دخل اعتصام سكان عزبة "دكسن" مركز شربين بالدقهلية يومه الثانى داخل مسجد القرية "الجامع الكبير" والذى بدأه من بعد صلاة الجمعة أمس، وذلك احتجاجا على تدهور الخدمات داخل القرية، والتى تفتقد لجميع الخدمات فلا طرق ولا مدارس ولا مستشفى علاوة على حبس سكان القرية والذين يزيد عددهم عن 5 آلاف نسمة منذ أن أمطرت السماء يوم الجمعة قبل الماضى والعزبة شبه منعزلة عن الحياة تماما. بدأ الاعتصام عندما دخل سكان العزبة بأعداد كبيرة إلى صلاة الجمعة، وبعد انتهاء الصلاة فوجئ إمام المسجد بأهالى القرية لا ينصرفون من المسجد بعد الصلاة، كما هى العادة، وعندما سألهم أكدوا له أنهم معتصمون داخل المسجد إلى أن يأتى لهم اللواء سمير سلام محافظ الدقهلية، ليحل لهم مشاكلهم، والتى طالبوا جميع المسئولين بحلها، إلا أن أحدا لم يسمع طلباتهم مثلهم مثل أعضاء مجلس الشعب الذين وعدوهم كثيرا لكن دون تنفيذ. حاول إمام المسجد أن يقنع الأهالى بالخروج من المسجد والعودة إلى منازلهم مع مناقشة تلك المشاكل فى وقت لاحق إلا أن الأهالى رفضوا، وبعد الاعتصام بساعتين وصلت قوات الأمن وحاصرت مداخل القرية، وتم إبلاغ الجهات الأمنية والتنفيذية بالاعتصام ووصلهم سكرتير مجلس المدينة فرفضوا الحديث معه وبعدها حضر للعزبة مدحت شوشة، رئيس المجلس المحلى لقرية كفر الوكالة، إلا أن الأهالى رفضوا أيضا وأصروا على وجود المحافظ. وبعد مرور 7 ساعات من الاعتصام حضر المهندس الحسينى على إبراهيم، سكرتير عام المحافظة، ودخل المسجد، وبدأ الحديث للأهالى من خلال ميكرفون المسجد ووعدهم بالبدء الفورى فى رصف الطريق المؤدى إلى العزبة، وأنه شاهد بنفسه معاناتهم أثناء حضوره للعزبة إلا أن الأهالى رفضوا العرض وقالوا سمعنا وعودا كثيرة، إلا أن أحدا من المسئولين لم ينفذ وعدا، وأكدوا عزمهم مواصلة الاعتصام داخل المسجد حتى يتم حل جميع مشاكلهم. ووصلت إلى العزبة أجهزة الأمن بقيادة العميد محمد عبد الرحمن، نائب مأمور مركز شربين، والمقدم أحمد سليم، رئيس مباحث شربين، وعدد كبير من أفراد الأمن، وظلت نساء القرية خارج المسجد تحث الرجال على الاستمرار والمثابرة من أجل نيل حقوقهم، فيما جلس بعض السيدات على باب المسجد يرفض خروج الرجال منه. وتقول سناء محمود عرفة (50 سنة): أنا مصابة بمرض السرطان وأحصل على جرعات كيماوى بمستشفى دمياط إلا أننى منذ 10 أيام لم أتمكن من الخروج من العزبة ولم أحصل على العلاج رغم تأكيد الأطباء بأهمية انتظامى فى موعد العلاج. ويضيف نشأت شوقى، أن أطفال القرية يعانون معنا أسوأ معاناة فقد تهدمت المدرسة الابتدائية وقامت إدارة شربين باستئجار منزل، وحولته إلى مدرسة أبسط ما يمكن وصفها بأنها لا تصلح لبشر وقمنا بالجهود الذاتية بشراء نصف فدان أرض داخل القرية منذ سنة 1998 وأخطرنا هيئة الأبنية التعليمية بأن الأرض جاهزة وحضرت وعاينت المكان وأخذت المدرسة رقم تعريفى 1224960 وأدرجته الهيئة فى خططها 7 مرات، لكن المقاولين يرفضون البدء فى البناء بسبب عدم وجود طريق يمكن من خلاله الوصول بمواد البناء والأجهزة إلى القرية. وأشار على العقباوى، أحد أبناء القرية، إلى أن القرية محاطة بالطرق الترابية والتى تبعد عن الطريق الرئيسى مسافة 3 كيلو مترات نرى الويل حتى نجتازهم طوال فصل الشتاء وتتحول الطرق إلى "وحل" ولا توجد أى وسيلة مواصلات إلا الحمار، حتى التوك توك لا يستطيع أن يسير على تلك الطرق، مضيفا أن سيدة توفيت وهى تضع مولودها الأسبوع الماضى، فأصيبت بنزيف وتم إحضار سيارة كارو لنقلها إلى أقرب مستشفى والتى تبعد عنا 30 كيلو مترا إلا أنها توفيت قبل أن تتخطى حدود القرية. الجدير بالذكر، أن الوسيلة الوحيدة للوصول إلى القرية هى استخدام الحمير أو الخيول.