3 19متحفا ومعرضا وحديقة حيوان وعدة مراكز أبحاث ودراسات تشرف عليها مؤسسة »سيموثونيان« منذ نحو 165 سنة، معظمها في »طريق المول« بالعاصمة واشنطن، وهي متاحف ومزارات ترضي جميع الأعمار والفئات والأمزجة، سواء كانت فنية أو علوما أو تاريخا أو ثقافة، ودخولها كلها بالمجان، من منطلق أن عائد نشر المعرفة أكبر من أي عائد مادي تأتي بها رسوم الدخول. وبالطبع كان علينا أن نختار ، ولم يختلف ما اخترناه عن الملايين التي تفد من كل أنحاء أمريكا والعالم وتبدأ بزيارة متحف الطيران والفضاء الذي أقيم منذ 30 سنة ويحكي من خلال 17 قاعة تاريخ الطيران اعتبارا من العربي عباس بن فرناس، وهو عالم رياضيات وفلكي وفيزيائي وكيماوي عاش في القرن التاسع وله عشرات المخترعات، إلا أن اسمه ارتبط بدراساته للطيور وطريقة طيرانها وصنعه أجنحة مثلها نجح في التحليق بها ، لكن تجاهله أهمية الذيل أدي إلي سقوطه، لكنها كانت بداية تبعتها محاولات أهمها » الإخوة رايت« عام 1903 وصولا إلي عصر الفضاء الذي نقل العالم نقلة غير مسبوقة في الاتصالات، ولذلك يعد النموذج الموجود لطائرة رايت بالحجم الطبيعي من أهم معروضات تاريخ الطيران. لم يتجاهل المتحف جهود السوفيت في غزو الفضاء بل أعطوهم حقهم، فقد كان للسوفيت السبق عندما أطلقوا في أبريل 1961 أول رائد فضاء (يوري جاجارين) دار حول الأرض في 88 دقيقة، ورد الرئيس الأسبق جون كنيدي علي التحدي بإعلان وصول أمريكا إلي القمر قبل نهاية الحقبة وهو ماحدث في يوليو 69، وتعددت رحلات الفضاء حتي أصبح القمر ضاحية للأرض، وأصبح الهدف أبعد كثيرا في المريخ. يقدم المعرض نماذج حقيقية يشاهدها الزائر لرحلات الفضاء من صواريخ وكبسولات وبدلات فضاء وما يأخذه معه رائد الفضاء ماذا يأكل ويشرب وكيف يتحرك وبرنامجه خلال الرحلات التي تمت والتي يخطط لها بنفس الحجم والوزن، مما يمثل درسا لا ينساه أي طفل يعيش آفاق الحاضر والمستقبل المختلف تماما عن زماننا الذي عشناه وكنا نلعب فيه بالنحلة الخشب والبلية البلاستيك وعلبة الورنيش الصفيح، وكلها أدوات تصلح لمتحف يري فيه جيل اليوم ماضي أجدادهم! لمزيد من مقالات صلاح منتصر