يعانى التعليم فى مصر من حالة إعياء شديدة ليست وليدة يوم وليلة ولكن نتيجة تراكم 30 عام من الفساد وإهمال هذا الملف مما جعل السوس ينخور فى أركانه ، فالمدارس خاوية من الطلاب والمباني المدرسية بأثاثها ومكوناتها عفى عليها الزمن وولى ومدرس لا هم له إلا استنزاف ولى الأمر بالدروس الخصوصية فضاعت هيبته أمام مد يده للطالب ليأخذ ثمن الحصة إضافة إلى سوء الإدارة المدرسية فبعض مديرى المدارس يتركون المدرسين دون محاسبة فى الحضور والإنصراف وأصبحت المدارس سداح مداح ، حتى التعليم الخاص لم يعد بالكفاءة المطلوبة ولا يقدم خدمة تعليمية ترضى ولى الأمر مما جعل الكثيرين يتجهون إلى الشهادات الأجنبية ومنها اعتماد المناهج علي الحفظ والتلقين ووجود فجوة بين محتويات المناهج وسوق العمل وعدم وجود اسوار ببعض المدارس هذه المشاكل وغيرها الكثير لا يمكن لوزير بل عشرة وزراء حلها فالأمر يحتاج سنوات عديدة لإصلاح ما أفسده الزمن لأن أزمة التعليم الحقيقية تكمن فى انعدام الضمير فلا مدرس يشرح فى الفصل بما يرضى الله لإن همه الإول والأخير هو الدرس الخصوصى ولا مدير المدرسة سيعمل كما يرام طالما أن شغله الشاغل إنه يقسم مع المدرس وهنا تظهر الحاجة الماسة لإيجاد حلول خارج الصندوق لهذا الخلل ومنها الإتجاه إلى التعلم والتفكير المؤدى الإبداع وتحفيز النشء والمدارس للبحث عن حلول للمشكلات والتصدى للعقبات التى تحول دون التفكير المبتكر لدى التلاميذ وجذبهم للمدارس مرة آخرى وتغير منظومة الإمتحانات والمناهج القائمة على الحفظ والتلقين وهنا حدد مؤتمر القمة العالمى للإبتكار مساراً لقضية الابتكار في التعليم كأحد أهم الحلول من جوانبها المختلفة وضرورة تدريب المعلمين وفق أسس حديثة ومبتكرة في ظل المتغيرات الكثيرة التي يشهدها عالم اليوم، خصوصاً وأن الكثير من النظم المدرسية في شتى أنحاء العالم يفتقر للابتكار في التعليم. وتناولت نقاشات مؤتمر الحاجة إلى مشاريع تعليمية تساهم في عملية الابتكار في التعليم، إلى ضرورة إيجاد طرق حديثة في العملية التعليمية والابتعاد من الجانب التقليدي، وبلورة حلول للمشكلات التي يواجهها التعليم في العالم ونظم خاصة للتعليم، وتعزيز قدرة المتعلمين على تطوير مواهبهم والتفكير الخلاق وتقوية ثقتهم في ما يتعلق بحل المشكلات، بما يمكّنهم من تصميم حلول مبتكرة لحياتهم ومجتمعاتهم. وبرزت طرق مبتكرة للتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، الى السبل الكفيلة باكتساب المهارات بصرف النظر عن الشهادات الجامعية الرسمية، فضلًا عن مناقشة مستقبل التقويم. تحفيز الإبتكار والإبداع في التعليم، فعرض كل من رئيس معهد العالم العربي في باريس، وزيرالتربية الفرنسي الأسبق جاك لانغ، وتشارلز ليدبيتر الكاتب والمؤلف في مجال الابتكار تجربتهما ورؤيتهما لسبل تحفيز الإبداع والابتكار في التعليم. وتركزت النقاشات على أهمية التشجيع على الإبداع والابتكار المستدام والفضاء المفتوح في التعليم وإدراج عنصر الثقافة والفن في المدارس وإيجاد بيئة حرة لإطلاق المواهب ورعاية المبدعين. لكن لانغ كان نقدياً في نقاشه للنظام التعليمي الفرنسي، قائلاً ان لا مرونة في هذا النظام بفعل مركزيته الحادة، ف"المجال المتاح للإبتكار لا نجده في الكثير من المدارس الفرنسية، إذ أن المعلمين يدرّسون على مستوى مركزي. ويتابع هذا النظام التلامذة الممتازين، فيما تخرج منه نسبة 20% يجري إهمالهم. وهذا أمر سلبي". وإذ لفت الى أنه حاول تغيير طريقة التعليم حين كان وزيراً للتربية، قال لانغ أن هناك احباطاً من النظام التعليمي، داعياً الى الخروج من التقليد، وأن يكون الفن في قلب التعليم. وختم بضرورة أن تكون هناك خطة وطنية للنهوض بالتعليم وتدريب المعلمين ودمج الفنون والثقافة بالتعليم، الى ضرورة تعدد اللغات في العملية التعليمية. أما آن كوتون مؤسسة ورئيسة منظمة كامفيد "Camfed"وهي المنظمة التي تعمل من أجل تعليم الإناث في عدد من الدول الإفريقية فتحدثت عن تجربة مؤسستها في إفريقيا والنجاحات التي تحققت منذ تسعينات القرن الماضي والتحديات الراهنة والجهود المتواصلة لدعم ملايين الأولاد والفتيات في القارة الإفريقية. المشاريع الفائزة بجوائز القمة التعليمية شملت قائمة المشاريع الفائزة مشروع غرفة الأغاني من أستراليا، ومشروع إعادة دمج أولاد الشوارع من خلال التعليم من مصر، ومشروع التعليم المتناوب من أجل التنمية الريفية في البيرو، ومشروع أنا ومدينتي في فنلندا، ومشروع علم الفتيات في الهند، وبرنامج "نحن نحب القراءة" في الأردن. وتعالج المشاريع الفائزة عددًا من التحديات المرتبطة بالاستفادة من فرص التعليم ومحو الأميّة والإبداع والتوظيف. خلال تسليمها جائزة آن كوتون: "من خلال الاعتراف بتفاني رواد التعليم الحقيقيين وعرض ابتكاراتهم، تهدف جائزة وايز إلى رفع مكانة التعليم في جدول الأعمال العالمي. ونهدف من خلال الجائزة إلى إلهام الملايين من روّاد المشاريع الاجتماعية ومن المدافعين عن التعليم والمبتكرين في مجال التعليم الذين يقدمون الحلول لكلّ ولد ولكلّ قرية وكلّ مدينة على حدة". وركّزت آن كوتون لأكثر من ثلاثة عقود، على تحسين الفرص التعليمية للأطفال المهمشين من النظام المدرسي. وقد بدأت بتعليم الفتيات في صحراء إفريقيا الجنوبية في عام 1991 عندما لاحظت أنّ السبب الرئيسي لانخفاض معدّل التحاق الفتيات في المدارس في المناطق الريفية هو الفقر وليست الحواجز الثقافية. [email protected] لمزيد من مقالات نيفين شحاتة