ليست وسيلة للتجسس .. التضييق ... وخنق حركة البشر ... ومطاردة لهم ... ولكنها وسيلة يتم تطبيقها فى أكثر الدول حضارة وتقدما لكشف الجريمة . إنها كاميرات المراقبة التى تسهم بشكل كبير جدا فى ضبط سلوك الناس ، وضبط المتهم بارتكاب الجرائم ... وربما وجودها يسهم فى وضع ثقافة الالتزام خوفا من العقاب ، وبالتالى يجب وضعها ليس فقط فى بعض الشوارع والميادين الرئيسية ، ولكن يجب تعميمها فى جميع الشوارع والميادين والمؤسسات والمنشآت الحيوية ، وبشكل احترافى ودقيق وبإمكانيات متميزة ، حتى لا يفلت المجرم من العقاب ، وحتى لا نعيش دوامة شيوع الإتهام ، أو يصبح عرضة لوجهات النظر دون سند حقيقي.
اللواء مجدى البسيونى الخبير الأمنى يوضح إن نظام المراقبة الإلكترونية من خلال نشر الكاميرات فى الميادين العامة قد تم تطبيقه بعدد من دول العالم التى قد يزيد سكان بعضها عن مليار نسمة كما فى جمهورية الصين مثلا وقد ساهم ذلك فى ضبط حركة هذه الحشود الكبيرة من البشر، والحد من الجرائم وبعض السلوكيات الخاطئة وتأتى أهمية المراقبة الإلكترونية فى الوقت الراهن تزامنا مع انشار اعمال الإرهاب والبلطجة التى تزايدت فى الفترة الأخيرة .
وتعد هذه الكاميرات لاحقة للكشف عن شخصية الجانى إما بالوجه أو بالجسم أو ببصمة الحركة وليست استباقية بمعنى أنها لا تحول دون وقوع الجريمة الا فى حالات ويؤكد ضرورة وضع هذه الكاميرات فى جميع الشوارع والطرقات والأحياء والمجمعات التجارية مشددا على أن يكون ذلك ضمن شروط إصدار التراخيص للمحال والمنشآت التجارية وعدم إصدارها إلا بعد التأكد من قيام أصحابها بوضع إضاءة مناسبة وكاميرات للمراقبة ليس فقط بداخل المحل ولكن ايضا خارجه فالجانى لن يقوم بأى فعل خارج على القانون الا فى الظلام ولذلك التشديد على وضع إضاءة كافية خارج المحل لكى يمكن الأجهزة الأمنية من التعرف على أوصاف الجانى مع ضرورة وضع الكاميرات وبهذا لن يفلت أى مجرم من العقاب فالشارع بأكمله سيكون تقريبا اذا ما طبق هذا النظام تحت المراقبة الأمر الذى قد يحول بشكل كبير من حدوث أعمال عنف وشغب إضافة إلى أنه سوف يساهم فى توفير الوقت والجهد على الأجهزة الأمنية الأمر الذى ينعكس على شعور المواطن بالأمن داعيا أن يكون للمواطن دور فى هذا الجانب من خلال الوعى بأهمية هذا النظام الأمنى لافتا إلى زيادة حجم الطلب فى الآونة الأخيرة على تركيب كاميرات المراقبة فى المنازل والمجمعات التجارية لمراقبة الخدم والعاملين والحماية من السرقة الأمر الذى جعل سيدة تقدم بلاغا فى خادمتها التى تترك معها طفلتها الرضيعة حيث شاهدتها من خلال كاميرا المراقبة التى تنشرها فى بيتها فى أماكن يصعب على الخادمة معرفتها تقوم بضرب طفلتها وتعذيبها .
ويشير الخبير الأمنى الى ضرورة تأهيل العنصر البشرى تأهيلا كافيا، ويتذكر حادثة قسم شرطة المنتزه الأخيرة استطاعت الكاميرا رصد شخص يحمل حقيبة وقام باستبدالها مع آخر وظل يمشى ملتفتا حوله بشكل مريب حتى قام بتفجير الشنطة بالقرب من القسم فلو كان العنصر البشرى الذى يتابع الكاميرا متابعا لهذا المشهد لحظتها لقام بإطلاق بعض الأعيرة النارية أو ما شابه إلا أنه فى الأغلب لم يكن هناك شخص مدرب على متابعة هذه الكاميرا ، كذلك ليس لديه القدرة على التصرف السريع نظرا لعدم التدريب والتأهيل الأمر الذى لن يخلو منهما ان نظام أمنى ناجح وهنا لابد من التشديد على ضرورة تدريب العنصر البشرى الذى يقوم بمتابعة وتسجيل كل ما يعرض على الشاشة وربط هذه الكاميرات عن طريق الإنترنت بسجلات الشرطة التى يسجل بها المسجلون فى المجالات المختلفة الأمر الذى سيساعد فى حل الكثير من القضايا الأمنية وهو الأمر المعمول به فى العديد من دول العالم خصوصا ذات الكثافة السكانية .