هل هناك وجه نسائى برلمانى مازال عالقا فى الأذهان بسبب أدائه الجيد تحت القبة ؟..وبماذا يجب أن تتسلح المرأة المقبلة على الترشح من أدوات لتحقيق مشروع برلمانية ناجحة ؟..تساؤلات طرحناها على رموز نسائية للمرأة المصرية سواء كانت ناخبة أو مرشحة فى مجلس النواب المقبل . الكاتبة الصحفية فريدة النقاش رئيس ملتقى تنمية المرأة وعضو المكتب السياسى بحزب التجمع, التى أعلنت أنها لن تترشح للبرلمان المقبل ,عن موقف حزب التجمع قالت إن الحزب عضو بالفعل فى «الجبهة الوطنية» ولكن جدت مشكلة بينه وبين الجنزورى, ومازال التفاوض جاريا ..أما عن أسباب تخليها عن حقها فى الترشح للبرلمان ؟ إجابت: المرأة لا تتخلى عن هذا الحق، ولكن هناك مجموعة من الظروف الموضوعية والملابسات التى تحيط بالعملية الانتخابية الآن سوف تؤدى إلى تقليص عدد النساء فى البرلمان المقبل, وإن كان هذا العدد سوف يزيد على برلمان 2012, بحكم القائمة التى اشترطت وجود النساء بها ، ولكن سيظل هذا العدد قليلا جدا إذا ماقورن بالأدوار التى لعبتها النساء فى الثورتين و26يوليو 2013 .. حين طلب وزير الدفاع آنذاك تفويض الشعب لمحاربة الإرهاب، فخرج الملايين ومعظمهم من النساء لمنحه هذا التفويض .. ومن ضمن الأسباب أن قانون الانتخابات منح 80% للمقعد الفردى, و20% للقوائم, بينما كانت كل القوى السياسية تطالب -على الأقل- بأن تكون المقاعد مناصفة بين القوائم والفردى .. وكذلك الصورة السلبية التى رسمتها الثقافة التجارية الاستهلاكية, إذ إن هناك قوتين متصارعتين حول صورة المرأة الأولى: التى رأت فى المرأة سلعة سواء فى الإعلان عن البضائع, أو فى المسلسلات والأفلام الهابطة, فحولتها إلى سلعة .. أما القوة الثانية فهى: قوة اليمين الدينى, الذى رأى فى المرأة عورة، وقد أصبحت هاتان الصورتان شائعتين فى ثقافة المجتمع الذى ينظر للمرأة بارتياب .. بينما أدى الفقر والبطالة وبرامج الخصخصة إلى خروج الكثير من النساء إلى العمل على نطاق واسع، وحين تخرج النساء من العمل فإنهن يفقدن مورد الرزق والمكانة والفاعلية الاجتماعية، وبالتالى لايصبحن جزءا من المشهد السياسى العام .. وهكذا تتكاتف كل هذه الظروف الموضوعية لتؤدى إلى فقدان المرأة الثقة فى نفسها والثقة بالمرأة من جنسها، ولذلك نجد الواقع الشائع وهو أن النساء لاينتخبن النساء, وأدى ذلك كله إلى تراجع دور المرأة فى الحياة السياسية عامة ..ولكن حاليا ونحن فى واقع جديد أن نكافح جميعا من أجل قانون انتخابات جديد، ليلبى تطلعات واحتياجات القوى السياسية والاجتماعية, ولتقديم فكر جديد لتمثيل النساء فى مجلس النواب المقبل . وترى النقاش أن أداء المرأة فى البرلمان المقبل سوف يتوقف على تشكيلة المجلس الجديد ونوعية الأحزاب والقوائم التى ستنتصر فى هذه الانتخابات. وتؤكد النقاش .. منذ دخلت النساء البرلمان منذ عام 57، كانت هناك نماذج مشرفة ولكن قليلة العدد, ولذلك لم يبرز أداء النساء بطريقة لائقة بسبب هذه الندرة فى العدد من النساء تحت القبة .. وعندما درس الباحثون طبيعة مشاركة النساء فى العمل البرلمانى منذ عام 57 وحتى ما قبل برلمان الإخوان تبين أن غالبية البرلمانيات لم يشاركن فى القضايا الرئيسية العامة ولا مساءلة الحكومة, ولكن شاركن فى قضايا الخدمات واحتياجات المواطنين .. ولذا لا أتذكر أن هناك شخصية نسائية لافتة، وفى الغالب الأعم كانت النساء ينجحن فى الانتخابات على قائمة الحزب الحاكم، وبالتالى كانت قدراتهن على الانتقاد وبناء سياسات بديلة محدودة جدا، وهو ما ينطبق على النساء والرجال سواء كان ايام الحزب الوطنى الديمقراطى فى عهد مبارك, أو حزب مصر العربى فى عهد السادات, أو الاتحاد الاشتراكى فى عهد جمال عبد الناصر . «عازر».. تحت القبة أما مارجريت عازر التى اشتغلت بالعمل السياسى لأكثر من 15 عاما كقيادة حزبية فقد قررت الترشح فى البرلمان المقبل عن دائرة مصر الجديدة، وكانت قد خاضت هذه الانتخابات فى السابق, وكانت من أفضل عشر نائبات فى برلمان 2010، ومارجريت التى تحث غيرها من النساء للترشح والتغلب على المواريث الاجتماعية، والمفاهيم الدينية المغلوطة التى تبثها بعض التيارات اليمينية المتشددة والذى أحبط الارادة السياسية بداخلها ترى أن التمييز الإيجابى للمرأة سلاح ذو حدين, فإذا قدمنا كفاءات نسائية قوية تستطيع أن تمثل المجتمع تمثيلا حقيقيا سنمحو المواريث الاجتماعية، وإذا قدمنا نماذج ضعيفة ستصبح هناك ردة للمرأة المصرية سوف ترسخ تلك المواريث الاجتماعية والأفكار السائدة، وكأنها تلعب دورا تمثيليا تحت القبة» كما كان فى السابق . أما عن أهم القضايا التى ستتبناها عازر تحت القبة فى حالة نجاحها فى البرلمان فتقول : القضايا العامة مثل تشريع حزمة من القوانين لجذب الاستثمارات والعدالة الاجتماعية, بكل أوجهها . راوية وفايدة ونوال وقررت أيضا النائبة السابقة «جمالات رافع» رئيسة تنمية وتدعيم المرأة بالقليوبية الترشح فى مجلس النواب المقبل، ولكنها لم تحدد بعد الى أى قائمة ستنضم وتقول : سأترشح لأن مصر تحتاج إلى كل جهود المخلصين فى مرحلة البناء، ويجب ألا نبخل عليها سواء من ناحية التشريعات التى تحقق العدالة الاجتماعية, ليسهل لكل مواطن الحصول على حقه بكرامة, أوبالحفاظ على مؤسسات الدولة وكيانها، وعن أول ماستقوم به بعد نجاحها, هو رفع صوت أهل دائرتها بالقليوبية, وإدراج الخدمات الخاصة بهم فى موازنة الدولة .. وتقتدى جمالات رافع بالنائبات الثلاث راوية عطية، وفايدة كامل، ونوال عامر بأدائهن تحت القبة ، وتقول: على المرشحة أن تتسلح بالعزيمة والإرادة القوية والتحلى بالصبر والأخلاق الحميدة فى مواجهة المنافسين, ولا تهتز من أى شائعة تثار من حولها وتنال منها.