كتب:ممدوح فهمي ربما تكون الصدفة.. و ربما تكون الأجواء المسيطرة حاليا علي الساحة المتمثلة في ظاهرة الالتراس.. ولكن بصرف النظر عن كل ذلك فان الحديث عنها لا يزال حديث الساعة في الأوساط الكروية العالمية والدولية. .. وهو ما دفع مجلة زورلد سوكرس إلي فتح ملف اقرب للتحقيق عنها في عددها الأخير والذي ركز بالدرجة الأولي علي ثقافة الكرة الايطالية والتي تشكلها الالتراس كما أشارت في عنوانها.. وان كان بالطبع ما سيتم سرده درس رائع نتمني أن نستوعبه لوأد هذه الروح الشريرة المسيطرة علي ملاعبنا وأسفرت عن سقوط عدد من الضحايا في استاد بورسعيد بسبب غياب الروح الجميلة والمنافسة الشريفة بين جماهير الأندية. بدأت المجلة الانجليزية استعراضها لهذا الملف بإلقاء نبذة تاريخية عن الظاهرة بالإشارة إلي أن المجموعات لها تكونت في الخمسينات من القرن الماضي.. وإنها احتفظت بطقوسها من خلال الألعاب النارية والاعلام الضخمة التي تملأ بها المدرجات في مباريات الدوري الأحد من كل أسبوع. وأشارت المجلة الانجليزية إلي انه علي الرغم من الماضي المخضب بالدم والذي يمثل عارا علي تاريخ الدوري الايطالي( الكاليتشو) الا أن هذه الروابط المتناحرة بدأت تشكل فيما بينها مجموعات لإنهاء هذه النزاعات وتحقيق ما يسمي بالايطالية( جيميلاجي) وتعني التوأمة.. وقالت ورلد سوكر أن مثل هذه الروابط بين الالتراس خرجت من المعتقدات والخبرات السياسية لأعضائها.. وانه بصرف النظر عن الحادث المأساوي الذي راح ضحيته رجل شرطة في دربي صقلية بين كاتنايا وباليرمو عام2007.. فان الصداقات التي خلقتها نجحت في احتواء التاريخ الأسود للصراع الطويل بين كبار الكالتشيو. وأشارت المجلة الانجليزية إلي أن أكبر مثال علي ذلك حالة الوفاق التي يشهدها دربي ميلانو بين ميلان وانترناسيونالي والذي يشوبه دائما معتقدات سياسية وخلفيات تاريخية.. وقالت أن فريق لاتسيو المعروف بانتماء جماهير الالتراس لديه للجناح اليميني دخل في توأمة مع انترناسيونالي خاصة في ظل كراهية كل منهما لميلان وبريشيا. وأشارت ورلد سوكر إلي أن التاسع من يناير من عام1977 شهد بداية التحول الحقيقي.. فقد توجه ثلاثة آلاف مشجع لفريق بيسكارا إلي فيانتشينزا لحضور لقاء الفريقين.. وحقق الفريق الزائر المفاجأة بالفوز علي منافسه.. وكان رد فعل جماهير صاحب الأرض رائعا من خلال التصفيق للضيوف وان كانوا اعربوا عن غضبهم علي فريقهم بالهتاف ضد لاعبيه.. ولم يختلف تصرف جماهير فيانتشينزا عن ذلك في مباراة الإياب.. وكان هذا الموسم استثنائيا لكلا الناديين التي حملت لافتة زلا شيء يفصلناس. وقالت المجلة الانجليزية أن من ابرز علاقات التوأمة التي شهدها تاريخ الكاليتشو ما حدث بين جنوه ونابولي.. فعلي الرغم من حساسية لقاء الفريقين في مايو من1982 حيث كان نابولي قد تأهل إلي كاس الاتحاد الأوروبي بينما احتاج منافسه إلي نقطة واحدة فقط ليضمن البقاء في الكالتشيو.. وتقدم الأول بهدف وأدرك منافسه التعادل في وقت متأخر مما منحه قبلة الحياة في المسابقة.. ولم تنس الجماهير العلاقة الدافئة بين الطرفين بعد صعودهما من الدرجة الثانية عام2007 حيث رفع مشجعو جنوة لافتة في لقائهما تحمل عنوان ز مرحبا بشقيقي القادم من نابوليس. وأضافت ورلد سوكر أن العلاقة بين فيرونا وفيورونتينا تمثل نموذجا آخر للترابط السياسي.. فعلي الرغم من اختلاف المعتقدات بين الطرفين إلا إنهما انصهرا بشكل رائع حتي الآن.. وأشارت المجلة إلي كتاب تيم باركس بعنوان ز موسم مع فيروناس وقالت إن الكاتب ذكر انه بصرف النظر عن الهتافات الساخنة المتبادلة بين الجماهير المنافسة فان الأولاد يقومون ببيع أعلام فيورونتينا للجماهير التي تقوم بمعانقة بعضها وتشجع كل منها الاخري دون غضاضة. وأضافت المجلة ان التوأمة كانت فكرة غريبة بالنسبة لجماهير كرة القدم ليس فقط بالنسبة لمشجعي انجلترا الذين كانوا يجدون متعة كبيرة في فكرة أنهم يتحدون العالم كله.. ولكن هذه الفكرة بالتأكيد ساهمت في استئصال العنف من الملاعب الايطالية في ظل سيطرة مشاعر الأخوة والصداقة والتي تتكون في الأوقات الصعبة.