"محدش إنتهك شرفى.. اللى انتُهك شرفها هي مصر.. وهكمل للنهاية علشان أجيب حقها.. مش هتقدروا تكسرونى ياعسكر".. هذا هو ماقالته سميرة ابراهيم بطلة قضية كشف العذرية على موقعها فى "تويتر" بعد صدور حكم ببراءة الطبيب المتهم فى القضية من محاولة كشف عذريتها. ورغم أن تعليقنا على حكم قضائى حتى لو كان صادراً عن محكمة عسكرية ليس مقبولاً لكننا سنفترض - وهذا ليس من حقنا - أن الحكم ليس عادلاً وأن سميرة قد ذاقت الظلم منه على خلفية سياسية لكن السؤال الذى حيرنى عقب "تويت" الفتاة سميرة ما علاقة الواقعة بشرف مصر..؟! إن شرف مصر أكبر وأعز بكثير من أن يتم وصفه بالإنتهاك بسبب ممارسات فردية .- ان كانت قد حدثت - حتى لو كانت ممارسات "وضيعة" من البعض سواء من هنا أو هناك ألا تعلم سميرة وزميلاتها وزملاءها كم من أمم حاولت أن تعتدى وتنقض على مصر تلك التى تتحدث عنها وتنتمى إليها بحكم مولدها وكان مصيرهم الطرد والخروج المهين, بل والانكسار أمام جنود مصر الذين تصورهم وكأنهم قد تركوا كل من هو أمامهم وخلفهم ليحاولوا أن يكسروها هى ..! نعم بعض "فيشات" الفيسبوك وقفت تلطم الخدود على الحكم ببراءة الضابط المتهم وتضامنت مع قضيتها وأعتبرتها رمزاً جديداً من رموز كثيرة باتت عناصر جذب مطلوبة للمزايدات بين الساسة الجدد وبعض المرشحين المحتملين للرئاسة وبين المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى اطار معركة الكر والفر لكسب أصوات انتخابية من الشباب. ونرى أيضاً بعض المواقع المؤيدة لكل مايسئ الى المجلس العسكرى والقضاء مادام لم يصدر أحكاماً تسير على هواها وهى تعرب عن غضبها من حكم البراءة، بل والاساءة الى الطبيب المتهم البرئ .. ولكن ألم ترى سميرة ورفقاءها أن هناك أيضاً عشرات الملايين من المصريين الذين مر عليهم خبر البراءة دون "إكتراث" وأن باقى سيدات مصر لم ينتفضن أو يخرجن ولم يتوجهن معها وهى تتوجه إلى مقر وزارة الدفاع متظاهرةً رفضا ً للحكم.. وأن أحداً من بين كل هؤلاء لم يتحدث عن شرف مصر الذى إنتهكه الحكم بالبراءة لضابط مصرى!! إن الوهم الكبير الذى خلقه وكرسه الإعلام الجديد فى مصر بعد الثورة بعيداًعن حكم القضاء العسكرى فى قضية سميرة فى عقول الكثير من الشباب والنجوم الجدد - بهدف إشعال نيران المزايدات السياسية - أنه جعلهم يصدقون أنفسهم ويقنعونها إلى درجة اليقين أنهم "المتحدثون الرسميون بإسم مصر" أما غيرهم فلا وجود لهم وغير فاهمين ولا يملكون وعى أفكارهم النيرة.. لقد كرس هذا الإعلام لديهم أن عقولهم وحدهم تملك العصا السحرية والوحى لقيادة هذه الأمة "الشريدة" التى لاصلاح ولافلاح لها إلا بهم هم.. هم فقط! أما باقى هذا الشعب.. وغيرهم من ملايين الشباب الذى لايجاريهم فى ثورية الشارع, وتلك الأقلام التى لاتصفق لهم ولا تنافقهم أو تتمسح فيهم فهى عندهم "خائنة" للوطن وللثورة و"قليلة الرباية" وكلها من فلول الزمن الماضى الذى لم يمر عليه إلا عام واحد, أما هم فلم يولدوا إلا مع مولد الثورة المباركة الميمونة التى جعلتهم نجوماً فى سماء مصر, التى لن تبقى إلا بهم فقط أما أى إعتداء عليهم فهو إنتهاك لشرفها هى..! أيها السيدات والساسة.. مصر ستبقى بكم أو من غيركم وشرفها لا ينتهكه أحداً لأنها على مر عصورها كانت إما أن تعيش حرة شريفة.. أو شهيدة دفاعاً عن هذا الشرف.. وهى لاتترك نفسها أبداً ولاشرفها لإنتهاك ثم تأتى بعد ذلك وتبكى على ضياعه. أما أنت ياسميرة - إن كان كل همك من القضية هو مصر وشرفها - فلاتبالى ولاتحزنى لأن شرف مصر فوق أى قضية حتى لوكانت قضيتك..! المزيد من مقالات حسين الزناتى