فى جزيرة العزبى الواقعة فى بحيرة المنزلة على بعد 40 كيلو مترا من دمياط و6 كيلو مترات من مدينة الجمالية التابعة لمحافظة الدقهلية تجتمع كل اللاءات المعبرة عن غياب الدولة والخدمات فلا مياه شرب نظيفة ولا صرف صحى ولا مستشفيات ولا مدارس للتعليم ولا حتى مسجد للصلاة فى مشهد يذكرنا بظلام العصور الوسطى والحياة البدائية لقدماء المصريين . أوقعها حظها العاثر فى دهاليز الإهمال الحكومى والتخبط الإدارى فهى كانت تتبع محافظة دمياط وعقب ثورة 25 يناير أصبحت تابعة لمحافظة الدقهلية، وهى من بين 9 قرى حدودية تتنازعها المحافظتان منذ سنوات طويلة . ويقول على الشامى من أبناء دمياط إن أهل الجزيرة يركبون ساعة فى البحر حتى يحصلوا على مياه شرب من استراحة أقامها لهم محافظ دمياط الأسبق فتحى البرادعى فى منطقة غيط النصارى . ويضيف الشامى أن أى شخص يمرض أو سيدة تحتاج إلى ولادة قيصرية فى الليل لن يتمكن لأن وسيلة النقل هى قارب صغير وكثيرا ما توفيت حالات كثيرة قبل وصولها لأقرب مستشفى على مسافة ساعة ونصف وهو الأعصر أو المستشفى العام بدمياط . ويطالب محمد حمدان بنقل تبعية الجزيرة من الدقهلية إلى دمياط حيث يتم حاليا تسجيل المواليد الجدد فى الدقهلية التى لا تعترف بها خدميا مشيرا إلى أن أغلب أبناء الجزيرة استخرجوا أرقامهم القومية من دمياط ويعمل بعضهم بها . ومن أكبر المشكلات التى تواجه أهالى العزبة معاناتهم الشديدة فى تعليم أبنائهم لأن أقرب مدرسة على بعد 45 كيلو يقطعها الأهالى باللنش السريع، لذلك فغالبية أطفال ونساء الجزيرة أميون لا يعرفون شيئا عن القراءة والكتابة . وقام أحد أبناء القرية بتأجير غرفتين فى منزله كنواة لمدرسة وأرسلت له وزارة التربية والتعليم مدرسا واحدا فقط يقوم بكل العملية التعليمية مدرسا وناظرا ومشرفا ومصححا ويدرس بها 30 تلميذاً ويتخرج الطلاب منها بنسبة نجاح 100٪ وهم لا يعرفون حتى كتابة أسمائهم . ويتطلع أهالى الجزيرة المنسية إلى نظرة اهتمام من الحكومة تشعرهم بأنهم مصريون يستحقون العيش بكرامة .