شعب ثائر وغاضب.. اغلبية تعتقد أنها تنجز الكثير.. معارضة لاتكف عن الصراخ.. حكومة تري ان الذين يرفضون الاعتراف بما تقدم ماهم إلا جاحدون!! وبعيدا عن الوطن نتابع مجتمعا دوليا, استعصت عليه الحالة المصرية.. كل هذا يحدث بعد ان عاد الهرم, ليقف في وضعه الصحيح.. أقصد أنه لم يعد مقلوبا فما هو سر تلك الحالة الشريالية؟! الإجابة يصعب تقديمها في اقل عدد من الكلمات.. فكلنا عجزنا عن تشخيص المرض.. وكلنا نتجرأ علي كتابة روشتة العلاج لمجرد اننا اصبحنا نجرؤ علي الكلام.. ليس مهما ماذا نقول؟! المهم ان كلنا يرفض الصمت, ويعيش في حالة عداء مع القراءة والتفكير.. والسر كامن في مئات القرارات والمواقف التي تتحدي العقل والمنطق, وتأخذ الطريق العكس دائما. اذا كانت مصر قد تخلصت من ورمها الخبيث.. فهي تحتاج إلي استكمال العلاج.. لكن الاطباء يرون ان تلك الحالة, افضل مما كانت عليه.. وذلك تسبب في ان يفقد المريض ثقته بالطبيب.. وكلاهما يلوم الآخر.. وتبقي الحقيقة تؤكد استحالة استمرار الحال علي ماهو عليه.. كلهم يرون ضرورة انتظار وصول الاستشاري الرئيسي في صورة تعكس الاصرار علي تعليق المسئولية في رقبة المجهول.. وربما يعكس ذلك ثقافة اللهو الخفي الذي فجر وخرب وقتل وحرض علي المظاهرات الفئوية.. وان كنا نختلف في كل شيء, وحول كل شئ.. فنحن نتفق علي ان ذلك اللهو الخفي معلوم لدينا بالضرورة وكل من يحاول تعريفه او تسميته, تنتظره عواصف يصعب عليه الصمود امامها!! الذين اعتقدوا انهم صناع ثورة25 يناير, تلاحقهم اللعنات مع مطاردة الاتهامات.. والذين كانوا يسألون الله الستر, ويرجون من الشعب ان يرحمهم.. استجمعوا قوتهم الزائفة, وقرروا مواجهة كل من يحاول التشبث بالأمل والتسلح بالارادة.. لان تلك معان اعتقدوا انهم دفنوها من عشرات السنوات.. لذلك ليس غريبا ان نشاهد سطوة البلطجية واللصوص, مع استمرار اختفاء الشرطة إلا قليلا وليس غريبا ان يتخفي الشرفاء, مبتعدين عن قطاع الطريق من اللصوص!! تلك ليست فلسفة, ولامحاولة تصنع قدرة علي الابداع الأدبي.. فالمسئول الأول عن جريمة اصطلح علي تسميتها بموقعة الجمل, يخوض معركة انتخابات رئاسة الجمهورية.. ومهندس السياسة الخارجية, في زمن تصغير مصر وتجميع الوطن.. يرفع صوته ليؤدي دور الزعيم الوطني.. وهناك من خدعنا بأنه مفكر, ورمز من رموز الثقافة.. يقدم لنا نفسه علي انه طوق النجاة خلال تلك الايام الغائمة والعاصفة..اما الاجدر بان نفسح لهم الطريق, فقد اطلقنا عليهم بلطجية احترفوا قطع الطريق وتفوقوا كلما طلبت منهم تنفيذ جريمة قتل!! ثم يزعمون اننا في الطريق لانتخاب رئيس للجمهورية ويحاولون اقناعنا بأننا نقدر علي صياغة دستور, وهي مهارة فائقة لايقوي عليها غير الذين يرون في دستور حقيقي طلقة رصاص يقاتلون حتي لاتصيبهم.. وان كنا لاندري ماذا نفعل؟! فنحن علي يقين بما يفعلونه بنا.. ورغم اننا نحاول تقمص شخصية الفاعل نجد أنفسنا مفعولا بنا لأن القادر علي الفعل في تلك اللحظة, لم يحاول تجاوز دور المفعول به.. ولاعزاء للحالمين وغير القادرين علي الفعل.. لان الهدم فيه عنوان اقامتهم, والمهنة الوحيدة التي يحترفونها. إن صدقتم أن اللهو الخفي لغز حقيقي.. فعليكم ان تصدقوا أولئك الفلول وهم يتقدمون لاحتلال الصفوف الأولي في مقاعد المسئولية.. وصدقوا ما تراه اعينكم حيث الثوار يرتدون ثوب الصمت والعجز.. وتركوا زي الفعل والصوت العالي, للذين كان يجب ان نطاردهم قبل سترعوراتهم وقبل ان يتمكنوا من تجريد الشرفاء من شرفهم.. وتجريس كل من حاول رفع الأمانة كراية في ميادين الصدق والنزاهة. ولا أملك القدرة علي تعريف كل شيء باسمه.. فهذا زمن ديمقراطي, يتم اغتيال كل قادر علي قول الحقيقة فيه.. وهذا زمن حرية يمارسها, اولئك الذين يتربصون بالاحرار.. وهذا زمن شفاف للحد الذي يجعل الشفافية جريمة, علي الذين يظهرون في ثوبها انتظار الفضيحة.. فلا حقيقة غير اللهو الخفي ومن يعتبر تلك ثقافة عفي عليها الزمن.. فلا يلومن غير نفسه! المزيد من أعمدة نصر القفاص