بدأ الحراك الشعبى فى اليمن الجنوبى بعدما ما تعرض له مواطنوه من إقصاء وتعسّف على مدى سنوات الوحدة ، وانخرط فيه أغلب أبناء الشعب الجنوبى وتعاطف معهم كثيرون فى الشمال . ثم شيئاً فشيئاً تصدّر مشهد الحراك إعلامياً وسياسيا رموز الانفصال بخبراتهم السياسيّة وقدراتهم التمويلية ولما لهم من بقايا أتباع فى الجنوب فأمسك كلٌ منهم بطرف من سجّادة الحراك يشدّ فيه حسب قوّته الشعبيّة والدعم الذى يتلقاه من هنا او هناك . فى ساحة التحرير فى عدن تتباين الرؤى والخيارات ، وتجسد ذلك أخيرا فى فشل إعلان الاستقلال الذى دعا إليه البعض بعد فشل إعلان الانفصال الذى وعد به آخرون من قادة الحراك الجنوبى . ومن هنا برزت فى الشارع اليمنى تساؤلات بشأن الخيارات التى قد يلجأ إليها الحراك فى المرحلة القادمة . وكما قال لى شاب يقف وحيدا يحمل العلم السابق لجمهورية اليمن الجنوبى قبل الوحدة اسمه سالم فإن الوضع المأساوى فى البلاد وسقوط العاصمة صنعاء بيد جماعة أنصار الله ( الحوثيين )منح الحراك الجنوبى خيارات أخرى ورغم ذلك فإنه ضعيف و سيبقى كذلك فى الفترة القادمة، كونه منقسم وتقوده أكثر من عشر قيادات متصارعة , لدى كل منها رؤية مختلفة وفقا لإختلاف مصلحة من يدعمها من الخارج أو الداخل ، سواء من السلطة فى صنعاء أو من الدول . وجهات نظر وشباب رافض وبينما يرى خطباء الساحات هنا فى عدن ضرورة التمسك بالسلمية فى الوقت الراهن فانهم يؤكدون ان الحديث عن كفاح مسلح يعد جرا للشعب الجنوبى الى الهاوية . وقال الشيخ حسين بن شعيب رئيس اللجنه الاشرافية لساحة الاعتصام فى عدن على العالم ان ينظر لثوارنا المرابطين فى الساحة منذ 70 يوما اثبتوا خلالها انهم سلميون ومتحضرون وأننا سننتصر بالسلمية الى ان يحين استخدام الخيار الآخر .واضاف ان قضية الجنوب تتمثل فى وطن وشعب وهوية وليس لنا علاقة بالشمال فالحراك لن يمشى بعدة رؤوس ولابد من التوافق بين كافة فصائل ثورة الجنوب اما عبد الله عتيق الحضرمى فقال ان السلطة فى صنعاء تريد التنزه على اشلاء ابناء الجنوب ودعا القيادات الجنوبية الى ان تكون عند حسن ظن الشعب بعيدا عن اللعب بالمصطلحات السياسية متهما قيادات الحراك بالتامر على القضية الجنوبية. ويعد المجلس الأعلى للحراك السلمى لتحرير الجنوب أكبر مكونات الحراك، و يتواجد شعبياً فى كل محافظاتالجنوب، ويتزعمّ هذا الفصيل على سالم البيض، ويضم فى قيادته شخصيات ذات ثقل سياسى واجتماعى فى الجنوب سواء فى الداخل والخارج، ويعتمد فى تمويله على ما يقدّمه أنصاره ومؤيدوه من التجار وبعض المغتربين، إضافةً إلى تمويل دولى غير مباشر وغير مكشوف , ويشهدا لمجلس تبايناً ملحوظاً بين قياداته، بين من يتبّنى الاستقلال والانفصال وفك الارتباط عن الشمال ويعتبرون الجنوب أرضاً محتلة، ومن أبرز قيادات هذا التيار الحراكى حسن باعوم وهو الأكثر شعبية والأقوى تأثيراً،.. بينما يدعو البعض للفيدرالية إقليمين فى إطار دولة اتحاديّة ، ومن بين من يتبنّى ذلك المهندس حيدر أبوبكر العطاس رئيس أول حكومة فى دولة الوحدة، والرئيس الجنوبى الأسبق على ناصر محمد وغيرهم من رموز الجنوب فى الخارج. الهيئة الوطنية للحراك الجنوبي وهو من أضعف المكونات إذ بات محصوراً فقط فى بعض الفعاليات فى محافظة شبوة، لكن رموز النظام فى الجنوب نجحوا فى استقطاب أنشطته إلى (عدن) من خلال دعم ورعاية بعض الفعاليات وقد بدأ أولى فعالياته فى أكتوبر 2011م مستغلين أجواء الغضب الثوري، وحاولوا تنظيم فعاليات أسبوعية ، وكل فعالياته يمولها رموز نظام على صالح فى عدن ليس مالياً فقط بل وبالحشد الجماهيرى الشكلي. الحركة الشبابية والطلابية لا يتواجد هذا المكون إلا فى محافظة عدن فقط، ويعتبر جناحاً من أجنحة المجلس الأعلى للحراك (فصيل البيض) ومن قياداته فادى حسن باعوم، وعلى عبدالرب، وعبدالفتاح الربيعى جماجم، واستطاع هذا المكون اختراق الشباب العدنى حيث نجح فى تكوين جناحٍ له فى مديرية (المنصورة)، الأمر الذى قد يبرر الفوضى التى تشهدها المنصورة منذ انفلات الأمن مطلع العام الماضى . شباب 16 فبراير ولد مع بدايات ثورة التغيير، وتبنّى شعار الثورة "الشعب يريد إسقاط النظام"، لكن استحواذ بعض الشباب الانفصاليين انحرف به عن مساره الوطنى فأصبح يتبنّى شعار الانفصال ,ويعرف عن منتسبى هذا المكون وإن كانوا قلّة لجوءهم للعنف والفوضى وقطع الشوارع، وهم من يتبنّى حالياً أعمال قطع شارع المنصورة (أقدم شوارع الجزيرة العربية وإقفاله وإقامة ساحةً لصلاة جمعة كان يستدعى للخطبة فيها بعض المحسوبين على أنصار الشريعة والجهاديين السابقين المؤيدين للانفصال، بل يحاول بعضهم شرعنة الانفصال ، ويفتون بأن التواجد الشمالى احتلال ويجب دحره، وقد قام بعض المتأثرين بهذا الخطاب ببعض أعمال التخريب والتدمير لمصالح ومحلات يملكها شماليون حركة حتم يمكن القول إن هذه الحركة هى أقدم مكونات الحراك الجنوبي، فقد ظهرت عام 1997م كنتاجٍ لحرب صيف عام 1994وكانت تتبنّى استهداف نقاط الأمن وبعض مؤسسات الأمن والجيش بأعمال تفجير واغتيالات للضباط، وهى محسوبة على (فصيل البيض) ومدعومة منه وكان يتزعمها عيدروس عبدالعزيز، ويلاحظ تواجد عناصرها بكثرة فى لحج وقليلون منهم يتواجدون فى عدن وأبين، ويتزعم هؤلاء الآن الشيخ حسن بنان، وعبدالفتاح الربيعى ويعتقد البعض أن قرار العفو الذى صدر عام 2000م ساهم فى إضعافها، يتخلّى بعض عناصرها عن منهج العنف والتخريب، إلا أن البيض تبنّى إيقاظها من جديد عن طريق الدعم المالى خصوصاً الشباب المتحمسين للحراك الذين تتم تغذيتهم وتعبئتهم ضدّ أبناء الشمال ويعتبرون كل شماليٍ (محتل). التحرير والاستقلال ثم الصندوق من قلب ساحة الاعتصام فى عدن وصف أحمد السدى احد شباب الثورة القيادات السياسية للجنوب بانها قيادات تقتات على المتاجرة بقضية الجنوب والتسول باسم قضية التحرر المقدسة وطالب باعتماد التقسيم الادارى للوطن الجنوبى كما كان قبل مايو 1990 ومن خلاله تشكل الفئات ثم السرايا والوحدات الشعبية لكل ابناء الجنوب , ويضيف ان ذلك يضمن عدم اختراق القوى المضادة وبذلك يتم تشكيل قوى حراكية ثورية جنوبية وطنية من خلالها تنبثق قيادة وطنية جنوبية قادرة على قيادة الحراك وتحقيق النصر على ما اسماه الاحتلال , ونبذ كل المكونات السياسية الهشة ذات الزعامات الشمالية التى تقود نحو المقايضة وتحقيق أهداف شخصية ضيقة على حساب قضية الوطن المقدسة . اما ابو محمد الحقينى فيقول ان شعبنا فى الجنوب موحد الهدف من المهرة الى باب المندب يطالب بالتحرير والاستقلال ويرفض أى مشاريع اخرى لا تلبى طموحاته وآماله فعلى كل القيادات الجنوبية والتى تحاول الخروج بثورة الجنوب السلمية عن هدفها المتمثل بالتحرير والاستقلال وحرف مسارها الى مشاريع اخرى كالفيدرالية وغيرها عليهم العودة الى مطلب الشارع فى الجنوب وهو التحرير والاستقلال فالسباق على المواقع والمناصب غير مجد فى هذه المرحلة فالجميع لازالوا مشاريع اضحية ويجب على الجميع ان يناضل قيادة وشعب تحت راية التحرير والاستقلال ومن لازال لديه طموح لشغل أى منصب او موقع , فالصندوق بعد الاستقلال والتحرير ان شاء الله هو الحكم بين كل الجنوبيين . ويضيف انه يجب على كل القيادات التى حكمت الجنوب سابقا ان تكفر عن أخطائها بترك المجال للشباب وترك السباق على المنصات والخطابات وخصوصا من كان لهم ماضى فالجنوب يستحق من الكل التضحية ورص الصفوف حتى يعود الحق المنهوب والمسلوب ويدعو القيادات الجنوبية التاريخية والسياسية بتقديم التنازلات للشعب مثلما تنازلوا لعلى عبدالله صالح من قبل لأنهم كما يرى هم العقبة الوحيدة أمام فالشارع الجنوبى لدية كثير من القيادات الشابة التى أفرزتها المرحلة الراهنة. عندما تسمع لوجهات النظر تتأكد أنها متباينة ولو تابعت الصحف والقنوات التليفزيونية التى تبث على مدى ال24 ساعة تتأكد على الفور أن الشمال يبحث عن شريك من الجنوب على مقاس معين كما قال حيدر ابو بكر العطاس , كما تتأكد أن حل مشكلة الجنوب ليست فى عدن ولا فى صنعاء بسبب تدخلات دول الجوار العربى وإيران التى بدأت المرحلة الثانية لمناورتها البحرية المسماة – محمد رسول الله - فى جنوب خليج عدن , وذلك اذا استثنينا القوى الدولية التى أعطت لنفسها الحق فى التدخل فى شئون دول المنطقة العربية