· رئيس لجنة حقوق الإنسان ب «محلي» الإسكندرية : هناك عوازل للعبوات الناسفة تمنع الكشف عنها فجر إعلان محافظة الإسكندرية تركيب كاميرات مراقبة بالشوارع والميادين بعد أحداث كنيسة القديسين موجة من اختلاف الرأي حول عملية التركيب بين الخبراء والمتابعين ففي الوقت الذي بارك فيه البعض الخطوة واعتبرها تحمي من الإرهاب وتكشف عملياته الاجرامية وصفها البعض الآخر بأن النظام يستثمر الحادث لفرض قيود جديدة علي الحريات العامة وأن هذه الكاميرات ستسلط علي تحركات النشطاء والسياسيين لمراقبتهم وبين الآراء المختلفة وقفت «صوت الأمة» لتجري التحقيق التالي: بداية يؤكد اللواء رفعت عبدالحميد الخبير الجنائي أن العبرة ليست في الكاميرات ولكن في كيفية متابعة وملاحظة هذه الكاميرات ولابد من وجود كوادر مدربة علي التعامل مع المشتبه فيهم. ويقول الخبير الأمني سامح سيف اليزل أن العالم كله يتجه نحو استخدام التقنية العلمية للدوائر المغلقة لتأمين المدن والشوارع وهذه العمليات التأمينية يطلق عليها دوائر تليفزيونية بوضع كاميرات في الأماكن المراد تغطيتها وتسجيل المترددين عليها وتستخدم علي نطاق واسع بدول العالم الكبري مثل انجلترا والتي استطاعت تحديد شخصية الجناة في عملية التفجير الإرهابي بمحطات مترو الأنفاق وأتوبيسات النقل العام وبالفعل تم القبض علي الجناة بعد تحديد المرتكبين من خلال صور التقطتها الكاميرات وتم الكشف عن شخصيتهم وكذلك في مصر بعد عملية تفجيرات منطقة الأزهر ضد السياح الفرنسيين تم وضع كاميرات في هذا الموقع وجاري التوسع في تركيب كاميرات في دوائر أخري لتسجيل الأحداث خلال 24 ساعة. وأكد اللواء فؤاد علام وكيل مباحث أمن الدولة السابق أن هذا المشروع ذو تقنية عالية وأنه من خلال هذه الكاميرات يمكن التعامل مع الجناة أثناء رصدهم في موقع الحادث قبل التنفيذ. فيما وصف خبراء أمنيون بالإسكندرية نشر كاميرات المراقبة بشوارع وميادين المدينة «بالشو الإعلامي» وليس له قيمة حقيقية في الواقع العملي مؤكدين علي أن هناك أساليب تقنية يتبعها أعضاء التنظيمات الإرهابية قبل تنفيذ تفجيراتهم من شأنها خداع الكاميرات.. بل وأجهزة كشف المفرقعات ذاتها. يقول المقدم محمد محفوظ ضابط الشرطة السابق أن نشر كاميرات المراقبة بشوارع المدينة ليس أكثر من «شو إعلامي» أو «كموفلاش» لا يؤدي إلي معالجة حقيقية أو اجراء واقعي علي الأرض لمنع الجرائم خاصة الإرهابية منها مشيراً إلي أن هذه الكاميرات تحتاج إلي آلاف بل قد يكون لملايين البشر لمتابعة كل ما يجري من ملايين المواطنين بآلاف الشوارع وهو أمر غير منطقي أو واقعي ولا يمكن متابعته ويصل لدرجة الاستحالة البشرية. ويضيف سوف تتحول هذه الكاميرات كالعادة إلي مراقبة شئ واحد فقط وهو تحركات النشطاء السياسيين ورصد وقفاتهم الاحتجاجية السلمية وتجمعاتهم وهو ما يحمل استثماراً من جانب النظام لأزمة الإسكندرية واتخاذها ذريعة لفرض المزيد من القيود علي الحريات بحجة حماية الأمن. ويكشف اللواء عفيفي كامل رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس محلي الإسكندرية ومدير أمن الإسماعيلية الأسبق - عن أن التنظيمات الإرهابية لديها تقنيات متعددة لخداع كاميرات المراقبة وأجهزة كشف فرقعات ذاتها مشيراً إلي الصراع التقني المتواصل بين استحداث أجهزة تكشف المفرقعات وبين أساليب خداع هذه الأجهزة من جانب الإرهابيين. وأوضح كامل أن هناك أنواع من «العوازل» يتم وضع العبوات الناسفة بداخلها وهذه العوازل من شأنها عدم الكشف عن العبوة الناسفة التي بداخلها وتستطيع أن تخدع الكاميرات وأجهزة الكشف عن المفرقعات لأنها لا تظهر للجهاز. ويقول: مازالت الكلاب البوليسية المدربة هي الوسيلة الأولي والفعالة في الكشف عن المتفجرات وهي في ذلك أقوي من أية أجهزة. ويصف كامل تأثير نشر كاميرات مراقبة بشوارع الإسكندرية بأنه معنوي وسوف يأتي بأثر ايجابي - علي حد تعبيره - لأن علم المجرم بأنه قد يتم رصده من قبل كاميرات مراقبة سوف يجعله يفكر ألف مرة قبل ارتكابه أية جريمة وهو تأثير نفسي ومعنوي قبل أن يكون مادياً.