بانتهاء اليوم الثالث والاخير للمؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ، اتفقت آراء القوى السياسية على الطفرة السياسية والاقتصادية التى حققها المؤتمر لمصر، وأكدوا ضرورة التنفيذ السليم للمشروعات التى تم الاتفاق عليها، لتأكيد المصداقية، حيث يبذل حاليا ائتلاف الجبهة المصرية محاولات لوضع آلية للشراكة المجتمعية بين الأحزاب السياسية والحكومة. وقد كان مقررا أن يتم تفعيل تلك الآلية خلال الاجتماع الأسبوعى لمجلسه الرئاسى أمس بمقر حزب مصر الحديثة، إلا أنه تقرر تأجيل هذا الاجتماع نظرًا لغياب قياداته خارج مصر. وقال ناجى الشهابى رئيس حزب الجيل وعضو المجلس الرئاسى للائتلاف إن الاجتماع الذى كان مقررا عقده أمس كان مخصصا لمناقشة نتائج المؤتمر الاقتصادى وبحث آليات جادة لدعمه، لأنه يمثل طفرة فى تاريخ مصر. من جانبه، أكد عمرو موسى أن المؤتمر حقق نجاحاً غير مسبوق بعد الدعم العربى والأوروبى والأفريقى والأمريكي، مما يضع على كاهل الدولة مسئوليات، أبرزها أن تنجح كدولة فى تنفيذ المشاريع التى تم التوافق عليها، فهناك فرق بين نجاح المؤتمر ونجاح الدولة تحديدًا بعد هذا التمويل والدعم وعليها أن تستفيد منهما، والاقتصاد لا يسير بالمنح، بل بالسياسة والرؤية الجيدة والتخطيط والتنفيذ السليم، حسب توصيفه. بينما أكد سكرتير عام حزب الوفد المستشار بهاء الدين أبو شقة، أن نتائج المؤتمر ليست اقتصادية واستثمارية فحسب، إنما سياسيًة أيضًا، فالمؤتمر حقق انتصارًا سياسيًا كبيرًا لمصر على المستوى الدولي، أعاد لها مكانتها عربيًا وإقليميا وعالميًا، بجانب القفزة الاقتصادية. وكان رئيس حزب الوفد السيد البدوي قد أرسل برقية للرئيس عبد الفتاح السيسى هنأه فيها على النجاح المشرف للمؤتمر . واعتبر نائب رئيس حزب المؤتمر المستشار حسين أبو العطا أن ما شهده المؤتمر من اتفاقيات رسخ صورة الرئيس السيسى كرجل له نظرة اقتصادية بعيدة المدى وأن مصر ستشهد طفرة اقتصادية كبيرة فى عهده، كما اشاد رئيس حزب السادات الديمقراطى عفت السادات بالنجاح الواضح فى تنظيم وإدارة المؤتمر ، والدعم الذى حصلت عليه مصر من الدول المانحة . وعلق على حجم الشفافية والمصداقية الذى تمت به إدارة الندوات والحلقات النقاشية حول سبل تطوير الاقتصاد فى مصر، ومجالات الاستثمار التى يصبو إليها المستثمر الجاد، وما يحتاج إليه من تسهيل الإجراءات، وحركة التداول النقدى إلى داخل وخارج البلاد، حيث تحدث العديد من المستثمرين وأصحاب المشاريع الكبرى مع وزير الاستثمار عن حجم العمل الإجرائى الذى يعرقل العديد من المشروعات الكبري، والذى وعد بدوره بأن تختفى هذه التعقيدات الإجرائية فى غضون الأشهر الثلاثة المقبلة . كما أوضح أن الإصلاح الاقتصادى لا يقتصر على إصدار القوانين، وتعديلها، بالرغم من أن قانون الاستثمار الأخير يستوجب بعض التعديلات، التى أوصى بها كبار الاقتصاديين، إنما الأهم هو إصلاح القائمين على تنفيذها وتطبيقها، حيث يجب العمل على تطوير الأداء الوظيفى فيما يتعلق بالتعامل مع المستثمر وصاحبى العمل المصرى والأجنبي، على حد سواء، ويجب أيضا على الإدارة المصرية تنفيذ وإجراء ما وعدت به من إصلاحات اقتصادية وإدارية، حيث إن التنفيذ الفعلى للإصلاحات على أرض الواقع هو العامل الأهم فى عملية الإصلاح، وحتى لا تضيع جهود من عملوا ودعوا لإنجاح هذا الحدث، ولا نخسر حماس المستثمرين والمانحين والداعمين لمصر المستقبل. وطالب رئيس حزب النور الدكتور يونس مخيون بضرورة إعطاء الأولوية لإعادة تشغيل وتطوير المشروعات المتعثرة أو المتوقفة، مشيرًا إلى أن المؤتمر الاقتصادى يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار السياسي، وانطلاق الاقتصاد المصرى نحو التنمية؛ لتحقيق آمال وتطلعات الشعب المصرى نحو غدٍ مشرقٍ، وعودة مصر لمكانتها عالميًا وإقليميا وعربيًا. ودعا الى ضرورة الاهتمام الجاد بتدريب الأيدى العاملة المصرية ورفع كفاءتها وتأهيلها للعمل فى هذه المشروعات وإعطاء الأولوية لها. وثمن عضو اللجنة الإعلامية لحزب النور محمد صلاح دور الدول العربية وعلى رأسها السعودية، والإمارات، والكويت فى دعم الاقتصاد المصري، لافتًا إلى ضخ الدول الثلاث 12 مليار دولار خلال المؤتمر،تأكيدا لعمق الروابط المتبادلة والرغبة العربية فى الاستقرار السياسى ودعم مصر اقتصاديًا للنهوض بها. وأشاد رئيس حزب الشعب الجمهورى حازم عمر بالحضور العالمى والإقليمى الذى اعتبره نافذة للشركات والمؤسسات الباحثة عن فرص جدية للاستثمار للتعرف على المزيد من أهم المزايا التى يوفرها المناخ الجاذب للاستثمار بمصر وبناء جذور التعاون مع المؤسسات المصرية بما يضمن المصالح للجانبين. ودعا لتوظيف هذا الحشد الكبير للإعلان عن تأسيس منظمة أو هيئة للتنمية الاقتصادية بالعالم تعنى بالدول الفقيرة، وأن تعقد هذه القمة سنويًا بمدينة شرم الشيخ لمناقشة آفاق الاستثمار بالدول الأكثر احتياجًا. فى الوقت نفسه، قرر تيار الاستقلال القيام بعدد من الزيارات لبعض الدول العربية والأوروبية والإفريقية التى شاركت بفعالية بالمؤتمر لتقديم الشكر لقادتها ودورهم فى إنجاح المؤتمر، وأكد رئيس التيار أحمد الفضالى أمس أن وفد الدبلوماسية الشعبية داخل التيار سيبدأ أولى زياراته للإمارات والسعودية والكويت والبحرين.