في معمعة البحث عن محافظين أكفاء ونشطين يتذكر الناس أسماء محددة لا تغيب عن مخيلتهم وتعيش رغم تقادم الزمن راسخة في العقول والوجدان . محافظون تركوا مواقعهم أو رحلوا عن الحياة لكنهم ملء العين والبصر بمنجزات جوهرية وسجل أعمال حافل بالعطاء المتميز حققوها بأفكار غير تقليدية وإبداع فوري في التصدي لمشاكل وهموم الجماهير . لهذا خلدتهم الذاكرة الجمعية ونقشت أسماؤهم على نواصي أشهر الشوارع في محافظاتهم . في محافظة دمياط يبرز اسم المحافظ والوزير حسب الله الكفراوي ابن مدينة كفر سليمان مركز كفر سعد الذي شغل منصب محافظ دمياط في السبعينات وإليه يعود الفضل في تأسيس مدينة دمياط الجديدة وميناء دمياط فأصبح اسمه يعتلي أهم شارع في المدينة الجديدة المتميزة فهو أبو المدن الجديدة في مصر كلها . وهناك أيضا عبد الرحيم نافع محافظ دمياط خلال الفترة من 1992 وحتى 1996 و الذي خلده أبناء المحافظة بإطلاق اسمه هو الآخر على شارع رئيسي في مدينة دمياط بعد أن نجح في تعيين 15 ألف من أبناء دمياط في وظائف مهمة وأسس مدرسة التمريض التي جعلت المحافظة مكتفية من الممرضات بعد أن كانت تشهد عجزا شديدا في قطاع التمريض، كما وضع حجر الأساس لمشروع الامتداد العمراني برأس البر والذي ضاعف مساحتها الحالية . أما عبد العظيم وزير محافظ دمياط خلال الفترة من 1999 وحتى 2004 فاسمه أطلق على أحد شوارعها في منطقة كانت مصرفا وتجمعا للقمامة بعد ان حولها هو إلى طريق مرصوف قرب كوبري المعلمين ، كما طور مدخل السنانية بالقرب من محطة قطار دمياط ، وتم في عهده إزالة بعض النوادي والكازينوهات المخالفة على كورنيش النيل لتطوير المنطقة حضريا . ونجح فتحي البرادعي محافظ دمياط خلال الفترة من 2004 وحتى 2011 ووزير الإسكان فيما بعد ٫ فقد طور منطقة المحور بقلب مدينة دمياط حتى أصبحت قلعة لصناعة الأثاث وشق فيها شارعا رفض أن يكون باسمه ، لكن إنجازه الأكبر كان في تطوير منطقة اللسان برأس البر حتى أصبحت تحفة حضارية وسياحية كما طور شارع بورسعيد وكورنيش النيل وأنجز مكتبة مصر العامة والكوبري المعدني . وهذا الأمر ليس فقط في دمياط ولكن أيضا في محافظة الدقهلية فهناك اسمان فقط خلدتهما ذاكرة أبناء المحافظة هما سعد الشربيني وفخر الدين خالد اللذان أطلقت أسماؤهما على شارعين رئيسيين في مدينة المنصورة . فأما سعد الشربيني ابن منية النصر الذي تولى مهمة محافظ الدقهلية في ثمانينات القرن الماضي ثم وزيرا للتنمية المحلية فيما بعد ٫ فقد كان نموذجا فذا في العطاء وابتكار أساليب مختلفة في التعامل مع هموم المحافظة فأسس صندوقا للإسهام في تمويل المشاريع بمشاركة الأهالي بمقدار النصف من تكلفة المشاريع فحدث نشاط كبير ومنافسة لم تكن متوقعة بين القرى وبعضها. وقبل أن يرحل سعد الشربينى عن الدقهلية كانت هناك قرى لا ينقصها أي شيء تقريبا، حيث أصبحت معظم قرى الدقهلية تزخر بمدارس من كل نوع و معاهد أزهرية ، وأصبحت هناك كليات في بعض القرى كما أنشأ كورنيش على النيل وأهم أندية المنصورة من فراغ حيث كانت جزيرة الورد منطقة أحراش وتجارة وتعاطى مخدرات في النيل . أما المحافظ فخر الدين خالد بن قرية كفر أبو ناصر مركز دكرنس فقد انتشل المنصورة من حالة الإهمال الفظيعة التي كانت عليها الي مدينة حضارية من أجمل وانظف المدن ، وفي عهده تأسست منطقة المشاية الجميلة على كورنيش النيل وحول المناطق المجاورة لنوادي جزيرة الورد وحديقة شجره الدر ، كما قام بنقل وتفريغ مواقف المنصورة العشوائية من شارع قناة السويس ، ومن إنجازات فخر الدين خالد أيضا تخطيط مدينة المنصورة بأكملها بحيث تكون الحدائق والأشجار في منتصف الطريق بصورة بديعة وتخطيط منطقة الاستاد وميدان المحافظة وانشاء ميدان أم كلثوم والذي يتوسطه تمثال سيدة الغناء العربي وابنة الدقهلية ونشر الخضرة في كل مكان بالمنصورة .