أصبحت مهنة المذيع فى الآونة الأخيرة مهنة من لا مهنة له، أو مهنة كل المهن، وبالرغم من أنها إحدى أدوات تشكيل الرأى العام، وارتبطت على مدى السنوات الماضية بجيل من العمالقة والرواد كانوا ملء السمع والبصر بمكانتهم بين الجمهور، ومنهم طاهر أبوزيد، وجلال معوض، وفهمى عمر، وسامية صادق، وعواطف البدرى، وأحمد فراج، وأحمد سمير، وسهير الإتربى، ومحمود سلطان، وزينب سويدان، وكامل البيطار، وغيرهم، إنما الصورة الآن اختلفت ولم نعد نرى مثل هذه النماذج بالرغم من انتشار القنوات الأرضية والفضائية، ودائما نعود بالذاكرة لاسترجاع برامج هؤلاء العمالقة. ونتساءل حول تراجع مهنة وكيفية استعادتها فى ظل تخبط فى الأداء من الكثيرين على الشاشات، وحول ذلك يقول الإعلامى فهمى عمر: لم أعرف على أى أساس أصبح من نراهم على الشاشات مقدمى برامج، هل لأنهم نجوم فى الكرة، أو نجوم فى الفن والرقص، أو حتى صحفيين، إننى أرى هذه المهنة فى خطر فليس كل نجم فى مجاله يمتلك القدرات الخاصة ليجلس على كرسى المذيع، وكل التقدير للجميع، ولكن لابد من وضع ضوابط، وأضرب مثالا بشخصى، حيث لم يكن الطريق مفروشا بالورد، بل خضت 6 اختبارات حقيقية على أعلى مستوى من الانضباط والجدية تشمل جميع المعايير من الثقافة العامة والصوت والحضور واللغة العربية والرؤية والحس السياسى والاجتماعى، أما الآن هناك مذيعون لا يعرفون عدد محافظات مصر أو المدن التى تقع فيها، ولذلك نراهم يخوضون فى أمور بعيدة كل البعد عما يفيد المجتمع. واستنكر فهمى عمر أداء الكثيرين من المذيعين فى الإعلام الخاص، واعتبر أن أفضل مقدمى البرامج هم أبناء ماسبيرو لأنهم يعرفون التقاليد الصحيحة للإعلام، وتحصنوا بالبداية المهنية الصحيحة، واجتازوا الاختبارات الفعلية والقوية فى بداية عملهم، وثمن على أداء أبناء ماسبيرو، خاصة أنه استعانت بهم الفضائيات فى برامجها، حيث اعتبرهم الأفضل والأكثر مهنية وموضوعية على الشاشات. وتقول د. جيهان يسرى عميدة إعلام القاهرة إن منظومة الإعلام بأكملها تحتاج إلى تشريعات لتنظيمها. ودور المذيع ليس بمنأى عن ذلك. وحتى الآن عنصر تقديم البرامج لايخضع لأى معايير أو ضوابط خاصة فى الفضائيات الخاصة، التى تستعين بشخصيات فى تقديم البرامج لم يلمسوا الميكروفون من قبل، وكل من تمت استضافته 4 حلقات يمكنه العمل مذيعا، فالعملية تخضع لحسابات وعلاقات شخصية، وهو ما أثر على الأداء بشكل كبير، وتضيف يجب أن يلعب معهد اتحاد الإذاعة والتليفزيون دوره فى تأهيل وتدريب كل من يعمل فى هذه المهنة، ويكون عمل المذيع بالحصول على شهادة من المعهد . وتقول د. هبة شاهين إن الدخلاء على هذه المهنة أفقدوها مكانتها والاختيارات وملاك الفضائيات الخاصة، أحد الأسباب الرئيسية فى تراجعها باختياراتهم غير الموفقة، فجاء مردود ذلك سيئا فى الكثير من المواقف التى تهم الشأن المصرى داخليا وخارجيا، وتقول هذه المهنة لايمكن تركها للاستثمار لأنها تشكل العقول، وتشكيل العقول يحتاج إلى إعلامى متخصص ويمتلك أدوات معينة، بخلاف مانراه على الشاشات حاليا، ولذلك أطالب فى التشريعات الإعلامية الجديدة بأن يتم وضع معايير وضوابط بجانب مضمون الرسالة الإعلامية خاصة بعنصر المذيع، ومن هو المذيع فهى ليست مهنة نجوم والسلام.