الإرهاب لا دين له.. عبارة شائعة لكن دائما نرى الإسلام والمسلمين فى قفص الاتهام، فمع كل حاثة إرهابية تقع في الغرب أو الشرق تتجه الأصابع أول ما تتجه نحو المسلمين إلى أن يثبت الواقع عكس ذلك. الهجوم الإرهابي الأخير على صحيفة "شارلي ايبدو" أبرز هذا التناقض، ما بين عرب ومسلمون متهمون بأنهم يقفون وراء الحادث، كشف عن أن مسلمين آخرين ساقهم القدر ليقوموا بدور المدافعين عن الضحايا المستهدفين تارة والمنقذين لهم تارة أخرى. "لسانا باتيلي"، عامل مسلم من أصل مالي، ساعد 6 أفراد من زبائن متجر "كوشير" اليهودي في باريس على الاختباء أثناء الهجوم المسلح الذي وقع على المتجر منذ يومين، وراح ضحيته أربعة أشخاص واختطاف عدة رهائن. وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أنقذ باتيلي، حياة 6 أشخاص عندما دخل الإرهابي كوليبالي للمتجر اليهودي بباريس، وفتح النار على المشترين، بعد أن أدخلهم غرفة التبريد المسؤول عنها. ونقلت الصحيفة، عن العامل المسلم قوله: "عندما ركضوا إلى أسفل فتحت لهم باب الغرفة وأدخلتهم إليها، وقمت بإطفاء النور وإيقاف التبريد، وأخبرتهم أن يبقوا هادئين". وبعد انتهاء العملية وقتل المسلح كوليبالي على يد قوات الشرطة، اعترف المشترون أنهم اختبئوا داخل غرفة تبريد باتيلي المسلم الذي أنقذ حياتهم، وبرهن على سماحة دينه. الشرطي الفرنسي المسلم من أصول عربية أحمد مرابط كان أول من وصل لموقع الهجوم على صحيفة "شارلي ايبدو"، قبل أن يطلق عليه المهاجمون الرصاص ليسقط قتيلًا. وأيضًا الجزائري مصطفى أوراد الذي قتل داخل مقر المجلة الفرنسية "شارلي إيبدو"، حيث كان من بين أعضاء هيئة تحرير الصحيفة أثناء اجتماعهم الأسبوعي، الأربعاء الماضي، ويعمل مصححًا لغويًا في المجلة منذ 18 عامًا قبل أن يسقط قتيلًا ليصبح بذلك حصيلة المسلمين الذين راحوا ضحايا الاعتداء علي شارلي إيبدو ثلاثة أشخاص. فالعنصرية والتطرف إذاً لا دين لهما فكما أن فى الشرق من يحمل جينات التطرف والعنصرية فإن الواقع يؤكد على الغرب أيضا ليس عنهما ببعيد. وكان 12 شخصًا قتلوا، في هجوم استهدف مقر مجلة "شارلي إيبدو"، الأسبوعية الساخرة في باريس، في السابع من الشهر الحالي، فضلا عن مقتل شرطية في حادث آخر بعد يوم في إحدى ضواحي باريس، كما قتل أربعة أشخاص، جراء هجوم على متجر للأطعمة اليهودية، أمس الأول. وأعلنت الشرطة الفرنسية، الجمعة الماضية، أن المشتبه بهما في الهجوم على مقر المجلة الشقيقان سعيد وشريف كواشي، قتلا أثناء قيام الشرطة بمحاولة تحرير رهينة كانت بحوزتهما في بلدة دامارتان جويل، شمال شرقي باريس. وبلغ إجمالي قتلى الهجمات الإرهابية التي شهدتها فرنسا في الأيام القليلة الماضية، 17 شخصًا، فيما لقي 3 إرهابيين مصرعهم، خلال عمليات الشرطة. «بيجيدا» العنصرية حركة " أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" المعروفة اختصارا ب "بيجيدا" اعتادت فى الآونة الأخيرة على تنظيم مظاهرات مناهضة للإسلام والمهاجرين الأجانب في ألمانيا، مساء الاثنين، من كل أسبوع، بدأت بمشاركة بضع مئات فقط في بدايتها، ثم تزايد العدد بشكل كبير. وردًا على تلك المظاهرات المعادية للمسلمين والأجانب، شارك عدد من السياسيين، والفنانين، والرياضيين الألمان البارزين، في حملة نظمتها مجلة "بيلد" الألمانية، ضد حركة "أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب"، اعتراضا على التفرقة والتمييز العنصري الذي تنادي به الحركة. ويأتي على رأس الشخصيات البارزة المشاركة في الحملة، والذين بلغ عددهم 50 شخصًا، المستشار الألماني الأسبق "هيلموت شميدت"، الذي قال: "إن مظاهرات بيجيدا أدت إلى زيادة العداء والتعصب ضد الأجانب". بدوره قال المدير الفني للمنتخب الألماني لكرة القدم "أوليفر بيرهوف"، إن المنتخب الألماني فاز بكأس العالم بجهود لاعبيه ذوي الأصول المهاجرة، داعيًا إلى تحقيق الانسجام في المجتمع الألماني، بنفس الشكل الذي يتحقق به الانسجام في المنتخب الألماني لكرة القدم. واتهم وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير صباح اليوم حركة "بيجيدا" بأنهم يستغلون الهجوم الذي وقع في فرنسا لأغراض سياسية. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن دي ميزير خلال تصريحاته لصحيفة "بيلد أم زونتاج" الألمانية الأسبوعية الصادرة اليوم الأحد: "استخدام مثل هذا الهجوم المروع للأهداف الخاصة يعد أمرا دنيئا، وإن ما تحاول "بيجيدا" فعله هنا يعد لعبة غير شريفة بالعبارات". واتهم الوزير الألماني الحركة بالمساواة بين الدين الإسلامي والإسلام السياسي، ردا على دعوتها لمظاهرة في مدينة دريسدن غدا الاثنين، بغرض الحداد على ضحايا باريس. وقال: "قيل في البداية إن لديهم قلق من أسلمة الغرب، والآن يقولون: ألا ترون، لقد حذرنا من الإسلام السياسي، ويعد ذلك حقا أمرا مزريا". البربرية دينهم من جانبه، أكد وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، على أن الدين الحقيقي للإرهابيين ليس الإسلام، بل "دينهم الوحيد البربرية"، مؤكدا أن "هؤلاء الأبطال المزعومين إنما يستخدمون الإسلام كذريعة". وأضاف فابيوس في تصريح لتلفزيون محلي نقلته الأناضول، أن فرنسا بلد الحريات الذي يناضل من أجلها، مشيرًا أن الأحداث الإرهابية الأخيرة ستظل ماثلة في الأذهان دائمًا.