طالب الرئيس الامريكى باراك اوباما بتفويض من الكونجرس لشن حرب شاملة على تنظيم داعش الارهابى فى سورياوالعراق، وهذه المرة ستكون مختلفة عن التحالف الدولى الذى تقودة الولاياتالمتحدةالامريكية فى الوقت الحالي، والذى يشن طلعات ضعيفة على مواقع التنظيم فى سورياوالعراق بل ان تلك الطلعات تصب فى مصلحة التنظيم الارهابى وهذا ما تؤكده حتى الان العمليات على الارض. ولكن اذا اعطى الكونجرس التفويض للرئيس الامريكى فكم من الوقت ستستغرق القوات الامريكية للتحرك، وعمليات النقل الاستراتيجي، وتدريب القوات على قتال تنظيم ارهابى غير محدد الهوية او التشكيل، مع اعلان البنتاجون من قبل انه سيتم تدريب عناصر برية ابتداء من شهر ابريل المقبل اى ان الوقت ليس له اهمية بالنسبة للادارة الامريكية لمواجهة تنظيم داعش الارهابي. واذا اتخذت الادارة الامريكية قرارها بالتدخل العسكرى الجوى عن طريق تكثيف الطلعات الجوية فهو بالحقيقة لن يجدى فى شىء طالما لا يوجد دعم برى للقضاء على عناصر التنظيم وملاحقتهم بعد عمليات التمهيد من خلال القصف الجوي. فمثلا فى العراق هناك الجيش العراقى بالتعاون مع القبائل والبشمرجة، يطاردون هذا التنظيم على الارض ويحققون بعض التقدم، أما بالنسبة لسوريا فالموقف اصعب بكثير مما يتخيل البعض فالولاياتالمتحدةالامريكية وتركيا وقطر يدعمون عناصر ارهابية اخرى للقتال فى سوريا تحت مسمى الجيش الحر، وذلك فى محاولة لاسقاط النظام السوري، فهى فى صراع مسلح مع الجيش العربى السوري، وبجانب تنظيم داعش الذى يقاتل هو الاخر الجيش السوري، اذن فالمشكلة كبيرة، فيجب اولا وقف دعم اية جماعات ارهابية تتقاتل على الاراضى السورية وعدم امدادها بالسلاح، والتحالف مع الجيش العربى السورى لمقاتلة تنظيم داعش على الارض، والا فالمشكلة ستزداد تعقيدا. ومن الواضح ان الولاياتالمتحدة لن تنفذ ذلك السيناريو لاسباب عديدة اهمها ان هدفها الرئيسى هو اسقاط الدولة السورية وتدمير جيشها، وعدم الابقاء على بشار الاسد رئيسا لسوريا، واعادة تقسيم الدولة السورية على اسس طائفية، وهو الامر الذى تم اقرارة من قبل. ان الهدف الامريكى واضح وصريح، وهو العودة مرة اخرى الى منطقة الشرق الاوسط بعد الفشل السابق، وجاءت احداث فرنسا، ومن قبلها ذريعة وجود داعش، لتحريك القوات الامريكية مرة اخري، ولكن تحرك القوات هذه المرة لن يكون سهلا على دول الشرق الاوسط، وسيتسبب فى انهيار لبعض الدول تحت ذريعة القضاء على الارهاب. المحرر [email protected]