حادث مقتل ثلاثة طلاب مسلمين على يد متطرف أمريكى بالقرب من جامعة نورث كارولينا فى «تشابل هل» يفضح ازدواجية المعايير الغربية والأمريكية فى التعامل مع قضايا العرب والمسلمين خاصة من جانب وسائل الإعلام، فحينما يكون الضحايا من العرب والمسلمين لا تسمع لهم صوتا، وحينما يكون الضحايا من غير العرب والمسلمين تقوم الدنيا ولا تقعد وتكال الاتهامات للإسلام قبل المسلمين ويلصقون بالدين الحنيف كل نقيصة ويربطون به كل عمل إرهابى مع أن الإسلام بعيد كل البعد عن الإرهاب ويحرم أى عمل من شأنه ترويع الآمنين، بل ويحض على نشر السلام بين البشر أجمعين، ولا يختلف موقف الحكومات عن الإعلام كثيرا، حيث تلتزم الصمت التام عقب كل حادثة وتضن حتى بكلمة شجب أو استنكار أو إدانة صورية، وذلك ليس غريبا حيث يصنف الغرب وأمريكا الارهاب حسب مصالحهما، فقتل المسلمين وتشريدهم ليس عملا إرهابيا، أما حادث المجلة الفرنسية الساخرة «شارلى إبدو» فهو عمل إرهابى رغم أن الفعلين مؤثمان ويعدان أعمالا إرهابية وتجرمهما كل الشرائع السماوية. كما تهتم هذه الدول بمحاربة الارهاب فى مناطق مثل سوريا والعراق وتقف عاجزة عن الإرهاب الاسرائيلى بحق الشعب الفلسطينى وفى حين تصنف تنظيمات مثل القاعدة وداعش كمنظمات إرهابية تغض الطرف من الإرهاب جماعة الاخوان فى مصر. وكثيرا ما حذرت مصر فى كثير من المناسبات من ازدواجية المعايير فى التعامل مع الظاهرة وأكدت أكثر من مرة أن الإرهاب واحد فى كل مكان ولا دين له ولا وطن، وطالبت المجتمع الدولى بضرورة التكاتف والمواجهة الشاملة لخطره، لكن الغرب يصر على التحامل على الاسلام وإلصاق أى عمل إرهابى به مما ساعد على انتشار ظاهرة الاسلاموفوبيا والعداء للمسلمين فى أوروبا، وأمريكا، وتعددت حوادث الاعتداء عليهم بدوافع الكراهية رغم أنهم أصبحوا مواطنين فى هذه البلدان التى نشأوا فيها وعاشوا بها سنين طويلة. كما بدأت تظهر الحركات المتطرفة المناهضة لوجودهم فى هذه البلدان ومنها على سبيل المثال حركة «بيجيدا» الألمانية التى تنادى بوقف أسلمة الغرب. وتؤكد التقارير أن ظاهرة الاسلاموفوبيا تصاعدت فى اوروبا خلال الفترة الاخيرة بنسبة 70% خاصة بعد حادث المجلة الساخرة «شارلى ابدو». لمزيد من مقالات رأى الاهرام