أكثر من 300 مليون مصاب بحساسية الصدر فى العالم، و250 ألف وفيات في كل عام، بينما المعدل فى مصر بين الكبار يتراوح بين 8 و10 %، ولدى الأطفال بين 10 و12 % ، بينما تتزايد حساسية الأطفال فى المرحلة العمرية أقل من سنتين نتيجة التزايد المستمر فى معدلات التلوث والتدخين واستعمال المبيدات. هذه الأرقام وردت في المؤتمر الأول لجمعية الصدر والحساسية والتغذية الذي رأسته الدكتورة زينب رضوان أستاذة طب الاطفال والحساسيه بقصر العيني، و وأكد المشاركون فيه أن حساسية الأنف هي البوابة الرئيسة لحدوث حساسية الصدر، وحذروا من إعطاء أدوية الكورتيزون قبل سنتين من العمر، مع إعطاء الأدوية الوقائية للأطفال أقل من سنتين باستخدام نوع من الكورتيزون بواسطة جهاز البخار الكهربائى، إذ إن نوع الكورتيزون الموجود فيها محظور استخدامه قبل سنتين، في حين تشكل الحساسيه شديدة المقاومة للعلاج نسبة 5% من الأطفال المصابين بالحساسية الشديدة. وأكد المشاركون في المؤتمر أن هناك عوامل تساعد على عدم التحكم فى الحساسية، منها إهمال علاج حساسيه الأنف أو الجيوب الأنفية، وتعرض الطفل بطريقة مستمرة لمسببات الحساسية، ومن أهمها دخان السجاير، وكذلك عدم انتظام العلاج بالبخاخات الوقائية، إما بسب الإهمال أو المعتقدات الخاطئة، ومنها أنها قد تؤذيهم أو يتعودون عليها، مما يترتب عليه حدوث أزمات شديدة أو استمرار الأعراض عند الأطفال. وتوضح الدكتورة زينب رضوان أن الحساسية فى الأطفال الصغار تقابل بعض الصعاب فى تشخيصها نظرا للتشابه فى أعراض المرض مع أمراض أخري، وكذلك لصعوبة قياس وظائف الرئة فى الأطفال أقل من خمس سنوات، ولكن هناك دلالات كبرى تساعد على التشخيص، وهى أن يكون أحد الوالدين أو كلاهما مصابا بحساسية صدرية، أو يكون الطفل مصابا بأكزيما. وتشير إلى أنه توجد دلالات صغرى مثل أن يكون الطفل مصابا بحساسية ألبان أو حساسية من بعض المكسرات أو ارتفاع نسبة خلايا الايزينوفيل فى الدم عن 4 %، ومع وجود دلالة من الدلالات الكبرى أو دلالتين من الدلالات الصغرى نستطيع أن نجزم معها بأن الأعراض الموجودة هي أعراض حساسية، وليست أى شئ آخر مشابه مثل التزييق الذى يصاحب الإصابة ببعض فيروسات الجهاز التنفسى. وتوضح أنه عند التشخيص لابد من استخدام العلاج الوقائى بصفة مستمرة، وهذا العلاج فى أغلب الأحيان يكون كورتيزون مستنشقا، وإذا ظل الطفل بدون أعراض لمدة 3 شهور متتالية نستطيع تخفيض جرعة الكورتيزون. ويُعطى الكورتيزون للأطفال بأجهزة تختلف تبعا للسن، ولابد من اختيار الجهاز المناسب لسن الطفل ليسهل التحكم فى الحساسية، وهذه الأجهزة تكون إما أجهزة تُركب فيها البخاخة أو جهاز بخار كهربائي، وفى الأطفال الكبار يمكن استعمال بعض أنواع البخاخات بدون أجهزة للأطفال أقل من سنتين إذ يتم إعطاؤهم جرعات الكورتيزون عن طريق جهاز كهربائى، ويُعطى فيه نوع من الكورتيزون الوحيد الذى يمكن استخدامه لأقل من عمر سنة. ويساعد هذا الدواء على التحكم فى حساسية هؤلاء الأطفال، ويمكن استعماله من سن 6 شهور، وهو فعال فى هذه السن، حتى عمر 8 سنوات، كما يمكن استخدامه فى أى سن فى حالات الحساسية الشديدة. واستعرضت الدكتورة زينب أسباب الحساسية الصدرية الشديدة، وطرق علاجها، وأول خطوة للتدخل فى هذه الحالات هى التأكد من أن الطفل يأخذ البخاخات المناسبة بالطريقة الصحيحة، وفى الوقت المناسب الذى لا يعانى فيه من أى أعراض، وذلك حتى لا تعاوده مرة أخري. وإن لم يستجب الطفل للعلاج بالكورتيزون بالاستنشاق -الذى هو الركيزة الآولى فى علاج الحساسية- يتم التدخل بعلاج آخر، ومن ذلك مضادات الأجسام المناعية، التي تعطى لحالات الحساسية الشديدة غير المتحكم فى أعراضها حتى باستعمال أعلى جرعات الكورتيزون المستنشق أو فى حالة وجود أعراض جانبية شديدة من الكورتيزون المستنشق، على أن تُعطى مضادات الأجسام المناعية على هيئة حقن تحت الجلد كل أسبوعين أو كل شهر تبعا لوزن الطفل، ومستوى الأجسام المناعية فى دمه. ويقول الدكتور سمير خضر أستاذ الحساسية ورئيس جمعية الإسكندرية للحساسية والمناعة إنه توجد تحديات عدة للسيطرة الكاملة على مريض حساسية الصدر أولها الأزمات الصدرية الليلية، وحساسية الصدر والتدخين، والسمنة وحساسية الصدر، والحالة النفسية لمريض حساسية الصدر، وممارسة الرياضة، واستخدام المسكنات وأدوية الروماتيزم، وبعض أدوية الضغط. ويوضح أنه بما أننا فى فصل الشتاء فإن التغيرات السريعة فى درجة الحرارة تسبب احتقانا والتهابا فى الجهاز التنفيسى ينتج عنه ازدياد اختراق مسببات الحساسية فى الغشاء المخاطى للشعب الهوائية، وبالتالى ظهور أعراض الحساسية من سعال جاف متكرر، وأزيز بالصدر مع ضيق فى التنفس، وزيادة المنعكس العصبى بين الأنف و الصدر، وبالتالى فإن توتر جدار الشعب الهوائية أو احتقان الأنف يؤدى إلى وصول هواء جاف وبارد إلى الشعب الهوائية.وعليه فإن حساسية الأنف هى البوابة الرئيسية لحدوث حساسية الصدر، إذ إن اهمال حساسية الأنف قد يؤدى إلى حدوث أعراض صدرية فى 36 % من المرضي، وفى فصل الشتاء تجب مناظرة الطبيب المعالج لوضع سياسة علاجية مزدوجة للأنف والصدر، بحسب توصيات منظمة الصحة العالمية. ومن جانبه، يوضح الدكتور سمير خضر أهمية السيطرة على مريض حساسية الصدر مما يُجنبه كثرة التردد على المستشفيات وبالتالى زيادة التكلفة المباشرة وغير المباشرة التى تؤدى إلى الانقطاع عن العمل والمدارس فى الأطفال بنسبة تصل إلى 30 %.