جاءت براءة الطبيب المتهم بكشف العذرية لتلهب الأحداث فى مصر من جديد وكان لابد من أن نفرد مساحتنا للإختلاف لهذه القضية التى ستزداد سخونة خلال الأيام المقبلة فبعد ان تظاهر المئات من المواطنين في شارع طلعت حرب متجهين إلى مجلس الشعب اعتراضاً على الحكم الذي أصدرته المحكمة العسكرية أمس الأحد ببراءة المجند الطبيب أحمد عادل في القضية المعروفة "بكشف العذرية". وأشار المتظاهرون إلى أنها ليست المرة الأولى التي تصدر فيها أحكام براءة ضد مرتكبي جرائم في حق الثوار، مشددين على وجوب اتخاذ مواقف حاسمة تجاه تلك القضايا. جدير بالذكر أن المحكمة العسكرية قامت أمس بإصدار حكم ببراءة المجند الطبيب احمد عادل من قيامه ب"كشف عذرية" سميرة إبراهيم في أثناء احتجازها فى السجن الحربى على خلفية اتهامها بالقيام بأعمال شغب وتعد على منشآت حيوية واستخدام مولوتوف وتعدى بالسب والضرب على قوات الامن، وهي القضية التي تم حجز سميرة بمقتضاها في السجن الحربي، وتم الحكم وقتها على سميرة بالحبس سنة مع إيقاف التنفيذ. هذا وقد أكد "العقيد إيهاب صلاح الدين" المتحدث باسم القضاء العسكرى أن القضاء العسكرى شأنه شأن القضاء المدنى يحكم بالأوراق وشهادة الشهود ولا يتأثر بأى ضغوط خارجية أيا كانت. وذكر المتحدث باسم القضاء العسكرى في مؤتمر صحفى بناء على طلب بعض أجهزة الإعلام أنه تم إعداد بيان صحفى وقال: إن القاضى حكم ببراءة المتهم من التهم الموجهة إليه بقرار الاتهام فى القضية رقم 918/ 2011ا المعروفة إعلاميا بقضية كشف العذرية، برئاسة العميد مجدى عقل". ثم طلب المجند الطبيب أن يتحدث للإعلام، مؤكداً أنه اليوم فقط يستطيع أن يرد بعد أن أنهى فترة تجنيده وعاد شخصاً مدنيا يحق له الحديث وقال: " لقد سمعت إساءات كثيرة تخص شرفى وأسرتى المتدينة ولم يحاول أحد من الإعلاميين التدقيق ولم أكن أستطيع الرد لوجودى فى الجيش وكانت كل أحاديث الشاكية افتراءات وادعاءات لا يصدقها عقل وكلام كله ملفق هدفه الانتقام من الجيش فى شخصى". وحكى الطبيب أحداث يوم 10 مارس وقال :"كان هناك عدد كبير مقبوض عليهم نحو 200 إلى 300، فكيف أخرج بنات فى وسط ذلك كله وأقوم بالكشف عليهن؟ وأضاف كلام سميرة كله متضارب وفى البداية قالت إن ضابطا كشف عليها ثم غيرت رأيها، وسميرة لم تتعرف على فى أول جلسة رغم أنها تدعى أنى آذيتها وأهنتها فكيف تنسى شخصا فعل ذلك. وتساءل أحمد لماذا يقف طبيب مثلى داخل قفص؟، وعندما ظهر التأثر عليه، طلبت منه المحامية هويدا مصطفى أن يروى الأحداث بالتفصيل وذكر: "فى كل مرة نقوم بالكشف الظاهرى على المحتجزين لتعرف هل بهم إصابات ظاهرة أو كسور تستلزم الرعاية الطبية لأن المحبوس مواطن من حقه كل الرعاية وأكون مسؤلا عنه أمام الله قبل أى شخص ثم نسأل الفتيات شفويا إذا كانت "بنت أم مدام" للنعرف إن كانت حاملا فيكون لها رعاية خاصة. وألمح الطبيب إلى أن الفتيات المحتجزات فى هذا اليوم حدثت منهن تجاوزات عديدة أذهلتنى، حيث سألت إحدى الفتيات إن كانت آنسة فقالت "زى ما إنت عايز"، فسألت السجانة وكانت تقف معى عن معنى ذلك وأخرى لم تكتب سوى اسمها وقالت لأنى رفعت قضية نسب على والدى !!". وأكمل ، "ثم تأتى سميرة بعد ثلاثة أشهر من الواقعة وتقول: إن ضابطا قام بالكشف عليها وبعد ثلاثة أشهر أخرى قالت جندى صورنى ولا نعرف أى جيش الذى يسمح بذلك، وأضاف أنا كنت بأخدم بلدى سواء رضى الناس أم رفضوا وسعيد إنى كنت أخدم بلادى فى وقت لم نكن نذهب لمنازلنا إلا كل 55 يوما وبرغم ذلك تحملت أسرتى إساءات لمدة عام كامل من الإعلام بشكل متجاوز دون أن يحاول أحد إنصافى أو أن يكون موضوعى ويسأل أين هذه الصور التى ادعوا أنها صورناها؟. ومن جهتها تحدثت المحامية هويدا مصطفى لتؤكد أن مؤسسة فريدوم هاوس والعفو الدولية حاولت التأثير على القضاء ونشر بالأمس تصريح لها فى أحد الصحف الخاصة تقول: قضية العذرية فرصة ذهبية للمجلس العسكرى ليصالح معارضيه. وفجرت المحامية مفاجأة بصدور قرار لم ينتبه إليه أحد من هيئة مفوضى الدولة جاء فيه أن قرار القضاء الادارى بوقف تنفيذ كشوف العذرية على الفتيات لا يمكن تنفيذه وهو والعدم سواء لعدم وجود قرار ادارى ينص على إجراء كشوف عذرية. وقالت إن القضية كانت تقتضى الحفظ من البداية، لولا الضغط الإعلامى والمنظمات الدولية التى رأتها فرصة للإساءة لمصر كلها. قال د. أحمد عادل، طبيب مجند والمتهم فى قضية كشف العذرية المعروفة بقضية سميرة ابراهيم، إنه تعرض لضغط إعلامى كبير، ولم يفكر أحد فى سماع رده حول الموضوع، مضيفاً: لم يوجد أى دليل يثبت ما قالته سميرة ابراهيم، صاحب الدعوى القضائية، وهذا ما أكدته المحكمة ببراءتى، والإعلام أعطى فرصة كاملة للطرف الآخر، ولم يعطنى أى فرصة. وأوضح،أنه كان مجندا بالقوات المسلحة ولم يصح أن يتحدث إلا بعد الانتهاء من الخدمة العسكرية. هويدا مصطفي، محامي أحمد عادل قالت إن القضية أحيلت للقضاء بسبب الضغط الإعلامي فقط, ولو عُرضت علي المحاكم الدولية كانت ستحفظ. من جانبه، أكد أحمد حسام، الممثل القانونى لسميرة ابراهيم، أن ملف كشف العذرية كان لا بد من أن يحفظ هو وملف قضية قتل متظاهرى ماسبيرو، بأوامر عليا. كانت المحكمة العسكرية قد برأت الطبيب أحمد عادل من تهمة كشف العذرية لسميرة إبراهيم، وعدد من زميلاتها بعد حبسهن بالسجن الحربى، وذك على إثر احتجازها فى أحداث ثورة يناير واتهامها بالقيام بأعمال شغب وتعد على منشآت حيوية، وأرجعت المحكمة قرراها إلى تناقض أقوال الشهود. طالب اللواء ممدوح قطب المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية بإعادة النظر فى حكم براءة الطبيب فى قضية كشف العذرية. وأكد أن موضوع كشف العذرية مهين بكل المقاييس، وغير مقبول على الإطلاق إجراؤه على أى شخص سواء رجل أو امرأة لأنه ينتهك كرامة الإنسان . وقال قطب فى بيان صحفى اليوم الاثنين، إن إعادة النظر فى الحكم سيكون عبرة لأى شخص يقوم بتمثيل هذا العمل المهين. هذا وقد أثار الحكم الذى أصدره القضاء العسكرى أمس ببراءة الطبيب المتهم فى قضية "كشف العذرية" ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعى، التى شهدت حملات تضامن واسعة مع سميرة إبراهيم سواء كان ذلك التضامن من رواد تلك المواقع أو من مرشحين محتملين للرئاسة. عبرت تعليقات رواد تلك المواقع عن غضبهم الشديد من حكم البراءة، كما قوبلت تصريحات الطبيب أحمد الموجى المتهم البريء بالقضية بموجة من الغضب والرفض والتشكيك فى صحتها أدت إلى شن حملة من الهجوم عليه. من جانبها كتبت سميرة إبراهيم على حسابها الخاص على موقع تويتر فى أول رد فعل لها بعد صدور الحكم "محدش انتهك شرفي.. اللي انتُهك شرفها هي مصر.. وهكمل للنهاية علشان أجيب حقها.. مش هتقدروا تكسروني ياعسكر"، وتوجهت إلى مقر وزارة الدفاع معلنة احتجاجها على الحكم حيث شارك عدد من النشطاء مثل نوارة نجم وأسماء محفوظ وغادة كمال ورشا عبدالرحمن وغيرهم فى وقفة تضامنية معها. وعلق الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، المرشح المحتمل للرئاسة، على الحكم عبر حسابه على تويتر "الانتهاكات لا تسقط بالتقادم.. وحق كل رجل أو امرأة لن ننساه بمرور الوقت.. حقوقنا وكرامتنا سننتزعها بأنفسنا".