"إذا كنت متعلماً فعلم غيرك، وإذا لم تكن متعلماً، فتعلّم" شعار تحدى به فيدل كاسترو رئيس كوبا العالم أمام الأممالمتحدة ليقضى على الأمية فى بلاده خلال سنة واحدة وفعلها بنسبة 60٪ بالإستعانة الجهود الشعبية هي التي ساهمت في تحويل هذا الهدف إلى واقع ملموس وباعتماده على طلبة المدارس والجامعات ورغم أن هذه الحملة واجهت في بدايتها صعوبات شديدة. لكنها استطاعت النجاح بفضل جهود الرجال والنساء المتطوعين، علماً أن عدد المتطوعين في هذه الحملة قد بلغ 120 ألف و232متطوعاً بالإضافة إلى طلاب المدارس الذين شاركوا في هذه الحملة، وبلغ عددهم 100 ألف طالب متطوع. هذا بجانب تجارب عالمية رائدة مثل المكسيك و شيلي و السلفادور و الصين ,هذه الدول اعتمدت على استخدام شباب الجامعات في محو الأمية خلال الإجازات الصيفية ,أو أثناء العام الدراسي أما ماليزيا فقد اعتمدت شعار (يوم لماليزيا) بمعنى أن يخصص كل شاب يوماً في الأسبوع لخدمة المجتمع , ممثلاً في محو الأمية. واستطاعت أن تخفض الأمية بنسبة 8٪ سنوياً مع تحديد حوافز إيجابية لتشجيع الأميين على محو أميتهم . ولم يكن شعب ماليزيا متعلماً بالكامل منذ البداية، إذ أن ماليزيا كانت تحتوي على نسبة كبيرة جداً من الأمية، ولكنها حرصت على الوصول بهذه النسبة إلى أقل من 10٪ ومن ثم أصبحت واحدة من أضخم الدول الآسيوية. وقد تم ذلك منذ أن انصب اهتمام الجميع هناك بالتعليم. لقد عملت الحكومة والشعب يداً بيد على تحويل الشعب الماليزي إلى شعب متعلم لكي يستطيع بناء وطنه. هناك اعتقاداً لدى الكثير من الناس أن ماليزيا استطاعت القضاء على الأمية بفضل الجهود الرسمية فيها، وخاصة في عهد مهاتير محمد، وإن هذا الاعتقاد ولو كان صحيحاً إلى حد ما إلا أن تلك الجهود الرسمية لم يكن ممكناً لها أن تكلل بالنجاح ما لم تصاحبها جهود شعبية. إذ كان على كل طالب جامعة، مهمة محو أمية شخص واحد على الأقل أسبوعياً. وهذا ما مكنهم من خفض نسبة الأمية إلى 6٪ في عام 2000بعد أن كانت نسبة الأمية 47 ٪ في عام 1970 أما فى مصر فالدكتور محب الرافعى رئيس هيئة تعليم الكبار أكد أن الإستعانة بطلبة الجامعة كانت مجرد فكرة لم ترتق إلى حد القرار، ولكن الهيئة وقعت برتوكولات تعاون مع 11جامعة و23 كلية تربية للاستعانة بطلابها وخريجيها في محو الأمية، لأننا لن نستطيع وحدنا كهيئة محو أمية من محو أمية جميع المواطنين، ولابد من الاستعانة بجهود حوالي 5 مليون طالب وطالبة في 25 جامعة حكومية وخاصة على مستوى الجمهورية موضحاً أن هناك تطور وتقدم واضحين في التعامل مع هذه المشكلة، ويكفي أن نقول أن نسبة الأمية في مصر عام 1996 كانت 40٪ من تعداد السكان، وهي اليوم 25,9 ٪ . وأود هنا أن أوضح وجود دول استطاعت القضاء تماما على الأمية مثل كوباوماليزيا عندما ألغت العام الجامعي في أحد السنوات ووجهت جهود الطلبة لمحو أمية المواطنين والآخرين، وهنا في مصر لن نستطيع تنفيذ هذه التجربة بحذافيرها، ولكن اقترحنا على المجلس الأعلى للجامعات أن كل طالب لا يحصل على شهادة التخرج إلا إذا قام بمحو أمية 4 مواطنين لتكون مثلها مثل دورات التربية العسكرية للبنين والخدمة المجتمعية للبنات، ويكفي أن نقول أنه في أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية لا يحصل الطالب على شهادة تخرجه إلا إذا قدم خدمة مجتمعية يحتاج إليها محيطه الذي يعيش فيه. وستكون هناك آلية حاكمة منعا للهروب من هذه الخدمة بالتنسيق مع 277 مركزا إداريا لتعليم الكبار واللجان الموجودة لنا في جميع الجامعات المصرية، وسيتم تسجيل كل الدارسين على قاعدة البيانات الخاصة بالهيئة لضمان عدم التلاعب وتكرار لأسماء. ومع أن دولة مثل كوبا ظروفها تشبه ظروفنا الاجتماعية والاقتصادية وإن كنا نتفوق عليها، ولكنها مع ذلك استطاعت القضاء على الأمية في عام واحد. وهنا يوجد الكثير من المنظمات والفعاليات التي تهدف إلى القضاء على الأمية، ولكن في المقابل لا يوجد جهد شعبي مماثل للجهد الذي تم بذله في كوبا، وماليزيا! تريد أن نصبح مثلهم؟ نريد أن نكون أفضل منهم ومن كل الدول المتقدمة؟ علينا أن نبدأ في رسم صورة أخرى لمجتمعنا، صورة له وهو خال من الأمية والفقر والمرض. صورة لمجتمع متقدم في كافة المجالات علينا أن نبدأ" بيوم لمصر " [email protected] لمزيد من مقالات نيفين شحاتة