شاركت دولة الكويت فى أعمال اجتماع كبار المسئولين العرب لبحث إنشاء آلية عربية لمواجهة الأزمات تنفيذا لقرار مجلس الجامعة على المستوى الوزاري، وذلك فى مقر الجامعة العربية بالقاهرة اليوم الأربعاء ويرأس وفد الكويت المشارك فى الاجتماع محمد العواش وكيل وزارة الإعلام المساعد لقطاع التخطيط الإعلامى والتنمية المعرفية. وأكد العواش على أهمية تضافر الجهود المحلية والإقليمية والدولية كافة لمعالجة الأزمات التى تمر بها المنطقة. وقال أن إدارة الأزمات "أصبحت حاليا علما قائما بذاته ولا يقتصر تدريسه على الجهات الأمنية". وأضاف ان هناك جهودا لوجستية وإعلامية عربية لمواجهة الأزمات إضافة إلى جهود منظمات المجتمع المدنى وغيرها "وكل تلك الجهود تصب فى بوتقة واحدة لمعالجة الأزمات والكوارث". وأشار فى هذا الإطار الى أهمية المعالجات الإسباقية للأزمات والكوارث والتى تعد أهم من معالجة الأزمة أثناء حدوثها. وأكد العواش أهمية الاجتماع فى إشارة إلى أن تكليفه لتمثيل وزارة الإعلام ودولة الكويت جاء من قبل وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح موضحا انه سيتم خلال الاجتماع تقديم العديد من أوراق العمل حول إدارة الأزمات سواء من دولة الكويت أو السعودية أو مصر أو الأردن أو غيرها. وقال انه سيتم بحث أوراق العمل المقدمة الى اجتماع كبار المسؤولين والخروج بتوصيات سترفع الى الاجتماع الوزارى لوزراء الخارجية العرب الذى سيعقد فى مارس المقبل تمهيدا لعرضها على القمة العربية التى ستحتضنها مصر فى الشهر نفسه. وردا على سؤال حول تجربة دولة الكويت للتعامل مع الأزمات قال العواش ان "لدينا فى دولة الكويت الإدارة العامة للدفاع المدنى وتضم فى عضويتها العديد من الهيئات المعنية بمعالجة الأزمات والكوارث". وأوضح أن من بين الجهات المعنية بإدارة الأزمات والكوارث فى الكويت وزارات الإعلام والداخلية والصحة والدفاع والإدارة العامة للإطفاء إضافة إلى العديد من المنظمات المعنية الأخرى. وأشار إلى أن دولة الكويت أدركت أهمية هذا العلم ودوره فى المعالجة السريعة للأزمات سواء المعالجة الاستباقية أو المعالجة الآنية وأولته رعاية وعناية فائقين من قبل المسؤولين عن ادارة الأزمات والوزارات المعنية. وأوضح إن اجتماع كبار المسئولين ناقش جزءا من هذا الموضوع حول آلية تبادل الخبرات والمعلومات وآليات التعامل مع مثل تلك الأزمات والكوارث. وقال انه فى المحصلة النهائية لهذه الاجتماعات الخاصة بإدارة الأزمات وتبادل الخبرات "سيكون لدينا" مركز أزمات عربى زاخر بالخبرات العربية من واقع عملى ومن واقع التجارب التى خاضتها الدول العربية. وأكدت رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية السفيرة الدكتورة هيفاء أبوغزالة فى كلمة أمام المجتمعين أهمية انعقاد هذا الاجتماع فى ضوء ما تمر به المنطقة حاليا من نزاعات مسلحة وأزمات سياسية وإنسانية عابرة للحدود فى عدد من الدول العربية. وقالت ان "ما تمر به هذه الدول من أزمات ونزاعات وغيرها يستدعى العمل على زيادة التعاون بين الدول العربية لمواجهتها". وحذرت من تصاعد "ظاهرة الإرهاب والتطرف الفكري" مشيرة إلى ان الاجتماع يهدف الى بلورة الآلية او الشبكة المقترحة لإدارة الأزمات المختلفة فى المنطقة العربية اضافة الى عن استعراض التجارب العربية الناجحة فى هذا الصدد "للاستفادة منها". وأوضحت انه فى ضوء مرئيات الدول العربية سيتم رفع الآلية المقترحة الى الدورة المقبلة لمجلس الجامعة على المستوى الوزارى تمهيدا لاعتمادها من القمة العربية المقرر عقدها فى القاهرة مارس المقبل. وأضافت أن الاجتماع الذى يستمر يومين يأتى مواكبا لانتهاء المرحلة الأولى من انشاء ادارة الأزمات بجامعة الدول العربية التى تم تجهيزها بأحدث وسائل التكنولوجيا فى مجال جمع المعلومات وتحليلها بهدف دعم صناع القرار للتعامل الفعال مع الأزمات. بدوره أكد القائم بأعمال مندوب موريتانيا لدى الجامعة العربية الذى تترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الجامعة أطول عمر محمد أمين "أهمية تضافر الجهود العربية فى مواجهة الأزمات والكوارث التى تمر بها العديد من دول المنطقة والتحديات الخطيرة الحالية". وأوضح أمين فى كلمته أمام الاجتماع إن وجود آلية إقليمية لإدارة الأزمات سيتيح تبادل المعلومات بين الدول العربية فى هذا الشأن وبالتالى استشعار الأزمات ورفع درجة الجاهزية لها وبحث متطلبات التصدى للتحديات الحالية. يذكر أن اجتماع اليوم يأتى استكمالا لمؤتمر عمان الاقليمى الذى عقد فى شهر ابريل الماضى وأكدت توصياته ضرورة تعاون الدول العربية فيما بينها لمواجهة الأزمات المتعددة التى تشهدها المنطقة وانشاء آلية تساعد على بناء قدرات الدول فى مواجهة الأزمات وتبادل الخبرات واجراء تدريبات مشتركة.