من حقنا أن نزهو بخلق المرأة المسلمة الشريف، فقد حماه الاسلام من مساوئ الحرية الواسعة التى نالتها المرأة فى بعض المجتمعات الغربية، ووقاه من التطور الخطير، الذى يحث على العبّ من كأس الإباحية والمجون والفسق والفجور، وحفظه من إغراءات العهر، ونداءات الفحش، وقبح تقليد بعض نساء أوروبا فى التبرج والاستجابة للمنع المحرمة، والرذائل الممقوتة، والشهوات البذيئة. وما أعظم الإسلام لقد جعل خلق المرأة المسلمة هو التصون والاحتشام والعفاف والحياء والاعتصام بالشرف والطهر، والتمسك دائما بالقيم النبيلة، التى ترفض التحلل الأخلاقى، وتمقت الانسياق وراء ما ينافى روح الدين وأصوله وفضائله، وتبغض الدعوات التى تمتدح الهوى والانحراف والفساد. إن خلق المرأة المسلمة الطاهر يؤكد أن الفرق كبير بين الحلال والحرام، والحرية والفتنة والضياع، ويدرك أن الخضوع الفاجر للغرائز والاستسلام الداعم للفسق والعبث، لا تقوم به إلا من فقدت الرشد، ونأت عن الحلال وآثرت الحرام، وابتعدت عن الصراط المستقيم، فانتهت إلى الخسران المبين، وذلك شأن من لا ترجو الله، ولا تؤمن بيوم الحساب، لا تعرف التقوى والشرف والعرض. إن المرأة التى تمزق سبل التستر والتصون، تساند الأعين الجائعة، والغرائز الشرهة، ولا تجلٌ ما أمر الله به، وإنما تؤثر الفساد والشر والإثم. يقول تعالى «قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها». أما المرأة المتبرجة بزينتها وثيابها أو المتكسرة فى مشيتها، أو اللاعبة العابثة فى حديثها فتغرى الرجل بها، وتطمع المنحرفين فيها. إن ديننا يدعو المرأة إلى الالتزام بالوقار والاستقامة فى مشيتها وفى حديثها، ويطالبها أن تتجنب الإثارة والخلاعة فى سائر حركات جسمها ووجهها، فإن التكسر والميوعة من شأن الفاجرات لا من خلق المسلمات الطاهرات.ومجتمعنا يختلف عن المجتمع الغربى وغيره، والأمن فيه إنما يكون لمن سلكت سلوكا مقبولا، بمقتضى قانون خلقي، يستند إلى الدين ففى ضوء الطهر والعفة والقيم النبيلة تعيش المرأة فى ظل إطار نفسى وفكرى تستمد منه أنماطا سلوكية سليمة، وتظفر بينبوع من الشرف والفضيلة والتقوي، تستقى منه الأخلاق الكريمة.. والأخلاق الكريمة هى اساس العلم الصحيح، والعلم الصحيح هو اساس العمل الصالح. يقول سبحانه «فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون»، إن خلق المرأة الشريف امتلك بالصلاة والصيام والزكاة أسلحة قوية منعت الأذى والشر، وصانته من الفحشاء والمنكر والبغي، ومنحته التقوى والطهر وزكاء النفس والخيرات والبركات، أما الحج فحين استطاعه، أعطاه زادا مكينا من النعم والحسنى والفضل والمغفرة والرضوان وكل ما سبق يدفع خلق المرأة المسلمة إلى محاربة كل ما يغرى بالفاحشة، أو يقرب منها، أو ييسر طرقها، ويقرر أنه ليست الحرية إطلاق العنان للغريزة الجنسية تفعل ما تشاء بلا حدود توقفها.إن الحر حقا عنده هو من يتشبث بالمعانى الإنسانية العالية، ويضبط نفسه بضوابط الأخلاق ويتجه بها إلى فعل الخير، وإقامة العدل والحق، وليس هناك فرق بين الذكر والأنثى فى ذلك. يقول الله عز وجل «فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض». إن خلق المرأة المسلمة ينبه إلى وجوب الاهتمام بالتربية الدينية، لإنقاذ الشباب من تحديات العصر وشهواته،وأساليب الغزو الفكرى الخبيثة واعتداءته، ويدعو الى تزويد الطلاب والطالبات بإطار فكرى إسلامى رشيد يصون المسيرة ويحارب الإرهاب والعنف والتخريب والقتل، ويقود الناس إلى حياة كلها عفة واستقامة فما أحسن هذا الخلق الشريف! إنه يطالب كل النساء بالاقتداء به والتمسك بكل فضائله، والحرص دائما على الاهتداء بنوره. الأستاذ بجامعة الفيوم