائرى دورا فى التمكين لرواية الجيل الثالث التى تتشارك فى عمومها فى اسئلة تتعلق بشكل واضح بالوجود . وذكر أحمد عبداللطيف ان الروايةالغرائبية ليست رواية الواقعية السحرية التى تقوم على التراث الشعبى او ما يمكن ان يسمى بالفانتازيا الشعبية, وان كانت تتشابه معها, فهى رواية تتخذ من الخيال الفردى فانتازياها الخاصة دون ان يكون لذلك سند فى الواقع. واضاف ان الفن الروائى لا يطمح ان يكون صورة فوتوغرافية او فيلما وثائقيا بقدر ما يطمح ان يطرح قضايا خالدة تمس الانسان وازماته .