بحث كبار المسئولين من الدول العربية فى اجتماعهم اليوم بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية إنشاء آلية عربية لمواجهة الأزمات ، وذلك تنفيذا لقرار مجلس الجامعة على المستوى الوزاري، وتمهيدا لعرضها على القمة العربية المقبلة التى ستعقد بمصر نهاية مارس المقبل. وأكدت السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد لدى الجامعة رئيس قطاع الإعلام والاتصال الى أهمية انعقاد الاجتماع في ضوء ما تمر المنطقة حالياً من نزاعات مسلحة وأزمات سياسية وإنسانية عابرة للحدود في عدد من الدول العربية تستدعي العمل على زيادة التعاون بين الدول العربية. وحذرت من تصاعد ظاهرة الإرهاب والتطرف الفكري، وقالت إن هذا الاجتماع يستهدف بالأساس بلورة الآلية أو الشبكة المقترحة لإدارة الأزمات المختلفة في المنطقة العربية ، واستعراض التجارب العربية الناجحة في هذا الصدد للاستفادة منها ، موضحة أنه في ضوء مرئيات الدول العربية سيتم رفع الآلية المقترحة الى الدورة المقبلة لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري تمهيدا لاعتمادها من قمة القاهرة. وأوضحت أبو غزالة أن الهدف الأساسي من الآلية المقترحة في الوقت الراهن هو بناء القدرات وتبادل الخبرات والتدريبات المشتركة، لافتة إلى أن الاجتماع الذي يستمر على مدى يومين يأتي مواكبا لانتهاء المرحلة الأولى من إنشاء إدارة الأزمات بجامعة الدول العربية ، والتي تم تجهيزها بأحدث التكنولوجيات في مجال جمع وتحليل المعلومات بهدف دعم صناع القرار للتعامل الفعال مع الأزمات. وقالت إنه سيكون للأمانة العامة دور في تنسيق عمل الآلية المقترحة خاصة وأنها بصدد البدء في تنفيذ برامج تدريبية لكوادر من الأمانة العامة والدول العربية في مجالات متعلقة بالاستجابة للأزمات بهدف دعم الدول التي تشهد أزمات بمختلف أنواعها. من جهته أكد القائم بأعمال مندوب موريتانيا لدى الجامعة العربية "أطول عمر محمد أمين "والذي تترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الجامعة أهمية تضافر الجهود العربية في مواجهة الأزمات والكوارث التي تمر بها العديد من دول المنطقة والتحديات الخطيرة الراهنة . وأوضح في كلمته أمام الاجتماع أن وجود آلية اقليمية لإدارة الأزمات سيتيح تبادل المعلومات بين الدول العربية في هذا الشأن وبالتالي استشعار الازمات ورفع درجة الجاهزية لها وبحث متطلبات التصدي للتحديات الراهنة. يشار إلى أن هذا الاجتماع يأتي استكمالاً لمؤتمر عمان الإقليمي الذي عقد في شهر أبريل الماضي، وخرج بعدة توصيات تؤكد ضرورة تعاون الدول العربية فيما بينها لمواجهة الأزمات المتعددة التي تشهدها المنطقة، وإنشاء آلية تساعد على بناء قدرات الدول في مواجهة الأزمات وتبادل الخبرات، وإجراء تدريبات مشتركة.