الارهابيون لايهمهم أزمة المياه، ومايتعرض له النيل من مخاطر، ولايهمهم أن يشرب المصريون أو يموتون عطشا، ولايهمهم أن نزرع الأرض ونرويها بالمياه، أو تموت من التصحر والجفاف، وليس مهما بالنسبة لهم ألا يجد المصريون ما يأكلونه أو يشربونه، فهم يكفيهم شرب الدماء وأكل الجثث والاشلاء. فرحتهم الكبرى يوم أن تسيل الدماء أنهارا، ونشوتهم تتحقق وهم يشاهدون الأشلاء المتناثرة، والرؤوس المقطوعة. وعظام الجماجم، وبقايا الجثث المتفحمة والمفتتة. مصيبة الإرهابيين الكبرى فى شذوذهم العقلى والمزاجي، وانحرافهم السلوكي، والغمامة السوداء الموضوعة على أْعينهم ففقدوا البصر والبصيرة، وماتت قلوبهم وتحجرت عقولهم وتبلدت أحاسيسهم فأصبحت كالحجارة أو أشد قسوة. مصر فى حالة حرب تستهدف وجودها سواء من الإرهابيين القتلة أو ممن يريدون الجور على حقوقها المائية وتعطيش الشعب المصرى وإبادته. هى مرحلة فاصلة فى تاريخ الشعب المصرى تحتاج إلى تكاتف ووحدة ابناء الوطن كله من أجل الحفاظ على كيان الدولة المصرية، فالارهاب يطل برأسه الاسود مابين آونة وأخري، ولايتورع عن قتل الأبرياء وحرق وتدمير المنشآت العامة والخاصة، وفى ذات الوقت هناك من يحاول أن يتآمر على حقوق مصر المائية، ويفرض على الشعب المصرى حربا من نوع جديد وهى حرب المياه نتيجة الموقف الاثيوبى المتعنت وغير الواضح الآن. ذهب الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى إثيوبيا لحضور القمة الإفريقية الرابعة والعشرين، وفى ذات الوقت يحمل غصن الزيتون إلى إثيوبيا مؤكدا تفهم الشعب المصرى حق إثيوبيا فى التنمية، لكن فى إطار أن تتفهم اثيوبيا هى الأخرى حقوق مصر المائية التى لاتنازل عنها، لان المياه بالنسبة لمصر هى الحياة، ومن يريد الإضرار بحقوق مصر المائية فإنما يستهدف حياة المصريين ويستهدف إبادتهم وقتلهم، وهو الامر المرفوض جملة وتفصيلا، ولن تقبل به مصر تحت أى ظرف ومهما كانت التضحيات. كان السيسى يعمل على مدار الساعة فى إثيوبيا لايهدأ من المقابلات والاتصالات وترتيب الأمور مع القادة الاثيوبيين والافارقة، ومن الواضح أن هناك قدرا من المرونة فى الموقف الإثيوبى وإن لم تتضح الصورة بعد حيث وجه رئيس وزراء اثيوبيا ديسالين الدعوة إلى الرئيس عبدالفتاح لمخاطبة الشعب الإثيوبى عبر برلمانه فى إطار البحث عن حلول للازمة الأخطر والأهم التى تواجه مصر. وسط كل ذلك خرجت الأفاعى من جحورها لتضرب ضربتها الخسيسة فى سيناء وتستهدف بعض المقار الأمنية فى العريش بالعربات المفخخة وفذائف الهاون لتسقط أعداد كبيرة من الشهداء والمصابين فى صفوف الجيش والشرطة مما اضطر الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى قطع مشاركته فى القمة الإفريقية عقب العمليات الإرهابية الغادرة والعودة إلى القاهرة لمتابعة الموقف طبقا لنص البيان الرسمى الذى اصدرته رئاسة الجمهورية صباح أمس الأول. أنصار بيت المقدس يتركون بيت المقدس للعربدة الاسرائيلية ولايجرأون على القيام بأية عملية هناك، ويتفرغون للقتل والدمير والتخريب فى مصر مثل غيرهم من الإرهابيين فى سوريا واليمن وليبيا والعراق. هم يدمرون ويخربون بيوتهم بأيديهم فى إطار أعمال ارهابية خسيسة يمكن أن تقع فى أى زمان ومكان، فالارهاب ليس بطولة وانما هو حماقة «ونذاله» و«خسة». الاسلام لايعرف الإرهاب، واتحدى لو أن هناك عملية إرهابية واحدة وقعت فى عهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، أو عهد الصحابة ضد خصومهم أو حتى ضد الأعداء من الكفار والمشركين، فالحروب تقودها الجيوش الاسلامية بقادة المسلمين وقواتهم فى إطار حروب معلنة ومحددة وصريحة وواضحة، فما بالنا بهؤلاء القتلة والسفاحين الذين يرتكبون تلك الجرائم الغادرة ضد ابناء وطنهم، وضد قواتهم الحامية لوطنهم ولهم باعتبارهم للأسف ظاهريا جزءا من هذا الوطن. هم لايستحقون شفقة أو مهادنة فهم قتلة إرهابيون، لاجزاء لهم إلا القتل وتطبيق حد الحرابة عليهم باعتبارهم مفسدين فى الارض، والأمر المؤكد أن مصر سوف تنتصر على الإرهاب وسوف يتم قطع كل رؤوسه وذيوله بسرعة اكبر مما يتصور البعض، فالإرهاب لن ينتصر أبدا مهما طال أمده ودروس التاريخ تؤكد ذلك وان غدا لناظره قريب. لمزيد من مقالات عبدالمحسن سلامة