وجه البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، التعازى فى شهداء الحادث الإرهابى الذى طال شمال سيناء، خلال الأيام الماضية، قائلا: »أقدم خالص التعازى لكل من يقدمون دماءهم فداء لهذا الوطن، ونقول فى الأدبيان إنهم سقطوا، وفى الحقيقة هم ارتفعوا إلى السماء، ومصر بلادنا العزيزة التى تربينا على أرضها، ونفخر بالانتماء إليها وفى تاريخها الحضارى المسكونة كلها وجعلها الله درة فى تاج البشرية وكل الدول«. وأكد البابا تواضروس الثانى أن مصر قال عنها الدكتور جمال حمدان فلتة الطبيعة، لأنها نتاج التاريخ والجغرافيا، ولن تنقسم أو تندمج أبدا، موضحا أن حدودها الغالية مستقرة منذ أن خلقها الله، وبعد توحيدها أيام مينا موحد القطرين. وأشار البابا تواضروس إلى أن الأمم لاتتقدم إلا من خلال معطيات ثلاثة، العرق الذى يعنى الجهد فى ممارسة العمل والسعى نحو الرزق لتحقيق الآمال والرخاء، ثم الدم الذى هو وقود الحياة، وشاء الله أن تكون قواتنا فى جيش مصر العظيم نصيبهم الأكبر فى تقديم وقود الحياة، ليحيا أبناء الشعب المصري، قائلا »الحنطة أو بذرة القمح لن تؤتى بثمار إلا بعد دفنها فى الأرض وكل دم سقط على الأرض يعطى الحياة للآخرين، وثالث هذه المعطيات هو الدموع، التى تتمثل فى الإيمان بالله، والصلاة التى نرفعها جميعا أمامه، ونقدمها مخافة له. ووجه البابا تواضروس كلمته للرئيس السيسى قائلا :»سيادة الرئيس.. لقد منحك الشعب تفويضا لمواجهة الإرهاب، هذا التفويض مستمر ودائم، فأنتم حراس مصرنا الغالية وسعيكم وإخلاصكم وإحساسكم بالمسئولية الوطنية محل تقدير واعتزاز من كل أبناء الشعب المصري، ولقد تعلمنا منكم الوطنية الصادقة والشجاعة والقدوة والمثل الأعلي، ولذلك نراكم دائما فى طليعة الوطن، ونحن نقول دائما إننا على ثقة بأن كل دول العالم فى يد الله إلا أن مصر فى قلبه.