توقفنا فى الأسبوع الماضي عن سرد أدوات الاستعمار الحديث التى تتفنن الدول العظمى فى تطويرها وتحديثها والاستفادة بتكنولوجيا العصر لاستعمار دول العالم الثالث وعلى رأسها مصر للقضاء عليها وتفيتها وتدمير قوتها العسكرية وتدهور اقتصادياتها حتى تستطيع أمريكا وحلفاؤها الانقضاض عليها وإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط الجديد ذلك المسلسل التآمري الذى لن ينتهى بيننا وبينهم حتى قيام الساعة. وبعدما أعيت الحيل القديمة المستعمر عن تنفيذ مخططه الاجرامى فى انتهاك سيادة الدول والشعوب ومحاولة التدخل المباشر وغير المباشر فى إدارة شئوننا الداخلية والخارجية وذهبت فى مكرها إلى محاولة استعمال الدين فى تنفيذ مخططها بخلق الفتنة الطائفة بين الشعب المصرى بمسلميه ومسيحييه، وتكررت هذه المحاولات كثيرا أيام الرئيس مبارك وبعد الثورة المصرية العظيمة وصولا الى ما فعله دواعش أمريكا فى الشباب المصري بليبيا، لكن كل ذلك عمق العلاقة الثابتة الجذور والأعماق بين لحمة الشعب المصرى وزادهم اصرارا على زيادة أواصر المحبة والصداقة بعيدا عن الديانة . واحتار المستعمر فى أمر مصر والمصريين تلك العقبة الكؤد التى تقف حجر عثرة أمام مخططاتهم الدنيئة ولم يكن الامر بتلك البساطة التى قضى بها المستعمر على العراق وليبيا وسوريا واليمن .. الخ فذهب إلى حيلة أخرى ألا وهى استقطاب الشباب تحت بند حقوق الانسان وانشاء منظمات وهيئات تابعة لأمريكا وحلفائها لتجنيد هؤلاء الشباب وتدريبهم على العمل ضد أوطانهم، واختلفت المسميات ما بين مراكز حقوقية و اخرى بحثية وثالثة رقابية وهكذا إلى ان نجحوا فى إحداث تيار معارض للحكومات داخل الدول العربية ومصر وشاهدنا حركات كثيرة ظهرت على الأرض مثل كفاية .. وغيرها . وجاء مخطط الربيع العربى كإحدى الأدوات الحديثة لدى المستعمر لإسقاط الحكومات والأنظمة الحاكمة ليس بهدف إزاحة الحكام الموالين لهم وأصحاب الحظوة والرضا عليهم من الأمريكان لكن الهدف الأهم والأسمى لهم هو خلق حالة من الفوضى الخلاقة فى عدة دول بالمنطقة فى وقت واحد لإرباك المنطقة من جهة والمجئ بحكام ممن وقعوا اتفاقيات مع الغرب وأمريكا على التقسيم ورسم خريطة جديدة للشرق الأوسط تتوه فيها الحدود وتتقزم معها الدول إلى دويلات صغيرة أشبه بعلب الكبريت ليتم تحريكها من قبل هؤلاء مثل قطع الشطرنج الصغيرة . ومع قيام ثورتى تونس ومصر بدأت خيوط المستعمر الجديد تظهر على الأرض المصرية وظهر عملاء الخارج من المصريين أصحاب منظمات حقوق الإنسان ومراكز الأبحاث وغيرها، وبدأ هؤلاء الصبية فى تنفيذ المخطط الصهيو الامريكى فى التنديد بالجيش المصري ورفع شعارات حكم العسكر والإيقاع بين رجال الشرطة والجيش من جهة والجيش والشعب المصرى من جهة أخرى. ودار سجال كبير لفترة تجاوزت العام لكن هيهات هيهات ما انكشف المخطط ووعى الشعب المصرى لخيوط المؤامرة، ولم تفلح محاولات الصبية خلخلة العلاقة بين الشعب وجيشه وازداد المصريون ارتباطا بجيشهم وشرطتهم، ولم تفلح كونداليزا رايس وحلفاؤها فى تنفيذها ما سعوا إليه من التهام الفوضى الخلافة لمصر وشعبها وعادوا بخفى حنين يلملمون أذيال الخيبة والهزيمة. ثم جاء الدور فى احد مشاهد المسلسل التآمرى طويل الحلقات بطول الزمن ليجد الأمريكان ومخططهم الصهيو أمريكي ضالته فى الانتخابات الرئاسية المصرية ليخطط الأمريكان بكل قوتهم ليعتلى الإخوان كرسي الحكم بالاتفاق مع الأمريكان نظير ولائهم الكامل للغرب وأمريكا وإسرائيل، لتنفيذ المخطط بتقسيم مصر إلى ولايات وإمارات صغيرة وفصل الشمال عن الجنوب والمسلمين عن المسيحيين وإفشاء أسرار الأمن القومى المصري بثمن بخس زهيد وإرساله إلى عملاء أمريكا فى المنطقة العربية تركيا وقطر بأيد مصرية عميلة خائنة. ودخلت مصر وشعبها فى أقوى حرب شوارع داخلية مع بائعى الوطن وسارقى الثورة وكان ليل القاهرة ونهارها اسود شديد السواد ولبست بهية ثوب الحداد إلى ان جاء الفرج على يد الجيش المصري العظيم بإفساد المخطط الذى كاد ينجح هذه المرة لولا فضل الله على مصر، فجندها خير أجناد الأرض وأهلها فى رباط إلى يوم القيامة وهى فى أمان الله وفضله حتى قيام الساعة واسود المشهد امام المستعمر الحديث وابيضت القاهرة وتزينت وفشل المخطط لكن حلقات وفصول المسلسل الصهيو امريكى التآمرى مازال مستمرا وسنتحدث لاحقا عن باقى حلقاته. لمزيد من مقالات فهمي السيد