في إطار السياسات الاجتماعية الداعمة للأسرة المصرية تم أمس تكريم الأمهات المثاليات علي مستوي الجمهورية وقد أكدت غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي أن الاحتفال بعيد الأم هذا العام يأتي وفق الشروط والمعايير التي تم وضعها والتي تؤكد إعلاء القيم الإنسانية وترسيخ معني الأسرة وقدرتها في الحفاظ علي تماسكها وترابطها وإيجاد التوازن بين المسئوليات المتعددة واحتضان ورعاية الأبناء واحتوائهم بالعطف والحنان وقد قامت إحدي شركات بيع الذهب تقديم أطقم ذهبية للأمهات الثلاثة الفائزات والأم البديلة وأم لذوي الاحتياجات الخاصة مما يؤكد ويعزز القيم الإيجابية ونشر المودة والرحمة والتعاون بين أفراد الأسرة، والتزام الأسرة بمنظومة القيم والهوية الوطنية ومعيار كفاح الأسرة والقدرة علي التماسك في مواجهة التحديات والصعاب.ومن بين الأمهات المثاليات سميرة فرحات أحمد محمد من الفيوم وصفاء محمد خليفة عسر من أسيوط ، ومني عبد القادر أحمد محمود من محافظة أسيوط والتي حصلت علي المركز الثالث، فيما تم اختيار الأم البديلة من الأمهات المثاليات وهي إيناس علي علي بارومة من محافظة الغربية، ودولت شافعي محمد من القاهرة والتي حصل أحد أبنائها علي بطولة دولية وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة.وقد تم اختيار آمال حسن جابر أبو الدهب من الجيزة ، ومن الأمهات المعيلات تم اختيار صيصة أبو دوح النمر من محافظة الأقصر.وعن سميرة فرحات 50 عام والتي حصلت علي المركز الأول، فقد تزوجت عام 1980 من مدرس بالتربية والتعليم وبعد الزواج بفترة قصيرة توفي زوجها الأول بفيروس سي دون أن تنجب منه أولاد، فتزوجت من شقيق زوجها وكان يعمل مدرسا بوزارة التربية والتعليم وأنجبت منه إبنان ثم توفي الزوج بنفس مرض أخيه، فقامت بعد ذلك برعاية أبنائها والقيام ببعض الأعمال الحرفية للصرف عليهما حتي تخرجهما من الجامعات، وقد شجعت الأم أبنائها علي عدم انتظار الوظائف الحكومية فعمل الإبن الأكبر بأحد شركات القطاع الخاص، والآخر يعمل في بعض الأعمال الحرة والحرفية ومعاونة والدته، وسميرة الأم لها أنشطة اجتماعية متعددة فهي ممن ساهمن في حل مشكلة اسطوانات الغاز في محافظة الوادي الجديد كما تعمل علي تعليم بعض سيدات قريتها وبعض الأعمال الحرفية صديقة البيئة فهي عضو بإحدي الجمعيات التي تعمل في مجال نشر الوعي البيئي بالمحافظة ومازال كفاحها مستمرا. وصفاء محمد خليفة الحائزة علي لقب الأم المثالية الثانية 52 سنة تبدأ قصتها عندما تزوجت عام 1985 من سائق سيارة أجرة كان يكسب قوته يوما بيوم وقد رزقت الأم بثلاث بنات وظلت تبحث عن عمل بمساعدة زوجها الذي توفي عام 1996 وكان عمر الأبنة الكبري 9 سنوات والصغري 4 سنوات، ورفضت الزواج بآخر وأصبح كل اهتمامها ببناتها وقامت برعايتهن علي راتبها ومعاش زوجها وقيمته 60 جنيها وقد شجعتهن علي الاستذكار والاجتهاد ومواصلة الليل بالنهار وتخرجت البنات من كليات القمة وما زال عطائها مستمرا لبناتها بعد تزويجها الكبري. أما مني عبد القادر الحاصلة علي الجائزة الثالثة كأم مثالية علي مستوي الجمهورية فقد توفي زوجها عام 1989 عن عمر يناهز 45 عاما وترك لها أبناء قصرا منهم إثنان ذكور معاقين (صم وبكم) وكان دخل الأسرة حوالي 45 جنيها، ولأنها تتمتع بالصبر والجلد والإيمان ظلت عاكفة علي رعاية أبنائها حتي أتموا تعليمهم، فحصل الإبنين المعاقين علي دبلوم المدارس الثانوية الفنية وحصلت الابنة علي ليسانس، وقد قامت الأم بتدبير شئون ميزانيات المنزل والمواءمة بين الإيرادات والمصروفات حتي تستطيع تدبير النفقات المعيشية لأبنائها ومصروفات دراستهم وقد أصرت علي إتمام دراستهم وتحملت مسئولية تزويجهم وهم يعيشون جميعا تحت سقف واحد وقد أدت الأم رسالتها علي أكمل وجه وما زال عطاؤها مستمرا. الأم المثالية البديلة أما عن الأم المثالية البديلة إيناس علي بارومة فهي أرملة منذ 9 سنوات وقد بدأت رحلة الكفاح منذ أن تزوجت من سائق لا يكفي إيراده بضعة أيام ولكن بصبرها وتحملها حرصت علي رعاية أبنائها وأمها التي أصيبت بشلل وظلت قعيدة لمدة 13 عام وأثناء ذلك استضافت إبنة بديلة وهي تقول أنها البسمة الوحيدة في حياتها، وقد أصرت علي تعليمها حتي تخرجت وحصلت علي بكالوريوس خدمة اجتماعية وبالرغم من وفاة زوجها استمرت في رعايتها حتي تمكنت من تزويجها وتجهيزها، وما زالت الأم تقدم للإبنة الدعم حتي بعد زواجها. ماسحة الأحذية آمال حسن جابر أبو الدهب 54 سنة بدأت قصة كفاحها مع أبنائها منذ فترة طويلة وبطلاقها أصبحت الأم والأب في نفس الآن، وقد دفعتها ظروف الحياة الصعبة وقسوتها الي التخلي عن أبسط حقوقها كامرأة مما اضطرها للعمل كماسحة أحذية متنقلة في المهندسين، وهي مهنة غير مألوف عمل المرأة بها ولكنها امتهنتها كي تربي أبنائها ويحصلون علي أعلي الشهادات وقد شجعتهم بكل طاقتها علي استكمال تعليمهم، حيث حصلت الكبري علي بكالوريوس تمريض والإبن الثاني علي بكالريوس هندسة والإبن الثالث طالب بكلية سبياحة وفنادق والرابع طالب بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية والخامس طالب بالصف الأول الثانوي ولم تكتف الأم بذلك بل التحقت بالجامعة المفتوحة حتي تستكمل تعليمها وهي الآن طالبة بالسنة الثانية بكلية الخدمة الاجتماعية. صيصة الأم المعيلة أما صيصة أبو دوح النمر حسانين 65 سنة أمية، فقد تركها زوجها فقد بدأت رحلة شقائها منذ ما يقرب من 40 عام وهي حامل في شهرها السادس دفعتها ظروف الحياة الصعبة وقسوتها الي التخلي عن أبسط حقوقها كأمرأة مما اضطرها لحلق شعرها لمدة 43 وتتنكر في زي الرجال بسبب العادات والتقاليد التي تمنع عمل السيدات بمهنة رجال وليست هي المرة الأولي، فصيصة عملت في السابق في اعمال البناء وصناعة الطوب اللبن وصناعة القمح والمدافن، ولم ترتد زي النساء سوي مرتين عند آداء العمرة وما زالت تكافح من أجل ابنتها وزوج ابنتها المريض وأحفادها.